[color:4374=#36C]
مراسلنا تتواصل معاناة عدد كبير من العائلات الفلسطينية القاطنة في قطاع غزة ،
بعد أن نخر الحصار الصهيوني المفروض على القطاع منذ عام 2006 في جسد كل هذه
العائلات ، وتسبب في بطالة دائمة لمعيلي هذه الأسر التي تعيش وضع ماديا
يرثى له .
تعيش عائلة المواطن محمود أحمد صالح من سكان مخيم البريج
وسط قطاع غزة ، وبالتحديد " دوار دعابس مقابل مدارس الوكالة " وضعا ماديا
تعيسا ، حيث أن رب الأسرة تعرض لإصابة بركبته اليسرى خلال الانتفاضة الأولى
تسببت كسر في عظم الركبة ، وآلام شديدة لا زالت تصاحبه إلى الآن ، تعيقه
عن ممارسة أي عمل .
مقبرة الأحياءمن
المتعارف لدى الجميع أن السجون هي مقابر الأحياء ، لكني لا أبالغ في الوصف
إن قلت بأن بيت المواطن أبو هاني هو من مقابر الأحياء ، ويحوي بين جدرانه 5
من الأبناء والأب والأم ، حيث أن مساحة بيته المتواضع لا تزيد عن 50 متر ،
ويتكون من غرفة وحمام لا باب له ، وممر في نهايته مطبخ خاوي لا يحوي إلا
بضع اناءات لا تسمن ولا تغني من جوع ، علاوة على أن الملابس تنشر بعد غسلها
في ذات الممر .
أم هاني تحدثت عن وضع المقبرة التي تسكن فيها بحرقة
الألم الطويل قائلة : " بيتي لا يصلح للسكن فيه ، حيث أنه في فصل الشتاء
يصبح سطحه المكون من ألواح الزينكو إلى مطر جديد ، فهو مثقوب من معظم
المناطق ، وبمجرد هطول المطر نحتار أين نضع ملابسنا ، وأين نفرش لأبنائنا
كي يناموا ، ونضطر أن نجتمع سبعتنا في الغرفة الوحيد ، لندفئ أنفسنا بقربنا
من بعضنا " .
وتضيف أم هاني : " معظم أبنائي تعرضوا لحوادث دهس
كثيرة ، نظرة لصغر منزلنا وبقائهم لفترات طويلة بالشارع ، إما للعب ، وإما
للدراسة ، كما أن مستواهم التعليمي تدنى لعدم وجود المكان المناسب المهيأ
للدراسة ، ولكثرة الضوضاء المنتشرة بالمكان التي لا توفر مكان مناسب لعملية
الدراسة " .
فقر أدى لأمراضمن
غير المتوقع أن يتناوب أكثر من شخص على حذاء بالي لا يتجاوز ثمنه خمسة
شواقل للذهاب والإياب من المدرسة ، غير أن هذا الأمر حدث مع عائلة المواطن
الجريح صالح مرات ومرات ، حيث يرتدي ابنه البكر هاني الحذاء ويذهب به في
الفترة الصباحية إلى المدرسة ، ثم يعود مسرعا ليرتديه أخوه يوسف ويذهب به
إلى المدرسة في الفترة المسائية .
وتشير أم هاني إلى أن أولادها
يعانون من مرض الروماتزم وألم بالأطراف ، نتيجة للبرد الشديد والرطوبة التي
لا تخلوا فراشهم منها ، نظرا لتعرضها للماء مع سقوط المطر المتواصل
والمنقطع ، موضحة أنهم لا يقدرون على ثمن علاجهم ويكتفون بالمسكنات التي
يحصلون عليها من عيادة الوكالة .
وتتابع الأم الحزينة على حال
أبنائها حديثها عن وضعهم السيئ : " وضعنا المعيشي لا يسمح لنا بشراء كسوة
أو قرطاسية لأبنائي ، لذا أضطر إلى أخذ الملابس القديمة من أقاربها
لأولادها ، وأيضا أولادي لا يأخذون مصروف على المدرسة مثل باقي زملائهم ،
وأسأل الله أن يبدل هذا الحال للأحسن والأفضل .
أضرار بفعل الحرب
أكد
المواطن صالح على أن منزله تعرض لأضرار كبيرة بعد الحرب الصهيونية الأخيرة
على قطاع غزة عام 2008 ، حيث أنه يقع بجوار مسجد الفاروق الذي تم قصفه
خلال الحرب ، ما أدى إلى تلف السقف وتصدع الجدران ، وحدوث ثقوب كبيرة في
المنزل .
وعن التعويض المادي لهذه الأضرار ، شدد أبو هاني على أن المبلغ
الذي حصل عليه من الأونروا ذهب بمجمله سداد لديون متراكمة عليه بفعل الفقر
الكبير الذي لحق بأسرته ، منوها إلى أن الزواحف تملأ بيته بفعل الثقوب
المنتشرة بالمنزل .
ودعا صالح أهل الخير والحكومة الفلسطينية إلى
الوقوف إلى جانبه ، ومد يد العون والمساعدة لإنقاذ أسرته من الوضع المأساوي
الذي تعيش به منذ مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000 ، وخاصة بعد أن منع من
إكمال عمله داخل أراضينا المحتلة لأسباب أمنية .
ومن قبيل الأمانة
وخلال زيارتي لهذه العائلة سألت الله لهم تبديل الحال لما هو أحسن ، حيث أن
صعقت من الوضع المأساوي الذي يعيشونه ، فالكرسي الذي جلست عليه وضعت أم
هاني عليه قطعة قماش لأنه مبتل بماء المطر ، حتى أنهم لم يجدوا ولاعة
لإشعال الغاز لتقديم ضيافة لي ، وبعد إشعال الغاز تعطل وبقي مشتعلاً ما
اضطر أبو هاني لإغلاق أنبوبة الغاز .
كما أني جلست وحولي الأولاد الكل منشغل بدراسته ، والأم تواكب الواقع وتعيش بما تيسر ، والأب مهموم لا يدري من أين المخرج .
فيا أهل الخير .. من لهذه العائلة إن حرمت من زكاتنا ، ومن لهؤلاء الأطفال " هاني وهناء
ويوسف ومنايا ومحمد " إن حرمهم الزمن أبسط حقوقهم ، فهل نكتفي بالمشاهدة
ونحرمهم من عطفنا وأموالنا ، " تحسبهم أغنياء من التعفف " لنكن رحماء فيما
بيننا ، فالراحمون يرحمهم الرحمن .
[color:4374=#999]صور لمنزل العائلة
[color:4374=#999]صور لمنزل العائلة
[color:4374=#999]صور لمنزل العائلة
[color:4374=#999]صور لمنزل العائلة
[color:4374=#999]صور لمنزل العائلة
[color:4374=#999]صور لمنزل العائلة
[color:4374=#999]صور لمنزل العائلة
[color:4374=#999]صور لمنزل العائلة
[color:4374=#999]
المصدر: فلسطين الآن