العالم لا يشبهك ابداً

محمد عواد - عندما جاء الإنترنت إلى
بيوتنا رأى بعضنا فيه الشيطان الأكبر، ورأى الأخر فيه فرصة للتواصل مع
الأخرين وسهولة وصول المعرفة، وكل منا استخدمه كما رآه، فمن رآه شيطاناً
كان له شيطاناً، ومن رآه غير ذلك كان له ما اعتقده.

مع مضي السنوات
على استعمالنا الانترنت، رأيت كل طرق التفكير الممكنة من قبل الأخرين سواء
لمواقع منافسة أو زوار، رأيت كيف يرى الناس نفس الشيء لكن بعضنا يراه
رائعاً والبعض الأخر يراه قمة في القبح والسوء.

رأيت في الإنترنت
نفس الخبر، بعضنا يصفق له والبعض الأخر يصفه بالإجرام والإرهاب، رأينا نفس
الصور بعضنا رأى الحكمة فيها أو الجمال، وبعضنا قال إنها تافهة، رأينا
اختلافاً رهيباً بفهم المبادىء وتطبيقها سواء كانت اجتماعية أو دينية،
رأينا هنا بوضوح كيف أن العالم لا يشبه أي أحد فينا!

كل منا عالم
خاص يعيش في عالم أكبر، ومن يريد أن يجبر العالم على أن يعيش مثله سيخسر هو
والعالم، ومن يكتفي فقط بطرح وجهة نظره باحترام هو المنتصر، لكن من يسعى
إلى سياسة الإجبار والترهيب اللفظي سينتهي به الأمر في الماضي والجميع
يتقدمون عداه.

لقد فهمت معنى قول أحدهم "إن كل شخص فينا يشبه 5% من
البشر من حوله فقط"، لقد أيقنت بأن العالم لا يشبهني، وليس لي الحق بفرض
شيء عليه لأنه يراني غريباً اً كما أراه غريباً، لقد كانت فرصة مهمة
لنا في عصر الانترنت لنعرف حدودنا، ومن لم يعرفها.. لا يعيش في هذا العالم!