بالصور.. الطالبة مرام صلاح من البريج تحصل على المرتبة الأولى على قطاع غزة والثانية على فلسطين

بالصور.. الطالبة مرام صلاح من البريج تحصل على المرتبة الأولى على قطاع غزة والثانية على فلسطين

غزة - دنيا الوطن-عبدالهادي مسلم

لم تنم ساعة واحدة طوال الليلة الماضية ولم يغمض لها جفن وهي تصلي وتقيم الليل وتدعو الله عزل وجل أن لا يضيع جهدها وسهرها وتعبها في الدراسة لدرجة أن والديها خافا أن يحصل لأبنتهما مكروها وكانا باستمرار يحاولان أن يهدئا من روعها وقلقها وخوفها ويطمئنها بأن الله سيوفقها و ستكون من الأوائل على الوطن وقطاع غزة خاصة أنها حافظة لكتاب الله عز وجل

وما أن قاربت الساعة التاسعة من صباح هذا اليوم الاحد الموافق 24-7 حتى ازداد التوتر والقلق والخوف على الطالبة مرام وبدأت دقات قلبها بازدياد وهي تحملق على شاشة التلفزيون تنظر اعلان النتائج ،

ولما بدأ مؤتمر إعلان نتائج الثانوية العامة "التوجيهي" حيت توقفت الحركة في جميع أركان البيت وساد جو من الصمت والسكون وبدأ المتحدث بقراءة الأسماء الأوائل فكانت الطالبة الاولى من الضفة فأزداد التوتر حتى كادت أن يغمى عليها وعندما دقت ساعة الصفر وقرأ اسمها بأنها الثانية على الوطن والأولى على القطاع لم تتمالك الطالبة مرام صلاح نفسها وصرخت وهي تنادي بابا ماما أخي أختي جدتي نجحت ورفعت رؤوسكم عاليا بهذه النتيجة وهذا التفوق وقامت على الفور بالسجود لله عز وجل الذي استجاب لدعائها وقامت بتقبيل أيادي والدها ووالدتها والدموع تتساقط من عينها من شدة الفرح وقبلت رؤوسهما

وبدأت الحركة تعود للبيت من جديد وصدحت النسوة بالزغاريد والطبل والرقص وتلقي الوالدين الاتصالات المكثفة وقامت شقيقاتها وصديقاتها بتوزيع الحلوى واستقبال المهنئين والمهنئات وتدافعت وسائل الأعلام إلى بيت الطالبة مرام في مخيم البريج لأجراء السبق الصحفي والحديث معها

الطالبة مرام مصطفى صلاح حصلت على نتيجة لم تتوقعها، الأولى على قطاع غزة والثانية على فلسطين في الفرع "العلمي " تقول والفرح يسود عائلتها :"لم أتوقع هادا المعدل العالي 99.5% وهذا التفوق كنت أعتقد أنني سأكون من ضمن العشرة أوائل على الوطن والقطاع

مرام والتي درست في " مدرسة بنات البريج الثانوية أ " قالت كنت أتوقع أن احصل على معدل عالي لكن ليس الأولى على غزة والثانية على الوطن ، وأنا من صغري كنت احصل على معدلات عالية، مشيرة إلى أنها في الامتحان التجريبي لم تحصل على التفوق التي حصلت عليه في النتائج النهائية ولكني كانت لدية القناعة أنني سأتفوق وسأحصل على هذه النتيجة النهائية

تشعر الطالبة مرام صلاح والتي التقيتها في بيتها والذي لا يبعد عن بيتي عشرات الأمتار في مخيم البريج وبالتحديد بالقرب من سوبرماركت " الدفعة " والتي فاجئني تفوقها هذا بالسعادة الغامرة ونشوة الفرح تقول أن فرحتي لا توصف والكلمات تعجز عن التعبير في هذه اللحظات ولا أستطيع أن أصف ما يدور في وجداني

الطالبة مرام لم تقتنع يوما بالدروس الخصوصية وتقول في هذا المجال أنها لم تتلق إلا عدة دروس في مادة الفيزياء بسبب إجازة الأمومة لمعلمتها في المدرسة مؤكدة أنها لم تكن تعتمد عليها بصورة أساسية وإنما كانت تعتمد على دراستها المتواصلة تضيف قائلة " الامتحانات لم تكن سهلة ولكنها ليست بدرجة الصعوبة "

تفوق الطالبة مرام لم يكن يحصل لولا الجو الدراسي المريح الذي أوجدته الأسرة في البيت توضح الطالبة صلاح والتي كانت تقطع معي المقابلة لضغط اللقاءات الصحفية الأخرى من قبل وسائل الأعلام أن للوالدين والأخوة والأخوات دور كبير في تحصيلي هذا المعدل الكبير فكانوا يوفرون لي الجو الدراسي المريح وأيضا لم تنس الطالبة صلاح دور المدرسة والمعلمات والناظرة والتي كان لهم الدور الكبير في هذا الانجاز وبهده المناسبة تقدمت لهم بالشكر الجزيل على هذا الجهد وتضيف أن العامل الأخر الذي ساعدني على التفوق هو المذاكرة المتواصلة والتي كانت تصل في بعض الأوقات 21 ساعة متواصلة دون انقطاع

الذي يميز الطالبة مرام هو حفظها لكتاب الله عز وجل منذ صغرها ومحافظتها على التثبيت بصورة مستمرة وهذا كان له عاملا قويا في تقربها إلى الله باستمرار

الأولى على القطاع والتي ستدرس الطب في الجامعات الفلسطينية وجهت نصائح لطلاب التوجيهي قائلة:" على طالب توجيهي أن يضع نصبة عينة موعد إعلان النتائج ومن بداية السنة أن يحضر الدروس أول بأول وكنت ادرس في النهار وليس في الليل كما يعمل بعض الطلاب" وتؤكد الطالبة مرام أن توجيهي ليس كابوسا كما يصوره البعض صحيح أنه مرحلة مهمة ومفصلية ولكنه بالجد والدراسة وتنظيم الوقت والاعتماد على شرح المدرس وغير ذلك من العوامل الأخري .يصبح سهلا ومريحا

أما والدها والذي يعمل مديرا لمدرسة في مخيم البريج فقال :"لم أكن أتوقع حصول ابنتي على هذا المعدل بل كنت متوقع أن تحصل على 97 أو 98% وكنت خايف عليها أن تزعل والحمد لله حصلت على النتيجة المرجوة وهذا فضل من الله.

وتابع:" مرام دائما متفوقة وحافظة للقران الكريم ومتميزة في المعاملة"، موضحا أن دوره كان تهيئة البيت للدراسة مثل الجهد النفسي والمادي والدعاء أيضا.

وقال :"عندما كانوا الطلبة يتوجهوا على قاعة الامتحانات كنت أدعو لطلبة جميعا وان تحصل ابنتي الاولى على المحافظة الوسطى "

أما والدتها والتي تكاد تطير من الفرح وهي تستقبل المهنئين والمهنئات وتتحدث لوسائل الأعلام المختلفة قالت الحمد لله ربنا أكرمنا بنجاح وتفوق ابنتي التي أتمنى لها التوفيق لأنها طالبة تستحق أكثر من ذلك يكفي أنها حافظة لكتاب الله عز وجل وخلوقة ومطيعة وصادقة وتحب الخير للجميع وأشارت الوالدة إلى أنها كانت توفر لها الجو وتقوم بتلبية جميع مطالبها وكنت لا أتعبها في عمل المنزل

وتابعت والدتها والتي تعمل مساعدة مدير في أحد المدارس في دير البلح أن ابنتي مرام تتميز بقدرات عقلية عالية جدا وقدرات اجتماعية لا توصف فهي هادئة وكنا نطلق عليها في البيت اسم "حمامة السلام " لدورها في فض الخلافات بين أخوانها

وتوضح والدة الطالبة أن مرام كانت جبارة لم تستسلم للتعب والجهد وقلة النوم والمؤثرات الخارجية رغم حساسيتها العالية فهي كانت تدرس كل الوقت لا تعرف للنوم طعما كانت تنام في بعض الأحيان 3 ساعات وتضرب مثلا على أنها في أحد ليالي الشتاء حيت كانت الغرفة تلج وشديدة البرد قمت يأشعال المدفأة فقامت على الفور بإطفائها فقلت لها لماذا فردت على بكل عزيمة وإصرار وإرادة حتى لا أدفئ وينتابني النعاس !!

أما شقيقها الأكبر محمد والذي يدرس في السنة الأخيرة في جامعة الأزهر قال والأبتسامة تملا وجهه أ" أنني فخور بأختي والتي كنت متوقع لها هذا التفوق وهذه الدرجة " ويضيف كنت أعمل كل ما في جهدي من أجل توفير لها جو دراسي لدرجة أنني أعطيتها غرفتي الخاصة والتي أدرس فيها حتى أوفر لها هذا الجو المناسب "

أما ناظرة مدرستها والتي قدمت خصيصا لبيتها لتهنئتها وتقديم التبريكات باسم المدرسة لوالديها ولأسرتها نجوى المقادمة قالت " فرحتي غامرة لنجاح هذه الطالبة وغيرها وحصولها على هذا المعدل مشيرة إلى أنها طالبة تتميز بالدكاء والأخلاق الحميدة والطاعة لمعلماتها و كان همها الوحيد الدراسة ولم تعط اها لأي شبئ أخر فهي كانت تأتي باستمرار إلى المعلمات والمدرسين وتسألهم عن بعض المسائل

وعن دور المدرسة ذكرت الناظرة المقادمة أن مدرستها " بنات البريج الثانوية أ " تخرج كل عام أوائل الطالبات ففي العام الماضي خرجت نور النباهين وفي العام الذي يسبقه خرجت السابع على القطاع في الفرع العلمي حليمة أبو شمالة وألاء أبو غرقود وفي الأعوام الأخرى خرجت إيمان عيد ومجموعة من الطالبات

وقد حظيت المحافظة الوسطى في قطاع غزة والتي تضم كلا من مخيمات النصيرات والبريج والمغازي ودير البلح بأكبر نسبة من أوائل فلسطين وقطاع غزة في نتائج الثانوية العامة للعام الدراسي 2010 - 2011.

ونال أربعة طلاب من المحافظة الوسطى درجات متقدمة بين العشرة الأوائل من فلسطين في حين نالوا سبعة درجات بين اوائل قطاع غزة.

ومن بين الأوائل الثانية على مستوى فلسطين بالفرع العلمي مرام مصطفى صلاح بمعدل 99.5% والاولى على مستوى القطاع.

وفي الفرع الأدبي الطالبة سالي فتحي الثانية مكرر على مستوى فلسطين والاولى مكرر على مستوى القطاع من مدرسة ممدوح صيدم الثانوية للبنات بمعدل 99%، بالإضافة إلى الرابع مكرر الشاب الكفيف محمد غسان ابو دقة والثامن والعاشر على مستوى فلسطين.

كما حصلت الطالبة إسراء علي محمد ابو كريم من مدرسة شهداء المغازي الثانوية "أ" للبنات على المرتبة السادسة مكرر في فرع العلوم الإنسانية بمعدل 98.5%، فيما حصلت الطالبة لينه بشر مأمون عقيلان من مدرسة شهداء المغازي الثانوية " أ " للبنات على المرتبة التاسعة مكرر بمعدل 98.3%.

مبـــآرك نجـآحك وتفوقكـ مرام ولكل النـآجحين
تحيتي....~