حماس من المصالحة الوطنية !!
بقلم : منار مهدي
حركة حماس التى لا ترى في المصالحة الوطنية خدمة لها, وإنما البقاء على قطاع غزة والحفاظ على هذا البقاء , هو الهدف القريب البعيد لحماس والتى تعمل على ذلك من عبر إستراتيجية الفشل الدائم لأي جهود تبذل من الداخل أو من دول عربية لإنهاء الإنقسام الفلسطيني القائم.
إن المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني , تتطلب الخروج السريع من حالة الإنقسام والعودة الفورية إلى الوحدة الوطنية لحماية مشروعنا الوطني وقدسنا وشعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة من حكومة نتنياهو- بارك الذي تشكل خطراً على مستقبل شعبنا الفلسطيني , مستفيدة من عدم التوقيع على إنهاء الإنقسام, والذي تهدد بعدوان جديد على غزة وكما تهدد الوجود الفلسطيني في القدس وبهدم المسجد الأقصى, وهذا يتطلب من حماس إنهاء حالة الإنقسام الفلسطيني لبناء الجبهة الوطنية العريضة. وكما على حركة حماس أن تعلم أن التوقيع على اتفاق ينهي الإنقسام , يفتح الباب لإعادة تعميق مبدأ الحوار والإعتراف بالآخر وبوقف التجاوزات على حقوق وكرامة المواطنين وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين من سجون الطرفين, ويفتح الباب إلى إعادة الإعتبار إلى لغة العقل والمصارحة والتحلي بالمسؤولية وبقبول النقد وبما يكرس التعددية والنهج الديمقراطي بالفعل, ويفتح الباب أمام الإتفاق على المشروع الوطني وإقرارها للتنفيذ, ويفتح أمام إعادة وبناء وتصليب الجبهة الداخلية لإستكمال النضال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني. وإذا كانت حماس لا تريد المصالحة وإنهاء الإنقسام فلا داعي إلى تسويق الذرائع والمماطلة والتسويف وعلى حماس أن تعلن بوضوح موقفها الحاسم والقاطع والنهائي من المصالحة الوطنية.
وحيث لازالت قوات الإحتلال الإسرائيلي تمعن في إنتهاك حقوق الفلسطينيين السياسية والحياتية في الأراضي الفلسطينية المحتلة, وحيث مازالت الإجراءات التعسفية ضد المدنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في القدس الشرقية المحتلة، والتى تهدف إلى طرد أكبر عدد ممكن من سكانها وتهجيرهم منها. وإن الإستمرار في عملية تجريف الأراضي الزراعية وهدم المنازل بإستخدام قطعان الخنازير, ومع إستمرار الحواجز العسكرية بين المدن والقرى والمخيمات، والتى تهدف إلى تحويل معظم الضفة الغربية إلى كانتونات صغيره معزولة عن بعضها البعض، وفرض قيود مشددة على دخول الفلسطينيين لمدينة القدس ومنعهم من الصلاة في المسجد الاقصي والصلاة في كنيسة القيامة مع تصاعد إستخدام القوة ضد مسيرات الإحتجاج السلمية التى ينظمها الفلسطينيون والمتضامنون الأجانب المدفعون عن حقوق الإنسان وضد إستمرار بناء الجدار العنصري وضد قطعان المستوطنين وجرائمهم المتكررة وضد مصادرة الأراضي ورفضها الإنصياع للرأي العام الدولي ، تشكل في مجموعها إنتهاكاً فظاً لقرارات الشرعية الدولية ولحقوق الإنسان.
وحيث الأمور في قطاع غزة ليست بأحسن حال من الضفة الغربية التى يستمر حصارها للسنة الرابعة على التوالي منتهكة حقوق السكان المدنيين وسياسة العقاب الجماعي وتعطيل إعادة ترميم وأعمار غزة بعد العدوان ، مما يشكل كارثة لبنية الخدمات الأساسية في القطاع وكما تعرقل وصول معظم الإعدادات من الأغذية والأدوية والإحتياجات الضرورية للسكان.
و إن أرى أن حركة حماس تريد إطالة أمد الحوار لأجل غير مسمى كي تستمر في حكم غزة وتزيل اللوم الفلسطيني والعربي الملقى على عاتقها بسبب مسؤوليتها في تعثر المصالحة الفلسطينية ، حيث لم توقع حتى الآن على الورقة المصرية بعكس فتح التي وقعت عليها. وأعتقد أن حماس لن تتعاطى مع أي جهد إيجابي عربي كان أو فلسطيني لإنجاح جهود المصالحة في المستقبل القريب.
والسؤال المطروح الآن :
هل الشعب الفلسطيني بحاجة لمزيد من الإنقسام والإنتهاكات والقمع المختلف الألوان والأحجام حتى يتحرك ؟؟
كاتب فلسطيني