"حماتي تنكد علي حياتي"
عبارة شائعة على لسان كثيرات، وخاصة اللاتي عانين من تسلط الحموات و قدرتهن العجيبة على اختراع المشكلات، حتى لا يهدأ بال من خطفت ابنها من حضنها كما تعتقد! فالأم الحنون التي سهرت وربت ذلك الابن حتى كبر، و أصبح رجلا لا تطيق استحواذ امرأة عليه، و تصبح هي جل اه
ه حتى لو كانت زوجته و أم أولاده.
إحدى الزوجات اللاتي عانين بسبب حمواتهن عندما اكتشفت ما تخفيه حماتها بالصدفة فاطمة هلال ربة بيت متزوجة منذ أكثر من عشر سنوات، حكت قصتها مع حماتها قائلة عن معاناتها بأنها ليست غريبة في عالم الحموات التي تتحول فيه المرأة اللطيفة إلى امرأة شرسة غيورة تفكر وتدبر وتخطط حتى لا تشاركها امرأة أخرى حياة ابنها.
تابعت فاطمة بدأت قصتي مع حماتي بسبب ظروف زوجي المادية، حين طلب مني السكن في بيت أسرته، وكانت حماتي تعاملني معاملة جيدة و تساعدني و تقدم لي النصيحة حتى شعرت أنها أم ثانية لي، و أنا بدوري أستشيرها و أقدم لها ما استطعت من خدمات، و أحث زوجي على برها و طاعتها و في يوم حدثت بيني و بين زوجي مشادة كلامية فقررت الرجوع لبيت أهلي، وبينما كنت أحضر حقيبة ملابسي وجدت حماتي تقف على باب غرفتي بعدما سمعت صوت زوجي يتعالى علي و هي سعيدة وتضحك؛ لأني سأغادر البيت، حينها شعرت بأن حماتي تشمت في! و تريد خروجي من المنزل، فاكتشفت حينها أن كل ما كنت تفعله من أجلي وتقوله لي مجرد نفاق حتى تجعلني أثق فيها، و أحكي لها كل ما يحدث بيني وبين زوجي، فقررت أن لا أترك البيت و أحافظ على زوجي و أولادي، و بقيت بعدما عرفت حقيقتها رغم خلافاتي مع زوجي؛ حتى لا تفرح بخراب بيتي و كلي حذر منها ومن تصرفاتها، و من يومها بيننا حرب باردة كل واحدة فينا تريد إحراج(تطفيش) الأخرى، و لأننا ما زلنا نسكن في بيت واحد من حين لآخر، أفكر في الصلح و أجرب أن أقدم بعض التنازلات، و لكن الحماة هي الحماة، كل ما تنازلت عن حق من حقوقي اعتبرته ضعفا مني، و كل ما تقربت منها ظنت أني أتقرب منها لأكسب زوجي ضدها، احترت فلا أجد حلا فلا القوة تنفع معها، ولا الضعف يجدي!
نجحت في كسب حماتها
أما أم محمد فترفض زواج ابنها الوحيد من الأساس، إلى أن تدخل بعض الأشخاص وأقنعوا الأم بضرورة زواج الابن، وبالفعل اقتنعت واختارت ابنة أختها، وبعد الزواج انقلبت حياة بنت الأخت إلى جحيم ولكن بذكاء الزوجة تعاملت مع ردات الفعل السلبية بإيجابية، ونجحت في ذلك وكسبت حماتها كما كسبت رضاء زوجها بذكائها وصبرها.
الدكتورة أميرة زين أستاذة علم نفس بكلية العلوم والتكنولوجيا و أخصائية نفسية بمركز حياتي للاستشارات الأسرية عزت مشكلة الحموات الأساسية إلى الغيرة، وقالت عن أم محمد و هي من الحالات التي تدخلت في علاجها بإقناع الأم بضرورة زواج ابنها أن غيرة الحماة قد تبدأ من قبل ارتباط الابن بفتاة معينة، وهذا يعني أنها تغار على ولدها و ليس من شخص الفتاة وهذا ما يجب أن تأخذه كل زوجة في عين الاعتبار.
الابن الوحيد ومشكلات التعلق
وتختلف الغيرة باختلاف درجة ارتباط الابن بوالدته، وهى تراجيديا درامية نشاهدها في حضارتنا العربية خاصة الابن الوحيد، فالأم تغار من الابن الذي يمنح زوجته الحب والحنان! وهنا يتحول شعور الغيرة إلى تصرفات غير سليمة، حتى تكاد تفسد عليهم عيشتهم لكثرة تدخلاتها في كل صغيرة وكبيرة كي تظل هي الناهية الآمرة والموجه لهم.
ومن الحيل التي تقوم بها الحماة غالبا أخذ مكان الزوجة، فلا تترك فرصه للزوجة أن تدير بيتها بنفسها، و هذا الفعل يعتبر وسيلة إسقاطية غير مبررة من الأم تسقطها في سيطرتها ُعلى إدارة المنزل بدلاً عن الزوجة، محاولة منها تخفيف غيرتها، وهذا في حد ذاته أسلوب غير مرضي للزوجة التي تريد أن تكون لها حياتها الخاصة.
لذا على زوجة الابن أن تتفهم غيرة الأم، وتعمل على تعديل سلوكها ضدها بالاه
بها كما تهتم بزوجها، وهذا يتطلب منها عزيمة وصبر وتفهم عالي لغيرة الأم و تتصور نفسها بعد عدة سنين و هي في مكان الحماة نفسها، و لها زوج ابن، وقد أخذت الزوجة جانبا من اه
و حب ابنها.