نريد رجلا لا ذكور

إن الرجال الحقيقيون هم الذين سعوا سعياً حثيثاً لتنمية الإيمان وتقويته في نفوسهم ..

أليس هم الأحرار الذين تحرروا من قيود الأرض، ومن شهوات نفوسهم، ومن كل مظهر من مظاهر العبودية لغير الله ؟..

أليس هم المقتفون والمتبعون لسنة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم ..

من غيرهم بالله عليك يُعتمد عليهم في الأزمات والمحن ....

ألم تعرفهم بصدقهم في أقوالهم وأفعالهم ..

ألم تراهم كيف يقدمون أموالهم .. بل ونفوسهم قبل ذلك رخيصة في سبيل الله، ولإعلاء كلمة لا إلا ه إلا الله في الأرض ..

أليس هم أصحاب الغايات والهمم العالية ..

أليس هم من يحمل همَّ نشر هذا الدين للأ مة ..

ألم تدرك وصف الله تعالى لهم حين قال فيهم: ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة )

لماذا؟ لأنهم( يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ) [النور:37] ..

بل ما أبلغ وأروع وصفه سبحانه حين قال فيهم: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) [الأحزاب:23] ..

و ما أعظم هذا الوصف حين وصفهم فقال: ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) [التوبة:108]

أي
في مسجد قباء أول مسجد أسس على التقوى، كان الرجال فيه يحبون أن يُطهروا
قلوبهم من الأمراض المعنوية، وجوارحهم من الأد ران الحسية، ليكونوا مع
الله عز وجل دوماً وأبداً وقد صفت قلوبهم وجوارحهم.

ليتك تقارن بين
هذه الصفات التي ذكرتها وبين الصفات التي عليها جيل شبابنا اليوم نسأل
الله لنا ولهم الهداية لتعرف حينئذ أن الرجولة في مفهومهم تعني:

كم فتاة غازلها وتعرف عليها ؟

وكم علبة للسجائر يشرب في اليوم؟

وكم سفرة يسافرها في معصية الله ؟

وكم ليلة حمراء وماجنة يسهرها ؟

وكم وكم وكم ... حدث ولا حرج من الأفعال والتصرفات التي يعدها شبابنا اليوم من الرجولة،

وهي بعيدة اً كل البعد عنها ...

هذه الرجولة التي عرفها أوائل هذه الأمة ..

والرجولة التي غرسها النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس الصحابة حتى كانوا بعد ذلك منارات للأمم وفتحوا الأرض شرقاً وغرباً ..

والرجولة التي تمنَّاها عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال لجلسائه: تمنَّوا، فَتَمَنَّوا

فقال عمر: لكني أَتمنَّى بيتاً ممتلئاً رجالاً مثل أبي عُبيدة بن الجراح رضي الله عنه. [نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء:1/122].

لتعرف حينئذ معنى الرجولة التي نريد

والرجولة التي ننشدها في شبابنا عامة، وفي شباب الصحوة الإسلامية خاصة

ولنفهم جميعا أن الذكورة هي عكس الرجولة اً.