.: صفات الشخص المبدع :.

صفات الشّخص المبدع
ما زال الاه بالإبداع والمبدعين مثار اه مختلف فئات المجتمع الإنساني؛ وذلك من أجل التطوّر الحضاريّ،ومواجهة مشكلات الحياة وتحديات المستقبل، والتقدم العلميّ الذي لا يقف عند حد.

ومن خلال التفكير الإبداعيّ يتعلّم الأفراد الشيئ الكثير بالتجربة والاكتشاف والتطبيق وطرح الأسئلة وتعديل الأفكار،إذا تهيّأت الظروف الملائمة لهم لكي يفكّروا بطريقة إبداعيّة.

ولقد اهتمّت التربية الحديثة بتنمية الإبداع لدى الطلاب؛لكونه هدفا أساسيّا من أهداف التربية والتعليم،لذلك تتزايد الحاجة يوما بعد يوم إلى تهيئة مناخ تعليميّ وبيئة تربويّة تساعد المتعلمين على إبراز طاقاتهم الإبداعيّة وتنميتها وتكوين الاتجاهات الإيجابيّة نحو الإبداع لدى كل من الطلبة والمعلّمين والمشرفين التربويّين والقائمين على التّربية والتّعليم.

لقد تحدّث الباحثون عما يزيد عن ثلاثين سمة للشّخص المبدع (1)لا مجال لذكرها جميعها هنا . ولكن هناك حقيقة هامّة هي أنه ليس جميع البشر صالحين للإبداع، لأن إبداع فكرة جديدة ليس سهلاً ، فالشخص المبدع له متطلّبات أساسيّة في تفكيره وتفهّمه للأمور وحساسيّته للمشكلات. وفيما يلي بعض صفات الشّخص المبدع :

1- المقدرة الذهنيّة ( الذكاء ) :

لا بد للمبدع أن يتميّز بالذكاء عن الآخرين العاديّين ، ولكن ليس بالضّرورة أن يكون خارق الذكاء.يعرّف الذّكاء بأنه القدرة الذهنيّة على إحداث علاقات بين أشياء تبدو للإنسان العاديّ متناثرة.لذا فالذكاء لا يقتصر على فهم المعاني فقط، وليس الإنسان الذكيّ هو القادر على تخزين أكبر قدر من المعلومات واسترجاعها في أسرع وقت ،ولو كان ذلك صحيحا لعددنا الحاسوب الآليّ ذكيّا على الرغم من أنه آلة صماء.ويمكن إيجاز خصائص الشخص الذكيّ بأنّ لديه قدرة متميّزة على:

أ-ربط الأشياء المتناثرة.
ب – الإدراك الصحيح.
ج – الفهم .

د- الاسترجاع .
هـ - التّخزين .

2-اتّساع الخيال :

يتميّز الشخص المبدع بخيال وأفق واسعين ؛ ليتمكن بقدرته الذهنيّة على ربط الأشياء والأفكار المتناثرة بطريقة غير مألوفة للغير. ومن أهم طرق توسيع الخيال طريقة الانطلاق الفكريّ حيث يتمّ فيها إطلاق العنان للعقل الباطنيّ بالتعبير الفطريّ الحرّ دون قيود من العقل الظاهريّ في تقييم الأفكار . ثم يعقب طريقة الانطلاق الفكريّ جلسة عصف ذهنيّ لتقييم الأفكار المعروضة وتحديد أفضلها ، ثم الربط بين هذه الأفكار للوصول إلى فكرة جديدة غير مألوفة.
ويمكن تلخيص مقوّمات الخيال الواسع بما يلي :

أ‌- القراءات المتعدّدة .
ب –الإدراك السّليم للمعاني.

ج- الترتيب السّليم للمعلومات .
د- الربط السّليم بين الأفكار المختارة .

هـ العصف الذهنيّ للأفكار .

و- التوصّل إلى فكرة جديدة .

3- الدافعيّة والرغبة للإبداع :

إن وجود الرغبة في الإبداع أمر هامّ وضروريّ في الشّخص المبدع ، فقد يتميّز الشّخص بمقدرة ذهنيّة واسعة وخيال واسع ولكن ليس لديه الدافعيّة والرّغبة في الإبداع . كما أنّ توفّر المكان المثير للإبداع والبيئة المحفّزة على الإبداع أمور هامّة لإثارة الرّغبة والدّافعيّة للإبداع .

4-المثابرة والجلد :

إن طريق الإبداع ليس مفروشاً بالسّجاد والورود ، ولا يمتاز بالسّهولة. فالنّجاح يأتي بعد وقت طويل ومشاقّ كبيرة، وإصرار متواصل، لذلك يجب أن يتّصف المبدع بالمقدرة على الجلد والمثابرة ؛لأنها أمور هامّة للوصول إلى الإبداع .

5- أنماط مميّزة وراقية للتفكير :

إن الذكاء قدرة فطريّة ومكتسبة للربط الجيّد وإحداث العلاقات، أما نمط التفكير فهو أسلوب لمعالجة المعلومات يؤدي إلى الإدراك السّليم للفكرة غير المألوفة، فالشّخص الذكيّ يمكن أن ينظر إلى الأشياء الظاهرة والظواهر المحسوسة، أما نمط التفكير فهو الذي يدخل في غور المضمون وأصالة الفكر بحيث يهدف إلى تغيير الوضع القائم إلى الوضع الأفضل .

6- السّبق بالإحساس بالمشكلات والحاجات :

يمتاز الشّخص المبدع بسرعة إحساسه بالمشكلة قبل غيره من الأشخاص ، وبالتالي يتحمّس للوصول إلى العلاج لإشباع حاجات جديدة . فلو عرضت مشكلة معينة على عدد من الناس يكون المبدع هو الأسرع في الإحساس بها، ولديه رغبة في اكتشافها والعمل على إشباع الحاجات أسرع من الآخرين .

7- البعد عن قالبيّة ( روتينيّة ) التفكير :

إن تفكير الشّخص المبدع غير روتينيّ ، ويمتاز بالمرونة، وينظر للمشكلات من عدة زوايا، ويجب أن لا يكون تفكيره داخل حدود ثابتة في أسلوب التفكير، وأن يلجأ إلى الانفراد بأعمال جديدة إبداعية غير مألوفة لها مردود إيجابيّ عليه وعلى الآخرين .

8- الرغبة في التميّز عن الآخرين :

إن الرغبة في التميّز والتجديد والانفراد فيما يطرح من أفكار أو ما ينجز من أعمال صفة أساسيّة للتفكير الإبداعيّ، ويجب أن تكون نظرة المبدع للأمور مميّزة تسعى لتغيير الوضع الحاليّ إلى وضع محسّن مستهدف وبالتالي يلجأ إلى :

أ‌- الاستقلال في الرأي وعدم التبعيّة .

ب- قبول التحدي والإصرار على تجاوز الصعوبات .
ج- الثقة بالنفس والتحمّس لأفكاره .

د- عدم سعيه إلى ما يسعى إليه الآخرون .