سورية والإنفجار القريب .. ؟؟
التاريخ: 2011-04-09 01:38:20
اسوار / كتب : منار مهدي
الثورات العربية تفتح كل الأبواب المغلقة في المنطقة, والشعار إسقاط النظام, وحققت إسقاط زين العابدين وحسني مبارك والثالث والرابع والخامس في الطريق, ولكن تلك الشعارات كانت مختلفة في سورية والتي كان احدها يدعو إلى فك التحالف السوري – الإيراني, وكانت شعارات أخرى تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وبمزيد من الحريات الديمقراطية كباقي الشعوب العربية الأخرى في المرحلة الأولى من الثورة, ومن ثم تتدحرج كرة الثلج لتسقط النظام عن الحكم.
وحيث ممكن القول في سورية تتنوع الثروات والاستثمارات ، فهناك الزراعة التي تعتبر عنصرًا هامًا من عناصر الدخل القومي ، إلى جانب الصناعة الوطنية وقطاع التجارة والخدمات والسياحة وانتشار الآثار والقلاع من ناحية ومناخ البلاد المعتدل من ناحية ثانية يساهم في تطورها، ويوجد أيضًا عدد من الثروات الباطنية أهمها النفط والغاز الطبيعي والفوسفات والتي يحقق بعضها الاكتفاء الذاتي.
وتعتبر سوريا من البلاد النامية، وتصنف في المركز 97 عالميًا والـ 12 عربيًا من حيث جودة الحياة والمركز 107 عالميًا من حيث التطور البشري والمركز 111 حسب تقرير صندوق النقد الدولي لعام 2010 لتقدير الناتج المحلي الإجمالي للفرد، والمركز 64 عالميًا من حيث القوة الشرائية للفرد والمركز 75 عالميًا من حيث حجم موازنة الدولة العامة. وحيث ان النظام الاقتصادي السائد في سوريا كان في السابق اشتراكيا، وبعد ذلك الدولة أخذت تتجه نحو النظام الرأسمالي المعتدل، أو ما يعرف بنظام السوق الاجتماعي ما كفل ازدهارًا اقتصاديًا في الفترة الأخيرة.
وحقيقة إن الأمور مختلفة في سوريا عن باقي الدولة العربية, ولا سيما مع النظام الشوفيني المختبئ وراء شعارات التحرير والقومية العربية ووراء الاستعداد الاستراتيجي والرد في الوقت المناسب. وحيث على مدار أكثر من أربع عقود والمواطن السوري يعيش تحت أزمة هذه الشعارات والتحالفات مع إيران وحزب الله بدون الانتباه إلى مطالبات واحتياجات المواطن السوري والتي هي لا تختلف عن احتياجات المواطن العربي والممثلة في توفير فرص عمل وتحسين الدخل ورفع قانون الطوارئ ومزيد من ممارسة الحرية والمشاركة السياسية في الدولة.
فإن سوريا اليوم تدخل في نفق حقيقي, وفي مطالب شرعية للشباب وعلى حاكم سوريا الأسد أن لا يتعامل مع الاحتجاجات بالالتفافات والوعود للقضاء عليها وباستخدام أجهزة الأمن لقمع المطالب الشرعية للشباب, والمطلوب تغيير يؤدي إلى انفتاح وتحقيق طموح الشعب العربي السوري. وفي تقديري إذا لم يذهب النظام لوضع آلية لتنفيذ هذه المطالب في الأيام والأسابيع القليلة , فإن الأمور سوف تنفجر من جديد ولن يطفئ نارها إلا إسقاط النظام.