ويحل ظلام ......يغشانا ليل بسواده........نسير ونسير...... دون أن ندري أين المسير…......ولدنا في
عصر الهزيمة....... سحقنا فوق الأرض في لحظات وجيزة.................أحلامنا اختنقت قبل
الميلاد.......... واختفت الآمال من الدنيا في لحظات.......... تجرعنا المرارة من كأس
الزمان.. ......وداستنا الأيام بعد أن حطمتنا الأقدار..........ورغم ذلك..ما زلنا نحيا......... نعيش في دنيا
الأوهام.........!!!
عشنا في المهد لحظات..وكبرنا في اقل من لحظات........شيبتنا الأيام وقضت علينا الأحزان.........خذلنا
الزمان وتخلى عنا الأمان........انغرس اليأس بسيوفه في الأعماق............وزرعنا مكان الحب في
القلوب أحقاد.......رافقنا الألم وصاحبنا اليأس...أدمنا الجراح وعشقنا البؤس حتى النخاع........ورغم
ذلك..ما زلنا نحيا... نعيش في دنيا الأوهام.........!!
طوى الزمان أيامه أمام عيوننا........صرخنا نطالب بالحياة.......صفعنا القدر حتى لا نحاول أو نفكر حتى
في الشكوى أو البكاء……..ألقت بنا الأيام إلى بحر بلا شواطئ...........ضعنا وسط أمواجه..تهنا داخل
تياراته..........فقدنا كل شيء في مياهه..كل شيء...........حتى الأمل في
النجاة ....قاومنا..صارعنا..لكن..كنا كالريشة في مهب رياحه…..
نحن.. نحن من بكى الصخر لمآسينا….....وانحنت الجبال تمسح الدمع المنسكب من مآقينا......والأرض
نادتنا تواسينا.......وأقبل الشجر إلينا زاحفا يمنحنا جذوره..يحاول أن يبث روحه فينا......ويأبى القدر أن
يحقق أمانيها........ويأبى القدر إلا أن يؤذينا……..أوهنتنا الأيام.......وجارت علينا الأقدار.......أعيانا
الزمان وصارت ساعاته خناجر تنحرنا على مدى الأيام…........ سرنا فوق الشوك دون أن
نبالي........فقدنا الإحساس بالألم كما فقدنا من قبل إحساسنا بالسعادة…… ثخنتنا الجراح.... …
الجراح تزداد......تتوقف عن النزيف.......لم يعد لدينا المزيد..روح الإحساس انعدمت في
النفوس........بل انعدمت من الوجود…......لم نعد ذلك الإنسان...........لم نعد ننتمي إلى بني
الإنسان……….ولكن…........وبالرغم!!!!!!
بالرغم من كل ذلك........... ما زلنا نحيا…......... نعيش في دنيا الأوهام..!!!!!!