غزة-الرسالة نت
قال مركز السياسات الصحية العالمية في واشنطن إن حركة حماس
نجحت بشكل مذهل في منع انهيار القطاع الصحي في قطاع غزة عن طريق إعادة
تشكيل وزارة الصحة.
وتطرق تقريره السنوي إلى تطور خدمات الرعاية الصحية التابعة
لحماس من أصول الحركة إلى دورها الحالي باعتبارها الحكومة في القطاع ،
موضحا أن عملية تطوير قطاع الرعاية الصحية في غزة كان جزءا من عملية أوسع
نطاقا أجبرت حماس على التكيف مع احتياجات السياسة العامة للحكومة وليس مجرد
احتياجات الحركة والتي تحولت من إدارة العشرات من العيادات الطبية الخيرية
في الضفة والقطاع إلى إدارة آلاف الموظفين ومئات الآلاف من المنتفعين.
كما فحص التقرير تداعيات تطبيق سياسة الولايات المتحدة في
إدارة الحكومة الناجحة للخدمات الصحية في غزة، مبيناً أن تجربة حماس في
الإشراف على الخدمات الحكومية في قطاع غزة أثبتت قوة تحمل وسعة حيلة في
مواجهة أزمة دائمة مثلت تحدياً لسياسة الولايات المتحدة التي سعت لتحقيق
التوازن بين الدعم الإنساني لقطاع غزة بقيمة 1,6 مليون دولار وبين إضعاف
حماس وأيديولوجيتها".
وبين التقرير :"أن البنية التحتية للرعاية الصحية عندما تولت
حماس الحكم في غزة عام 2007م كانت مرهقة وخطرة، مشيراً إلى أن الانقسام
الفلسطيني أدخل القطاع الصحي في السياسة التي أدت إلى انخفاض جودة خدمات
الرعاية الصحية المقدمة في غزة لكن حماس نجحت بشكل مذهل بمنع انهيار القطاع
الصحي عن طريق إعادة تشكيل وزارة الصحة واضعة لنفسها هدفاً طويل المدى
بتطوير شامل للخدمات الصحية في غزة.
وأضاف التقرير أن حماس أرغمت كافة موظفي القطاع الصحي العام
في غزة على تقديم إفادة بنكية قبل استلامهم للرواتب، في محاولة منها لتعزيز
الشفافية والحد من ازدواجية الحصول على الرواتب.
وأكد التقرير أن حماس استمرت بكل مهارة في تطوير الخدمات
الصحية والتحسين الإداري ونجحت في تأمين الدعم المالي للنظام الصحي لتغطية
عملياتها اليومية بدفع الرواتب وتوفير الأدوية والوقود والأجهزة الطبية رغم
المحاولات المستمرة لعزلها.
ولم يخف التقرير أن التحديات التي تواجه القطاع الصحي مازالت
قائمة كما بينت منظمة الصحة العالمية ( WHO ) في تقريرها أنه في شهر يناير
من عام 2011م حيث بلغ رصيد الأدوية الأساسية التي رصيدها صفر حوالي 40% في
غزة.
وبين التقرير أن عملية المصالحة يمكنها أن تحسن خدمات الرعاية
الصحية للفلسطينيين من خلال عدم تسييس البنية التحتية وزيادة التعاون بين
قطاع غزة والضفة الغربية.
الجدير بالذكر أن المركز يضم الحزبين الديمقراطي والجمهوري في
الولايات المتحدة وهي مؤسسة غير ربحية ومقرها في واشنطن ويعمل بالمركز 220
موظفا وشبكة واسعة من العلماء لإجراء الأبحاث وتحليلها وتطوير المبادرات
السياسية وما يطرأ من توقعات مستقبلية و منذ العام 1962 يكرس جهوده للحفاظ
على الصدارة الأمريكية و ترأس السناتور الأمريكي السابق سام نون مجلس أمناء
المركز منذ 1999 و أصبح جون هامري رئيس المركز والمدير التنفيذي في 2000
تأسس المركز بواسطة ديفيد أبشير و أدميرال بورك و منذ 50 عاما يحاول تطوير
حلول عملية لتحديات العالم الكبيرة، ويواصل علماء المركز إيجاد رؤية
إستراتيجية لمساعدة صانعي القرار لرسم معالم الطريق .