ومن أهم القضايا التي يدور حولها هذا العلم:
1. العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الناس، من خلال عمليات التفاعل الاجتماعي، من أجل معرفة مظاهر التماثل والاختلاف.
2. المجتمع وظواهره وبناؤه ووظيفته.
3. مكونات الأبنية الاجتماعية المختلفة، مثل الجماعات العامة.
4. المقارنة بين الظواهر والحقائق الاجتماعية المختلفة.
وأخيراً يتسم علم الاجتماع بخصائص أساسية:
أ. علم الاجتماع علم تجريبي يقوم على الملاحظة وإعمال الفكر في الظواهر الاجتماعية، لا على البحث في مسائل ميتافيزيقية (علم ما بعد الطبيعة). كما أن نتائجه ليست تأملية بل تفسر العلاقات بين موضوعات البحث الاجتماعي تفسيراً علمياً.
ب. علم الاجتماع علم تراكمي، بمعنى أن النظريات الاجتماعية الجديدة تستند على نظريات أخرى سابقة عليها.
ج. علم الاجتماع ليس علماً أخلاقياً، بمعنى أن عالم الاجتماع لا يسأل عما إذا كانت الأفعال الاجتماعية خيراً أم شراً، ولا يصدر أحكاماً أخلاقية؛ ولكنه ينشد تفسيرها.
التنشئة الاجتماعية
تعريف : التنشئة الاجتماعية هي سيرورة مستمرة ومتغيرة على امتداد الحياة، بحيث إنها تهدف إلى الاندماج الاجتماعي النسبي والمتر\والي من لدن الفرد، وباعتبارها ،من جهة أخرى، بمثابة وسيلة لاكتساب الشخصية من خلا استيعاب طرائق الحركة والفعل اللازمة( معايير وقيم وتمثلا ت اجتماعية...) من أجل تحقيق درجة من التوافق النسبي عبر سياق الحياة الشخصية والاجتماعية للفرد داخل تلك الحياة المتغيرة باستمرار.
(المصطفى حدية،التنشئة الاجتماعية بالوسط الحضري بالمغرب،ترجمة محمد بن الشيخ،مطبعة Rabat Maroc net ،2006،ص124)
ونهدف التنشئة الاجتماعية إلى إكساب الأفراد في مختلف مراحل نموهم(طفولة،مراهقة، رشد، شيخوخة) أساليب سلوكية معينة،تتفق مع معايير الجماعة وقيم المجتمع،حتى يتحقق لهؤلاء التفاعل والتوافق في الحياة الاجتماعية في المجتمع الذي يعيشون فيه.وعملية التنشئة الاجتماعية تتم من خلال عمليات التفاعل الاجتماعية، فيتحول الفرد من كائن بيولولوجي إلى كائن اجتماعي،مكتسبا الكثير من الاتجاهات النفسية والاجتماعية عن طريق التعلم والتقليد،مما يطبع سلوكه بالطابع الاجتماعي. ويقوم المجتمع من خلال عملية التنشئة الاجتماعية بدور هام في تشجيع وتقوية بعض الأنماط السلوكية المرغوب فيها والتي تتوافق مع قيم المجتمع وحضارته...في حين يقاوم ويحبط أنماط أخرى من السلوك غير المرغوب فيها...(د.خليل ميخائيل عوض،علم النفس الاجتماعي،دار النشر المغربية،1982،ص101-103) وغالبا مايتم الخلط بين التنشئةالاجتماعية(socialisation)
والتطبيع(conformisation)والإخضاع(soumission) والتثاقف(acculturation)،وعليه لرفع اللبس عن تداخل مفهوم التنشئة الاجتماعية مع المفاهيم المشار إليها،من خلال تدقيق تعريف التنشئة الاجتماعية حسب المقاربات السوسيولوجة والنفسية والثقافية التالية:
- المقاربة السوسيولوجية:عرف هذا المفهوم(التنشئة الاجتماعية) عدة مقاربات
متفاوتة خلال التطور التاريخي للمجتمعات الغربية،وخصوصا الأوربية؛في مرحلة
الستينيات،مرحلة النمو،حيث كانت التطورية تحتل مكانة متميزة، منخلال التركيز على
الفرضية الفيبيرية(نسبة لعالم الاجتماعweber)،التي
تقول إن النمو السياسي والاجتماعي والاقتصادي مرتبط بالتنشئة الاجتماعية،أي،بالقيم
والتمثلات المستبطنة من طرف الفرد.وكانت أغلب الدراسات ذات النزعة الاجتماعية
المهتمة بالتنشئة الاجتماعية، تعتمد المقاربة المقارنة؛كما ظهرت بعض التخصصات في
هذا المجال كالتنشئة السياسية التي كانت الموضوع المفضل للدراسات والبحوث.وفي سنوات السبعينيات،كان اه
البحوث منصبا حول منظور جديد يعتبر عملية
التنشئة الاجتماعية"كمفتاح" للمحافظة والصيانة والاستمرارية،من خلال
أجيال الطبقات المتعاقبة،وبصفة خاصة من خلال الفوارق الاجتماعية.ولذلك انصبت
المقارنات والدراسات حول الجماعات الاجتماعية(الطبقات الاجتماعية،الأنماط السوسيو
مهنية، السكس...).
بعد ذلك،في الأعمال الجديدة حول التنشئة الاجتماعية،كان هناك توجها لتقطيع
مجالات تحليلها إلى عدة مجموعات صغرى(sous-groupe)
مثل الأسرة،المدرسة، السكن،فضاء اللعب...حيث تم دراسة تأثيرات التنشئة الاجتماعية
حسب خصوصيات الأمكنة أو الأمكنة المؤسساتية،ومن خلال مصطلحات الإدماج
والتثاقف،وترسيخ التمثلات الذهنية والضوابط والمعايير الاجتماعية.
-المقاربة النفسية:
التنشئة هي عملية تعلم الحياة الاجتماعية،أي هي الوسيلة التي بواسطتها يكتسب الفرد
المعايير والمعارف ونماذج السلوك والقيم التي تجعل منه فاعلا في مجتمع محدد.كما
تعمل التنشئة على إدماج النطام الاجتماعي من طرف الفرد وجعله كجزء من شخصيته
والتعبير عن هويته.
المقاربة الثقافية:يذهب التيار الثقافي إلى ان بنية الشخصية تخضع للثقافة
التي تميز مجتمعا بأكمله.والثقافة تعني بصفة خاصة نسق/منظومة قيم المجتمع.فالبنسبة
لكاردينر(Kardiner)،كل نسق سوسيو-
ثقافيتقابله شخصية قاعدية ما(personnalité de
base).وعموما،بالنسبة للثقافيين،التنشئة الاجتماعية هي
العملية التي بواسطتها ينقل كل مجتمع قيمه للأجيال اللاحقة، ويفترضون ان القيم
وباقي عناصر النسق الثقافي تستدمج من طرف الفرد،وتشكل نوعا من البرمجة التي تضبط
بطريقة ميكانيكية سلوكه.(Haddiya El
moustafa,socialisation et identité,éd1988,impr.Najah eljadida)