تذكير بمساهمة فاتح الموضوع : ورحمة الله وبركاته
محمود درويش
هنا سأسطرر لكم كلمات هذا الشاعر والاديب والكاتب والمؤخر لقضية فلسطين .
لكنه رحل عنا جسده ؛ وهو يولد فينا كلما قرأنا تلك الكلمات ؛ التي تنتزع من قوبنا .
وهو يدرك
اً " بأن الرحلة ستنتهي ذات يوم " .
»على هذه الأرض ما يستحق الحياة«، لكنه الموت البشع الذي يفاجئنا حين لا نتوقعه، حين نظن أن الحياة لا تزال ممكنة بعد، وأن ثمة شيئا ما يربطنا إليها. لكن الأمور تقع فجأة في غيابها، وإن كنّا على اقتناع ضمني بأنّ الرحلة لا بدّ أن تنتهي ذات يوم. هذا ما قاله الأديب / محمد علي طه
ظهرت إمبراطوريات في التاريخ وزالت , وظهر قياصرة وملوك ونسيهم التاريخ
ولكن المبدعين بقوا , بقي شكسبير وبقي دانتي وبقي المتنبي وسوف يبقى محمود درويش .قالَ درويشْ يومًا : حياتنا , عبئ على ليل المؤرخ :
كلما اخفيتهم طلعوا علي من الغياب
حياتنا . عبئ على الرسام رسمهم فاصبح واحدا منهم ويحجبني الضباب .
حياتنا عبئ على الجنرال
كيف يسيل من شبح دمٌ ؟؟
وحياتنا هي أن نكون كما نريد .
نريد أَن نحيا قليلاً .. لا لشيء...
بل لِنَحْتَرمَ القيامَةَ بعد هذا الموت
واقتبسوا,
بلا قَصْدٍ كلامَ الفيلسوف:
(( اُلموت لا يعني لنا شيئاً. نكونُ فلا يكونُ.
اُلموت لا يعني لنا شيئاً. يكونُ فلا نكونُ))
ورتّبوا أَحلامُهُمْ بطريقةٍ أخرى .
وناموا واقفين !
---------------------------------
إن مشيت على شارعٍ لا يؤدي إلى هاوية ..
قُل لمن يجمعون القمامة: ً!
إن رجعتَ إلى البيت، حيّاً .. كما ترجع القافية
بلا خللٍ، قُلْ لنفسك: ً !
إن توقَّعتَ شيئاً وخانك حدسك، فاذهب غداً ..
لترى أين كُنتَ، وقُلْ للفراشة: ً!
إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى "مَنْ هناك؟"
فقل للهويّة: ً!
إن نظرتَ إلى وردةٍ دون أن توجعكْ
وفرحتَ بها، قل لقلبك: ً!
إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك
يفركون جفونك، قل للبصيرة: ً!
إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك،
كن ولداً طيباً!---------------------------------
للمرء مملكة الغبار وتاجه ُ،
فلتنتصِر لغَتي على الدّهر العدو ..
على سُلالَتي ..
عليّ .. عَلى أبي .. وعلى زوال لا يزول ..
هذه لغتي .. ومعجزتي .. عصا سحري ،
حدائق بابلي .. ومسلتي وهويتي الاولى ومعدنيَ السقيل ..
---------------------------------
إذا كانَ ماضيكَ تجربة ً فاجعل َ الغدَ معنى ورؤيا---------------------------------
لا ..
لا ضحية تسأل جلادها هل انا انت ؟
لو كان سيفيَ اكبر من وردَتي
هل كنت تسال ان كنت افعل مثلك ؟
لا ..
لا غد في الامس .. فلنتقدم إذا ..
---------------------------------
انا ما اكون وما ساكون ..
سأصنع نفسي بنفسي ..
واختار منفاي !
منفايَ خلفية المشهد الملحمي ..
ادافع عن حاجة الشعراء الى الغد والذكريات معا !
وادافع عن شجر ترتديه الطيور بلادا ومنفى
وعن قمر لم يزل صالحا لقصيدة حب
ادافع عن فكرة كسرتها الهشاشة
وادافع عن بلد خطفته الاساطير ---------------------------------
في عالمٍ لا سماء له, تصبحُ الأرضُ هاويةً.
والقصيدةُ إحدى هِباتِ العَزَاء,
وإحدى صفات الرياح, جنوبيّةً أو شماليةً.
لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا من ىجروحك.
واصرخْ لتسمع نفسك,
وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,
وحيّاً,
وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض ممكنةٌ.
فاخترعْ أملاً للكلام,
أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.
وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة ..
أقولُ:
الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّ بضدٍّ هو الموت... ليست حياة!
يقول: سنحيا, ولو تركتنا الحياةُ
الى شأننا.
فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التي سوف تجعل قُرّاءها خالدين -
على حدّ تعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس...
وقال: إذا متّ قبلَكَ,
أوصيكَ بالمستحيْل!
سألتُ: هل المستحيل بعيد؟
فقال: على بُعْد جيلْ
سألت: وإن متُّ قبلك؟
قال: أُعزِّي جبال الجليلْ
وأكتبُ: "ليس الجماليُّ إلاّ بلوغ الملائم".
والآن, لا تَنْسَ:
إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ!
عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,
في عام ألفين واثنين,
كان يُقاوم حربَ سدومَ على أهل بابلَ... والسرطانَ معاً.
كان كالبطل الملحميِّ الأخير ..
يدافع عن حقِّ طروادةٍ
في اقتسام الروايةِ
نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً
عالياً,
فالإقامةُ فوق الأولمب وفوق القِمَمْ .. تثير السأمْ
وداعاً,
وداعاً لشعر الألَمْ!
---------------------------------
إنَّ الهوية بنتُ الولادة
لكنها في النهاية إبداعُ صاحبها,
لا وراثة ماضٍ.---------------------------------
أنا المتعدِّدَ... في داخلي خارجي المتجدِّدُ.
لكنني أنتمي لسؤال الضحية.
لو لم أكن من هناك ..
لدرَّبْتُ قلبي على أن يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ...
فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ
وكُنْ نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ !
احترامي لهذا الشاعر العظيم " محمود درويش "