الشعب السوري يتوق للحرية ..
بقلم الكاتب : منار مهدي
إن تطورات الأحداث في درعا وتصاعد حدة الاحتجاجات وفشل الأكاذيب التي لجأ إليها النظام في تحقيق التهدئة وإصرار الشعب على الاستمرار في ثورته حتى إسقاطه, إلى لجوء الأسد ونظامه الأمني إلى التصعيد الخطير مع رفع معدلات العنف إلى أقصى درجة ضد الشعب الأعزل والذي يحرص على أن تكون ثورته سلمية. حيث أن موقف الجيش السوري يثير العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حيال الحركة الاحتجاجية المتأججة في سوريا, واعتقد بأنه ليس اقل وطنية من الجيش المصري الذي حمى الثورة ووضع حداً للنظام الفاسد في مصر, ويقود البلاد نحو الاستقرار ويؤسس لمرحلة جديدة جنبا إلى جنب مع الشباب والأحزاب المصرية.
أليس الجيش السوري جيشاً وطنياً ؟؟ أليس الجيش السوري من أبناء الشعب ؟؟
أليس من الغريب أن لا تبادر الشعوب العربية ولا سيما الشباب مفجر الثورات الحديثة والانتصار على القهر والاستبداد والقمع بدعم الشعب العربي السوري في ثورته على نظام الأسد والبعث الحاكم والقائم على الدم وقانون الطوارئ وعلى الشبيحة والبلطجية. إن نظام بشار الأسد الذي هو أسداُ على شعبه نعامةً أمام عدو "إسرائيل" لم يعد له شرعية, لأنه لا توجد شرعية تُقام على الدماء.
لنعود بذاكرة قليلاً إلى الوراء مرة أخرى لإعادة قراءة تاريخ هذا النظام الظالم من جديد, ولا يُخفى على أحد كم قتل هذا النظام البعثي الموروث من السوريين في "حماه", وقتل وإعتقل مئات بل ألاف الفلسطينيين, ومزق الدولة اللبنانية وارهب مواطنيها, ولم يكتفي بذلك , بل تحالف مع إيران لتمزيق المنطقة العربية بكاملها, وكما كان له الدور حديثاً في دعم الانقسام الفلسطيني من عبر حماس ومنظمات فلسطينية أخرى. نعم كنت أعتقد أن هناك ثمة فرصة كانت أمام الأسد لمعالجة الأوضاع, وكنت أعتقد أيضاً أن الأمور سوف تنفجر إن لم يذهب النظام إلى التصحيح والتغيير المطلوب, وانفجرت المدن والأحياء السورية في وجه الاستبداد لتعلن على المكشوف "أسد ونظامه ما بدنا أنشوف".
من هنا ندعو الشباب السوري إلى التمسك الصلب في الحق الشرعي والطبيعي لكم بإسقاط هذا النظام الكاذب والمصر على الالتفاف وقرصنة مطالب الثورة الشعبية والشبابية, والذي لا يفكر سوي في البقاء على الحكم على حساب تطوير وإعادة بناء الدولة السورية من جديد بما يتوافق مع طموح الشعب السوري في الحداثة.
وفي بداية النهاية سوف يرحل وينكسر أمام صمود وإرادة ووحدة موقف الثورة. وفي تقديري أن تعاطي الموقف الدولي مع الثورة السورية لم يكن بالمستوى المطلوب إذا ما قارناه بتعاطيه مع الثورتين المصرية والليبية. وفي هذا الصدد اعتقد أن الجميع يتساءل عن أسباب غياب الحزم من قبل المجتمع الدولي اتجاه القتل الممنهج للمدنيين العُزل, وحيث يبقى الأمر بيد الشعب السوري الآن هو الذي سيحدد مصيره بيده , فإما أن يستلم للعنف ولبشار ونظامه ويعلن قبوله بما يمليانه عليه, وإما أن يواصل احتجاجاته السلمية حتى يتم إسقاط النظام, ولن يكون بمقدور الجيش مواصلة الحملة التي بدأها في درعا ولا سيما إذا وجد الجيش الشعب صامداً ومصراً على التغيير وحركة الاحتجاج تزداد وتيرتها وتنتقل بسرعة من منطقة إلى أخرى مثلما حدث في مصر وتونس وعندها لا يمكن إلا أن يقف الجيش بجانب الجماهير.