ذكرى إنسان اقصاوي متواصل بالعطاء
عدد الرسائل : 46 التخصص : لغة عربية السكن- المدينة : عالم الأحزان بلدي : احترام قوانين الملتقى : المرح يجمعنا : تاريخ التسجيل : 26/04/2008
| موضوع: أربعين عاما مرت على رحيلك الأربعاء يوليو 16, 2008 4:54 pm | |
| بسم الله الرحمن سأقدم لكم هذه الخاطرة النثرية وكنت قد ألفتها في أغلى صديق أكرمني به الله في هذه الدنيا
بعد أن قضيت برفقته ستة عشر عاما
وهو صديقي سلمان فؤاد الحولي رحمه الله
ولكن شاءت الأقدار ان نفترق على أمل اللقاء في جنة الخلد عند مليك مقتدر
رحل عني بعد أن استشهد أثر قصف صهيوني همجي غاشم على مدينة دير البلح
فجر الثلاثاء 4 / 12 / 2007
لأتكبد هول الفاجعة والصدمة ولأعاني ألم الفراق المرير
أترككم مع النص
أربعين عاما مرت على رحيلك
أين أنت أخي ؟ أربعين يوما مرت على رحيلك عني ، قضت مضجعي وأوحشت منامي ، أربعين يوما وأكاد أجزم بأنها أربعين عاما فكيف سأمضي وحدي أبد الدهر ؟ لكنني سأمضيه مع ذكرياتنا ، ذكريات الزمن الماضي
خمسة أيام تفصلنا عن عيد ميلادك العشرين ، الذي لطالما انتظرناه لنحتفل به سويا ، ولكن شاء القدر أن أحتفل به بنفسي مع أجمل ذكريات حفرناها سويا على مر السنيين .
تركتني يا أخي ، أين أنت ؟ وليس لي بمثل هذا السؤال ، فقد بت في الجنان شهيدا ، أين أنت مني ؟ أقسم أنني أشتاق إليك في اليوم آلاف المرات ، أشتاق إلى تقبيل جبينك الطاهر ،أشتاق لوجهك لإبتسامتك لحديثك ، أشتاق إلى عبثنا الجنوني ، أشتاق لك دوما .
آه لو تعلم ماذا جرى لي في بعدك ؟ ماتت الحياة في قلبي ، آه لو تعلم ماذا جرى لي ؟ سهر وعذاب ، حزن وألم ، تعب ونحول ، بكاء وعويل ،جنون هز كياني هز أفكاري ... ماذا بعد ؟
أرى اليوم دمائك وقد انتشرت في أرجاء قطاعنا المنكوب ، قطاعنا الحبيب ، قطاعنا الجريح ، قطاعنا المذبوح ، ها أنا اليوم أقف أمام دمائك صامتا عاجزا ، مذهولا مفجوعا ، كنت تعتبرني أستاذك ، ولكنني اليوم أقف أمام دمك كالطفل في حضرة المعلم ، كالتلميذ الصغير في حضرة الشيخ ، كالمريد في حضرة الصوفي العظيم .
اليوم أذكرك يا أبا أحمد يا سلمان ، يا سيد الكلمة و يا سيد الطلقات ، اليوم أراك أمامي ، أرى كلماتك الشامخات توجه نحو القدس ، كنت أتمنى أن أحمل جثمانك على ظهري ، وأمضي في الطرقات ، أنادي بإسمك في العواصم المسروقة ، أنادي بإسمك في كل الساحات المذبوحة ، لكنها الصدمة أخي أرهقتني و هول الفاجعة كاد يقتلني و البكاء والعويل نال مني ، اعذرني أخي .
ها أنت قد غبت عني بصريا ، ولكنك لن تغيب يوما من الأيام ولا لاحظة من اللحظات ولا ساعة من الساعات ، عن البصيرة عن القلب عن الروح عن الذاكرة ، ظن أبناء القردة والخنازير أنهم بإغتيالك قتلوا فينا الروح والقلب قتلوا الحياة ، ولكن فليخسأ من ظن ذلك ، قتلوك جسدا ولكنك خلدت فينا روحا واسما .
اغتالوا فيك الروح ، اغتالوا البراءة ، الطفولة ، حتى الإبتسامة اغتالوها ، حرمونا لقاء بعضنا للأبد ، منهم لله ، يارب عليك العوض الشكوى لسواك مذلة .
صديقي .. رفيقي .. أخي .. أبي .. أمي ، كنت كل هؤلاء وأغنيتني عنهم جميعا ، كيف السبيل إلى لقائك ؟ أجزم أنه لا سبيل إلا الذي اخترته إلا الذي سلكته ، ولكن هناك سؤال قد أرهق ذاكرتي وقتل تفكيري ، كيف اللقاء بلا وداع ؟ أظن أنه سيكون كالسماء بلا نجوم ، كالنهار بلا شمس ، كالليل بلا قمر ، كالكون بلا بشر ، كاحازم بلا سلمان
أتذكر يا أخي ذاك العهد القديم بيننا ؟ بأن لا يفرقنا إلا الموت ، وقد فعل ، وكنا نجدده رأس كل سنة ، أما هذه السنة فقدت جددته مع روحك فأقسمت بأنني لن أنساك أبدا ، أما زلت تذكره ؟ أما أنا فلن أنساه ما حييت .
أتذكر يا سلمان لقاؤنا الأول آه آه ما أجمل ذاك اليوم ، كنا حينها في ربيعنا الرابع وقد أحتضن لقاؤنا حي ( المنفوحة ) بمدينة الرياض الله ما أجمل ذاك اليوم ، أما زلت تذكره يا سلمان؟ أما أنا أعاهد الله وروحك بأنني لن أنساه أبدا .
أعرف أنك تسمعني وتحس بي ، أما أنا فلا ، أعرف أنك تحبني وتشتاق لرؤيتي ، أقسم أنني أحبك فوق المحبة ، أعرف أنك تحس بي وبأحزاني وبألمي ، فقد حدثني محمد بأنك قد زرته في المنام وأوصيته بي خيرا .
الله يا الله صبر قلبي بالإيمان ، ففراق سلمان كاد يقتلني ، ولكنني لا أعترض على حكمك أنت خالق الروح وسالبها .
أتذكر يا أخي ذاك الحلم المشؤم يوم أن زرتني في المنام وكنت قد استشهدت ، وعندما أخبرتك الحلم طرت فرحا ، فأدمت الدموع مقلتي ، فها هو اليوم قد تحقق مرادك ومن الله عليك بما كنت تحب وترضى ، لانك أخلصت النية مع الله ،لأنك رجل صدقت الله ما عاهدته عليه .
رحلت يا أخي وتركتني بدنيا فانية ، أين أنت يا سلمان ، أين ابتسامتك ؟ أين حديثك وكلامك ؟ أين أنت مني ؟ أعرف أنك بت في الجنان شهيدا ، أخاطبك أخي ... فلماذا لا تجيبني ؟ أعلم بأنك تسمعني أما أنا فلا ، فأنت حي ترزق عند مليك مقتدر ، فقدتك أخي للأبد ، أين أجد مثلك ؟ هيهات أن أجد سلمانا آخر .
رحلت يا سلمان ولكنك خلدت بقلبي أجمل ذكريات الزمن الماضي ، نقشت بقلبي أحداثا ومواقف على مر السنيين والأعوام ، رسمنا بذاكرة الزمن ذكريات طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا .
كتبت الشعر فيك واليك ، وكنت أول من شجعني على كتابته ، وها هو قلمي اليوم يقف عاجزا أمام وصف روعتك ، يقف صامتا أمام عظمتك ، أعاهدك بأنني سأضع القلم و إلى الأبد.
رحلت عني ، فمتى اللقاء ؟ وكيف السبيل إلى اللقاء ؟ أسير اليوم بالطرقات لوحدي فلا أرى إلا صورك وقد ملئت بها الجدران ، أسير ولا أرى سوى اسمك قد نقش على الحيطان ، كل مكان بمدينتنا الحبيبة يذكرني بذكريات مذبوحة بذكريات مقتولة عشناها سويا ، رسمناها على جدار الزمن .
وجهك الضحوك لا يفارقني أبدا ، أراك في السماء ونجومها ، أراك في الليل وقمره ، أراك في النهار وشمسها ، أراك في الأرض والبحر ، أراك بأرجاء منزلي ، بزوايا حجرتي ، أراك في الشوارع والأزقة ، أراك بفنجان قهوتي ، بسيجارتي ، أراك أينما ذهبت .
ولكنه الفراق أخي يذبحني يقتلني ، يشج رأسي ، يمزق أوردتي ، ويدمي عقلي ، ولكنها القدس يا سلمان أغلى ما لدى الأحياء ، أنها أمنا فلسطين ، فكل أرواحنا فدى ثراها ، وكل شيء لأجل القدس يهون ، الجسد والروح ، الأب والأم ، الأخ والأخت ، المال والبنون ، فكلنا فلسطين وكلنا فداء لها ولثراها .
يا أل إسرائيل لا يأخذكم الغرور ، سيخرج الحجاج يوما وسيخرج المنصور، رجالنا سيهبطون من السماء كالمطر فوق رؤوسكم ، سيدوسوكم بأقدامهم ، سيدكوكم بقذائفهم وصواريخهم ، سيمطروكم بغضبهم ، ويزلزلون الأرض من تحت أقدامكم ، وستقتلكم نار الثورة ، لا لن نستسلم حتى لو قتلتم من المئات بل الألوف ، لن يقتلنا الحصار ، ولا قطع الكهرباء ، ولن يخيفنا الظلام فنور الله معنا ، ولن ترهبنا بطش آلتكم الحربية ، لن يحزننا تواطئ العرب والمسلمين وكل الامة ، فالله معنا ، ونحن بأرض غزة صامدون ، لن تقتلعونا من أرضنا ، فنحن مشروشون بأرضها بسمائها ببحرها .
رحلت يا سلمان عني فلم يبقى لي سوى ذكرياتك ، سوى مرقدك أذهب لزيارتك ولسان حالي يقول :
مالي وقفت على القبور مسلما فما وجدت سوى من التراب ردودا
يا قلب لا تشكو فراقا فقد بات سلمان في الجنان شهيدا
لا تظن القلم لك حاجب فما زلت للقلب نبضا ووريدا
فلترقد روحك أخي بسلام فقد حمل بعدك الراية كثر ، أما أنا فكل ما أتمناه أن يرزقني الله بطفل لكي أسميه سلمان ،ستبقى صديقي دوما ، وسأبقى لروحك ودمائك الوفي المخلص أبد الدهر ، فلترقد أخي بسلام ، أكتب كلماتي هذه وقد امتلئت مذكرتي بدموع العين ، ونال مني الحزن والبكاء ، فلترقد أخي بسلام .
أعاهد الله وأعاهدك بأنني لن أنساك أبدا ، وستبقى لى دوما المثل الأعلى ، المعلم والأب والقائد ، ها أنا أضع قلمي هنا للأبد وقد قررت أن أعتزل القلم للأبد .
وفاء لك ...
محبك المخلص دوما ... . . .
حازم أحمد
ملاحظة : بدأت كتابة الخاطرة في 12 / 1 / 2008 وانتهيت منها في 6 / 3 / 2008
بقلمي
مع أرق تحية
| |
|
سندريلا مدلعه حائز على وسام الابداع
عدد الرسائل : 2649 العمر : 32 التخصص : رسم الابتسامات علي وجوه الناس السكن- المدينة : في ئلوب البشر بلدي : احترام قوانين الملتقى : المرح يجمعنا : تاريخ التسجيل : 07/04/2008
| موضوع: رد: أربعين عاما مرت على رحيلك الخميس يوليو 17, 2008 8:18 am | |
| أين أنت أخي ؟ أربعين يوما مرت على رحيلك عني ، قضت مضجعي وأوحشت منامي ، أربعين يوما وأكاد أجزم بأنها أربعين عاما فكيف سأمضي وحدي أبد الدهر ؟ لكنني سأمضيه مع ذكرياتنا ، ذكريات الزمن الماضي
يسلمو ذكري انسان علي هالخاطره الاكثر من روعه وبيسعدني اني اكون اول وحده ارد علي اجمل خاطره عنجد سلمت اناملك علي هذا المجهود تحياتي وانا مهما كتبت رح تعجز كلماتي عن التعبير بمدي جمال هذه الخاطره يعطيك العافيه تحياتي سندريلا مدلعه
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: أربعين عاما مرت على رحيلك الخميس يوليو 17, 2008 10:26 am | |
| رحم الله شهدائنا
كلمات رائعه أخى تدل على انسان متميز تقبل مرورى |
|
ذكرى إنسان اقصاوي متواصل بالعطاء
عدد الرسائل : 46 التخصص : لغة عربية السكن- المدينة : عالم الأحزان بلدي : احترام قوانين الملتقى : المرح يجمعنا : تاريخ التسجيل : 26/04/2008
| موضوع: رد: أربعين عاما مرت على رحيلك الخميس يوليو 17, 2008 5:49 pm | |
| اشكرك عزيزتي سندريلا مدلعة على المرور العطر والجميل
يسعدني ان تكوني او المشاركين على مشاركتي
لا تحرمينا عبق مرورك
اشكرك عزيزتي فلسطينية على المرور الجميل
لا تحرمينا هذا المرور المتميز
. . .
سلامي
| |
|
.. نائبة:::المدير
عدد الرسائل : 43293 العمر : 74 التخصص : .. الاسم الحقيقي : . السكن- المدينة : .. بلدي : احترام قوانين الملتقى : المهنة : المرح يجمعنا : تاريخ التسجيل : 04/09/2008
| موضوع: رد: أربعين عاما مرت على رحيلك الأحد يونيو 03, 2012 2:53 am | |
| الله يرحمه يسلمووو على الخاطرة الرااائعة
| |
|
♥أحلآم بريئة♥ امبراطورة الملتقى
عدد الرسائل : 11913 العمر : 30 التخصص : أحلآم في قائمة الإنتظــآر الاسم الحقيقي : ~ReemO~ السكن- المدينة : في قلب من يُحبني بلدي : احترام قوانين الملتقى : المهنة : المرح يجمعنا : تاريخ التسجيل : 25/07/2011
| موضوع: رد: أربعين عاما مرت على رحيلك الأحد يونيو 10, 2012 8:23 am | |
| الله يرحمه
مشكور على الطرح الراقي | |
|