أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن صفقة تبادل الأسرى التزمت بأن
تضم من مختلف القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية من مختلف تيارات الحركة
الأسيرة، مشيراً ..
وقال رئيس الوزراء خلال احتفال وفاء الأحرار أن
الصفقة انطلقت أيضا من رؤية خاصة ولا رؤية حزبية أو فئوية أو تناولت في
مفاوضاتها الشاقة فقط أبناء حماس أو أبناء القسام لكنها انطلقت من موقع
القيم الأخلاقية، ووضعنا الخلاف خلف ظهورنا من أجل هؤلاء الأبطال، وجعلنا
الانقسام وراء ظهورنا من أجل عيون هؤلاء الأبطال، ما كان من بين المحررين
من أبناء حماس وأبناء فتح وأبناء الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ومن
مختلف ألوان الطيف السياسي.
وأضاف " سجلت هذه الصفقة درساً مهماً
عملياً على الأرض أن هذا الشعب شعب واحد وأن هذا الشعب في وقت المحن
والشدائد ينتصر القادة الأخلاقيون من أجل أن يحافظوا على هذه الأمانة على
أمانة الإنسان الفلسطيني ... نعم رفضنا ورفض المفاوض الحمساوي المدعوم من
أبناء هذا الشعب أن يوقع على الاتفاقية وأن يخلف من ورائه ألواناً من ألوان
الطيف السياسي.
وأما المعيار الثاني فهي الأرض الواحدة فلسطين
الواحدة هذه الصفقة أيها الأخوة لم تكن خاصة بأبناء غزة رغم أن غزة دفعت
الثمن كل الثمن وهو رخيص من أجل الله وهو رخيص في سبيل الله، وهو رخيص من
أجل كرامة هذا الشعب، من أجل حرية هؤلاء الأبطال ... إنما الصفقة شملت غزة
والضفة والقدس المحتلة والـ 48 بل امتدت إلى الجولان السوري العربي المحتل،
ولقد رسمت هذه الصفقة خارطة حدود فلسطين مجدداً في الوقت الذي يجري فيه
نشاط سياسي في هذه المؤسسة أو تلك لاعتبار فلسطين هي 22% من أرض فلسطين
جاءت هذه الصفقة لتقول حدود فلسطين هي حدود هذه الصفقة غزة الضفة 48.
وأكد
أن هذه الصفقة إنما تعني أن هذا اليوم هو يوم فلسطيني باقتدار، لكم أن
تتخيلوا أيها الأخوة يا أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، أن هذه الصفقة
قد اشتملت على 320 أسير وبطل محكومين مؤبد مدى الحياة، ويخرجون اليوم
ويعيشون بيننا بفضل الله سبحانه وتعالى، وما تبقى أحكام عالية لا تقل عن
الـ 20 والـ 30 والـ 15 ، مؤكداً أن هذا الخيار الاستراتيجي هذا الخيار
الواقعي بالمقاومة حررنا الأرض، حررنا غزة وبالمقاومة نحرر الإنسان .
وأشار
أن المقاومة اليوم تتجلى بأبهى صورها بعظمتها بقدرتها على الصمود وقدرتها
على المراوغة والاحتفاظ بهذا الجندي خمس سنوات ويزيد في منطقة جغرافية
صغيرة اسمها غزة لا هضاب ولا جبال ولا كهوف وهي في مرمى كل الأجهزة
التجسسية الصهيونية وغير الصهيونية، ولكن كتائب القسام موضع الفخر وموضع
الاعتزاز كانوا أمناء وكانوا عند مستوى المرحلة وكانوا عند مستوى
المسئولية.
وأشار رئيس الوزراء أن درسين مهمين هو أن الصامدين
والثابتين وأصحاب المبادئ والذين يتحملون في سبيل الله وفي سبيل الوطن ثمرة
كل هذا العمل وهذا الصمود هو النصر والانجاز الوطني .
وقال " إن
صبركم لم يضع سدى وإن دماء الشهداء لم تضع سدى بما في ذلك شهداء هذه
العملية المباركة، إن صبركم يا أهل غزة وثباتكم، تدمير البيوت على أهلها
تشريد الآلاف نعم أيها الأخوة إنه درس عظيم أن الصبر والثبات نتائجه دائماً
عظيمة ترقى إلى مستوى هذه التضحيات ".
وشدد أن إمكانية هزيمة
إسرائيل إمكانية واقعية، هم يقولون وصحفهم هي التي تقول إسرائيل اليوم في
هزيمة وحماس في انتصار والشعب الفلسطيني في انتصار وقيادات الشعب الفلسطيني
ترفع شارة النصر.
وقال " إن هذا الموقف إن هؤلاء الأبطال يستحقون كل مغامرة من أجل كسر القيد والعودة لفلسطين ".
وشكر هنية الثورة المصرية التي رعت المفاوضات والتي كانت أمينة عليها ، والشكر لكل الطاقم المفاوض ولكل من عمل