احوال الناس يوم القيامة

أحوال الناس يوم القيامة
أولا :معني الإيمان باليوم الأخر إجمالا
هو الإيمان بكل ما أخبر الله به عزوجل عن طريق الوحي ,مما يكون بعدا لموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والصحف.
ثانيا:مفهوم اليوم الأخر...
يبدأ اليوم الأخر بفناء هذا العالم وموت كل من فيه من الأحياء.وتتبدل السماوات والأرض ثم ينشئ الله تعالي النشأة الأخرى , ويبعث الناس جميعا وبعد البعث يحاسب الله كل فرد علي ما قدم من خير أو شر ,فمن ثقلت موازين الخير عنده فهو من أهل الجنة, وأما من خفت موازين الخير عنده فهومن أهل النار يخلد فيها.

ثالثا: اه القرأن بتقرير الإيمان باليوم الأخر:
1-ربط الإيمان باليوم الأخر بالإيمان بالله عزوجل ..
قال تعالي (ولكن البر من ءامن بالله واليوم الأخر)البقرة177.
2-إكثار القرأن من ذكر اليوم الأخر فلا تكاد سورة تخلو من الحديث عنه,وما سيكون فيه من أحداث ,وتقريبه إلي الأذهان تارة بالحجة والبرهان تارة بضرب الأمثال.
3-إطلاق القرأن أسماء كثيرة علي اليوم الأخر التي يدل كل إسم منها علي ما سيقع فيه من أهوال وأحداث ,فمن أسمائه : يوم البعث,ويوم القيامة,والساعة ,ويوم الدين, ويوم الحساب, ويوم الفتح,يوم الجمع والتغابن.
رابعا: حكمة الاه به:
1-لما له من أثر عظيم في حياة الإنسان ,فالإيمان باليوم الأخر وما فيهمنجنة ونار وحساب وعقاب وثواب له أثر بالغ في توجيه سلوكه وانضباطه بالعمل الصالح وتقوي الله عزوجل,وكثيرا ما ربط الله بين الإيمان باليوم الأخر والعمل الصالح مثل قوله:(إنما يعمر مساجد الله من ءامن بالله واليوم الأخر)
2-أن المشركين من العرب كانوا ينكرونه أشد الإنكار وكان يثيرإستعجابهم واستغرابهم,قال تعالي(وقالوا ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر).
3-أن النصارى وإن كانوا يؤمنون باليوم الأخر إلا أن تصورهم له قد بلغ منتهي الفساد.فالنصارى مثلا يعتمدون فيه علي وجود يسوع المخلص الذي يفدي بنفسه ويخلصهم من عقوبة الخطايا.
4- كثرة نسيان العباد له, بسبب تثاقلهم إلي الأرض وحبهم للدنيا ومتاعها ,فيكون اليوم الأخر مخففا من الغلو في حب الدنيا .
خامسا: أدلة الإيمان باليوم الأخر:
1-(اقتربت الساعة وإنشق القمر) القمر1.
2 (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلي وربي لتبعثن )
3-(ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلي حين قال فيها تحبون وفيها تموتون ومنها تخرجون).
4- (إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون).

سادسا: العلامات التي بين يدي الساعة......
أ‌. علامات الساعة الصغري وهي:
1-نار من أرض الحجاز.
2-خروج الخوارج.
3-هلاك كسري وقيصر.
4-الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان.
5-قبض العلم وظهور الجهل.
6-ضياع الأمانة.
7. شرب الخمور واستحلال المعازف.
ب- علامات الساعة الكبري.....
1-طلوع الشمس من مغربها.
2-الدخان .3-الدابة.4-خروج يأجوج ومأجوج.
5-خروج الدجال.6-خروج عيسي (عليه السلام).
7-ثلاث خسوف خسف بالمغرب,وخسف بالمشرق,وخسف بجزيرة العرب.
8-نار تخرج من قعر عدن تسوق الناس أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا.
9-ظهور الدخان الذي يكون في أخر الزمان.
10-هبوب الرياح الطيبة.
بداية اليوم الأخر.....
تدل أيات القرأن التي تتحد ث عن اليوم الأخر بمجملها أن الساعة ستبدأ بزلزال هائل يقع والناس لا يزالون أحياء في الدنيا,فيصاب المجتمع البشري بفزع عام , ورعب شامل, يبلغ من شدته أن الأم تذهل عن رضيعها ,والحوامل يسقطن ما في بطوهن , والناس يكادون يفقدون عقولهم الواعية, كأنهم سكارى وما هم سكارى , ولكن من شدة الأمر يكون الناس كذلك فهم لايطيقونه. قال تعالي:(يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت)*الحج 2*
وقال تعالي (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها)الزلزلة1-3.
ثم يحصل التغيير العام في هذا الكون , فتنشق السماء, وتتناثر النجوم وتتصادم الكواكب,وتتفتت الأرض, ويخرب كل شئ ,ويدمر كل ما عرفه الناس في هذا الوجود. قال تعالي )يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ) يكون التغيير في هذا الكون بعد النفخة الأولي التي ينفخها إسرافيل بأمر الله تعالي فيصعق كل من في السموات ومن في الأرض إلا ماشاء.
قال تعالي:(ونفخ في الصور فصعق من في الأرض إلاماشاء الله ونفخ فيه أخري فإذا هم ينظرون)وقوله
(فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكه واحدة فيؤمئذ وقعت الواقعة)
1. البعث والحشر.....
ثم يأمرا لله بالنفخة الأخرى, فإذا بالحياة تدب في الخلق من جديد ,فيكون يوم البعث الذي يبعث فيه الناس ويقومون من القبور بالروح والجسد كما كانوا في الدنيا ,فيقول الكافرون والمنافقون(ياويلنا من بعثنا من مرقدنا)ويقول المؤمنين(هذا ما وعد الرحمن صدق المرسلون).
ويكون رسولنا (صلي الله عليه وسلم)أول مايفيق من الصعق ,فقد ورد في الحديث(يصعق الناس حين يصعقون فأكون أول من يفيق من الصعق)
ثم يكون الحشر بعد البعث وهو سوق الناس جميعا إلي الموقف العظيم الذي ينتظر فيه الخلائق فصل القضاء بينهم ,إذتقوم الملائكة بسوق الناس إلي الموقف وهم كما خلقهم الله أول مرة حفاة عراةغرلا(غير مختونين).وفي الحديث الصحيح عن عائشة(رضي الله عنها أنها قالت سمعت رسول الله ؟(صلي الله عليه وسلم)يقول:(يحشرا لناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا,قلت يارسول الله ينظر بعضهم إلي بعض؟قال(صلي الله عليه وسلم):يا عائشة الموقف أشدمن أن ينظر بعضهم إلي بعض).
أما حال الناس في الحشر فهم في كرب شديد وهذا الكرب وهذه الشدة تزيد وتنقص بمقدار أعمالهم , فالذين صلحت عقائدهم وأعمالهم , وزكت نفوسهم يكونون في حال أفضل ممن خبثت أعمالهم وفسدت معتقداتهم.
فقدروي عن المقداد بن الأسود أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال:(تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتي تكون منهم كمقدار ميل فيكون الناس علي قدر أعمالهم في العرق, فمنهم من يكون إلي كعبيه, ومنهم من يكون إلي ركبتيه , ومنهم من يكون إلي حقويه , ومنهم من يلجمه العرق إلجاما , وأشار(صلي الله عليه وسلم) بيده إلي فيه)
وهناك فئات من الناس في ظل الله ,فقد روي عن أبي هريرة,وأبي سعيدا لخدري أن رسول الله(صلي الله عليه وسلم)قال:(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله :الإمام العادل ,وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد).ثم يشتد الأمر علي الخلائق ويعظم الكرب في ذلك الموقف العظيم فيستشفعوا بالأنبياء والرسل لإنقاذهم مما هم فيه وتعجيل فصل القضاء لهم ,فيحيلهم كل نبي إلي من بعده ,حتي يأتوا محمد(صلي الله عليه وسلم)فيقول:(أنا لها)ويشفع لهم عند الله ويقبل الله شفاعته وهي الشفاعة العظمي الخاصة بنبينا(صلي الله عليه وسلم)فيبدأا لعرض والحساب وفصل القضاء ونشر الصحف ليجازي كل إنسان بما قدم بعد محاكمة عادلة إن خيرا فخير وإن شرا فشر(يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين).
2-العرض والحساب:
ويكون جزاء الله تعالي بعدا لعرض والحساب,فيعرض الناس علي ربهم ويطلعون علي أعمالهم,ويقرؤون صحائفهم , وتقام عليهم الحجج والبراهين ,فنؤمن بالعرض والحساب وقراءة الكتاب والعقاب والثواب فذلك حق دل عليه الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة ,قال رسول الله(صلي الله عليه وسلم ):(ما منكم من أحدإلاسيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبين الله ترجمان,ثم ينظر فلا يري شيئاقدامه,ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار,فمن إستطاع منكم أن يتقي الله ولو بشق تمرة).
عن عائشة أن رسول الله*صلي الله عليه وسلم*(ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك )
أما الحساب :فالمراد به الوقوف أمام الله عزوجل للمحاكمة العادلة,قبل الإنصراف من المحشر,فيقام ميزان العدل المطلق الذي لايضيع مثقال حبة من خردل....والناس في الحساب متفاوتون:
فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا,يعرض عيه عمله فيطلعه الله علي سيئاته,بحيث لايطلع عليها أحدثم يعفو عنه ويأمر به إلي الجنة.ومنهم من يناقش الحساب فيسأله لله عن كل صغيرة وكبيرة مطالبه بالحجة ولا يقبل منه عذرله ويأمرا لله مناديا ينادي عليه بسيئاته فيفتضح بين الخلائق,وهناك قوم من أمة الإسلام يتفضل الله عليهم فيدخلهم الجنة بغير حساب ولا عذاب ,فعن أبي هريرة قال:قال رسول الله*صلي الله عليه وسلم*(يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب)
3-الميزان:
أعمال الناس توزن يوم القيامة بميزان الحق والعدل,وهو ميزان حقيقي له كفتان حسيتان مشاهدتان,وأن الله يحول أعمال العباد إلي أجسام لها ثقل فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة.
(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين)الأنبياء47ويكون وزن الأعمال بالميزان بعد إ الحساب .
4-الحوض..........
بعد الانتهاء من الموقف العظيم بما فيه من أهوال وعرض وحساب وقراءة الصحف وغيرها,يرد الناس لهذا الحوض ,ويكون أول من يرده محمد(صلي الله عليه وسلم)ثم ترد بعده أمته ,ويطرد عنه الكفار .
*صفة الحوض:
أنه حوض عظيم,ومورد كريم,يمد من شراب الجنة ,من نهر الكوثر,الذي هو أشد بياضا من اللبن,وأبرد من الثلج,وأحلي من العسل ,وأطيب ريحا من المسك,وهو في غايةالإتساع ,عرضه وطوله سواء.
5-الصراط:
هوجسر علي جهنم ويكون بعد الحساب والميزان وانصراف الناس من الموقف, ليمروا فوق هذا الجسر وهو الصراط,ويمر عليه جميع الناس:الأنبياءوالصديقيين والمؤمنين والكافرين , ويكون النبي محمد وأمته أول من يجيز الصراط ولا يتكلم يؤمئذ إلا الانبياءويكون دعواهم:اللهم سلم سلم.ومن استقام في الدنيا علي دين الله الحق استقام علي هذا الصراط المستقيم,فمنهم من يمر كانقضاض الكواكب ومنهم يمر كالريح ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر يرمل رملا حتي يمر المقل في العمل الصالح.


وصلي الله علي سيدنا محمد

جزاك الله كل خير

اللهم اجرنا من النار

واحسن خاتمتنا يا الله اميين

يعطيكي العافية