يبدو أن قوات الاحتلال الاسرائيلي لم يرق لها أن يكون للكتلة الإسلامية في
جامعات الضفة الغربية صوت ينبض بحقوق الطلبة وصوت المقاومة، فعمد خلال فترة
انتخابات مجلس الطلبة بالعمل على حملات أطلق عليها مسميات عدة هدفها
إضعافها وإفشالها بالوصول للمجالس، على حساب كتل أخرى .
وتشير
إحصائيات أعدتها "فلسطين الآن" أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال فترة الإعلان
عن مشاركة الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس الطلبة بجامعات بيرزيت والقدس
والخليل والبولتكنيك وصل لأكثر من 46 ناشطا، بينهم ممثلو الكتلة وكواردها،
ومن ضمنهم طالبات كما جرى في الخليل .
وحسب الإحصائية فإن التركيز
يدور في الاعتقالات على قادة العمل الطلابي من الذكور والإناث والمحررين،
والمتحدثين باسمها في المهرجانات والمؤتمرات الطلابية، حيث اعتقل الاحتلال
حتى هذا التقرير أكثر من 3 طالبات ناشطات في الكتلة الإسلامية، والباقي من
الشباب .
وفي استشهاد بأمثلة على ذلك ما جرى من اعتقال لعدد من
قادة ومناصري الكتلة الإسلامية في الانتخابات التي جرت قبل أقل من شهر،
وإطلاق سراحهم بعد انتهاء الانتخابات، وهو ما يتكرر الآن .
كما
توضح الإحصائية أن طلبة الكتلة الإسلامية في جامعة القدس هم الاكثر
استهدافا، حيث وصل العدد لأكثر من 33 طالبا، وأطلق الاحتلال عليها حملة "
قص العشب" .
وازداد الاستهداف لطلبة الكتلة بالخليل عقب الإعلان عن
المشاركة في الانتخابات، في محاولة واضحة لتغييب الكتلة الإسلامية وقادتها
عن انتخابات مجالس الطلبة خشية تقدمها وخسارة كتلة فتح الطلابية المعروفة
بـ "الشبيبة الطلابية" .
ويؤكد قيادي في الكتلة الإسلامية بالضفة لـ
"فلسطين الآن" أن ما يجري هو محاولة اسرائيلية للتأثير على نتائج
الانتخابات بشكل علني وتآمري، مستدلا على ذلك بما أسماه " الاستهداف
المتزامن لطلبة الكتلة كما جرى مع ممثلها في جامعة الخليل بمحاولة اختطاف
من وقائي الخليلو وفشلها بذلك، ومن ثم اعتقاله في نفس الليلة من قوات
الاحتلال" .
وأوضح أن المشاركة كانت صدمة للاحتلال وأجهزة السلطة،
والمشاركة الفاعلة من الطلبة شكلت ضربة أخرى لقوتها، حيث أثبتت أن الكتلة
مازالت العمود الفقري للحركة الطلابية، وأن تغييبها بالترهيب الامني لم
يحقق أي نتيجة وإن استمر لسنوات .
وتقول الكاتبة والإعلامية لمى
خاطر تعليقا على الاعتقالات ضد الكتلة عبر صفحتها على موقع التواصل
الاجتماعي "الفيسبوك" :" إن مجرد إقدام الاحتلال على اعتقال وتغييب كلّ من
يبرز من قادة الكتلة الإسلامية وكوادرها في الجامعات دليل على أن الكتلة
وما تمثله ما زالت الرقم الأصعب الذي يتهيّب المحتل من تبعات عودته إلى
الساحة، لأنه يدرك أن أصحاب هذا النهج ليسوا مجرد ظواهر صوتية ضئيلة
التأثير".
وتضيف "هذا الاجتهاد المحموم الذي تبديه حركة فتح
وأجهزتها الأمنية لإفشال الكتل الإسلامية في جامعات الضفة باستخدام طرق
وأساليب (غير نظيفة) ولا تستوعبها المنافسة الشريفة دليل آخر على أن حركة
فتح والاحتلال يستفيدان من إضعاف الكتلة وحركة حماس بدرجة واحدة".
واعتبرت "كل ما تصدّره فتح للإعلام حول هذه المسألة فليس سوى قناع مهترئ
يجتهد في إخفاء كم مهول من الأكاذيب، لأن الحركة احترفت الكذب والتضليل
وخاصة خلال السنوات الأخيرة إلى درجة لم يسبقها إليه أكثر النظم العربية
ظلامية ودكتاتورية!" – وفق رأيها .
وحسب معطيات خاصة فإن أجهزة
السلطة خصصت عددا من كوادرها وضباطها بأجهزتها للعمل مع شبيبة فتح في
الجامعات للعمل بقوة ضد الكتلة الإسلامية، بكافة الوسائل الممكنة، وخصصت
لذلك مبالغ طائلة .
ويبقى نشاط الكتلة الإسلامية ومشاركتها القوية
في الانتخابات نصرا قبل أي نصر في انتخابات مجلس الطلبة، فهو صوت عاد مجددا
ليعلو رغم القمع من الاحتلال أو أجهزة السلطة .