[أهمية الأخلاق
إنَّ الأخلاق الحسنة والسلوكَ القويم أجملُ حُلَّةٍ يتجمل بها المرء بين العباد ، وأقومُ طريق يسلكه المريدُ إلى ربِّه جل وعلى لذلك كان أحسن من تحلى بها رسولُنا الكريم ، محمد بن عبد الله عليه من ربِّه أفضلُ صلاةٍ وأزكى تسليم ، قال الله تعالى [ وَإِنَّالله لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ]
ووصفته الخبيرةُ به ، العالمةُ بأموره ، أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي الله عنها ؛ فقالت : " كان خُلُقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرءان " .
وقالت : كان أحسن الناس خلقاً ، لم يكن فاحشاً ، ولا متفحشاً ، ولا سخاباً بالأسواق ، ولا يجزئ بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويصفح .
أخي الكريم ، أختي الكريمة ، إنَّ الأخلاق عظيمٌ شأنُها ، جليلٌ قدرُها ، خطيرٌ وقعُها ، لكونها من الأمانة التي حُمِّلَها الإنسان ، ليعمر بها الأرض بالعدل والبر والتقوى والإحسان ، ويسوس بها الأمور بالرشاد والسداد لا بالظلم والطغيان ، ويُعِدَّ العُدَّةَ ليومٍ تجزى فيه كلُّ نفسٍ بما عملت بين يدي الملك الدَّيان .
ولقد أتمَّ الله تعالى علينا النعمة ، ودفع عنَّا النقمة بالأخلاق الحسنة ، والسلوك القويم ، ببعثة من أرسله الله رحمةً للعالمين ، وضياءً للسالكين ، وهدىً للقاصدين ، رسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي تمم به مكارم الأخلاق ، وَجَمَّل به حسن السلوك والآداب ، كلُّ ذلك لكون الأخلاقِ الحسنة ، والآداب القويمة تشمل الجزءَ الأعظمَ من عملِ الإنسان ، وإراداته ومقاصده ، وهيئاته وتصرفاته ؛ لذلك كان المتحلي بحسن الأخلاق وجميل الآداب في أعلى المنازل وأفضلها ، قال عليه الصلاة والسلام : (( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق )) .
فكان أول ما دعا إليه صلى الله عليه وسلم بعد التوحيد مكارم الأخلاق ، وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قوله إذا افتتح الصلاة : (( … واهدني لأحسن الأخلاق ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها ، لا يصرف عني سيئها إلا أنت ! )) الحديث .
- وقال صلى الله عليه وسلم : (( أثقل شيء في الميزان يوم القيامة : خلق حسن )) .
- وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن من أحبكم إليّ، وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً،
وإن أبغضكم إليّ ، وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون ، والمتشدقون ، والمتفيهقون ))
قالوا : يا رسول الله ، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : (( المتكبرون ))