أيهـــا المارون ....

أيهـا المّــارون

بين الماضى والحاضر

إن الصور ...لا تتشابـه...

وإن الشمس لا تتغير... فى الصباح نسيج الضوء

وفى الظلام.... الى وسائدنـا نطلبـ اللجوء

نمكث فى النوم...ليكون الحُلم حيــاتنــا

ومعانى حقيقة الحياة ...بغاية السوء

لم يكن هذا سوى ...حلم عابر

فطيرة التفاح ...على طاولتـى

وكوباً من عصير التوت ألذ العصائر

الشموع مضائة وخافتٌ ضوئهــا

موسيقتى ترقص وحدها

وساعتى لا اشعر بها

جسدى فى فراشى ... وعقلى فى جنتى طائر

وعندما تمتد أيدى الشمس إلىّ

أدركـ أن وقتـ الأحلام إنتهى

وأدركـ ... أيضــا ... بأن عصر التّمنى إنتهى

فكما تتشابــه كل الرغباتـ

لاتتشــابــه الأحلام

ولا يتشابـه الماضى بالحــاضر

إن الأمس قد فلَ

ودهراً من التاريخ يمتلئ بالهزائم والمخاطر

وتحتـ أسِرة الأحزانـ نوقد...قنديــل الأمل

الجنونـ ...والكلامـ معــأ ...

والحبـِر فى القلم ...وعلى الورقــ لا يكتب أبدا على شيئــا فى الماضى
من ندم إن كان ندم

نمضى ...ولا يمضى بنــا سوى الوقتـ ..

ونبقـى ...حتى لا نبقــى فى نفس الطريــق

ولايبقى لنــا سوى الأنــ والأتى

تسير ..مراكبنا بأشرعة من خيــال

لتتعدى حدود المحــال

نعدو...نركض...نتوقف...نمشى ...نجرى ...نشتاق...نرسو...نعلو ...نطير
...نسير ...ننــام ...نحلم ...نصحو...

وتصحو معنــا ... قصة الوصول...

حيثـ العثراتـ أمــامنــا والجبــال

فالخيول أتعبهــا تسلق الجبال

والنفوس أتعبها...خسر النِزال

فمتى ستحنو ياقدر على قلوبنــأ

ومتى يكون الوصــال

أيهــا المارون بين المـاضى والحـاضر...

لا كلاما فى شعر وقصائد وخواطر

ولا نصائح متمردة مكتوبة فى دفــاتر ...

إنها النفس التى تأبى الإنكســار

والغد ...وقلبـ الحـب ضد التيــار

معا لا يزال اليوم ...التحدى

وعلينـــا السير والتمدى

وقتل كل عار وعار

فإن كان الأمس حزينــا بمـا يكفى لحقبة من الزمن من ألم

فعلينــا على الحزن السير والتعدى

إن كل المصائب فى طريقها إلى الإحتراقـ

فكل منا قد ذاق منها وذاقـ

فعلينــا على المصائبـ التصدى..

إنــه الزمن الجديد

والعصر الذهبى الجديد

والكون الراقى الجديد

إنــه زمن الحبــ والأشواقـ

فمتى يازمـــاننــا تسر كل عين بقرينهــا

ومتى تبتسم الأحداق

بقلم ....

فادى القرم