أمة إقرأ لا تقرأ ... بقلم احلام الجندى
كلما قرأت عن الإحصائيات المؤسفة عن
نسبة عدد الكتب المطبوعة والمترجمة بالنسبة لعدد السكان فى العالم العربى وربما
الاسلامى كل عام ينتابني إحساس من الخزى والعار والأسف ، وذلك لأن فكرة اننا امة
إقرأ تقفذ الى ذهني مباشرة ، ذلك الأمر الالهى الذى هو أول أمر بدأت به رسالة
الإسلام ، وكلما تفكرت لماذا جعل الله هذا الامر أول أمر؟ تتفتح امامى آفاق واسعة
من المعانى فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول لنا بالقراءة نتعلم وبالقراءة نُعلم و
نعلم وبالقراءة نفهم وبالقراءة نخطط وبالقراءة نحطاط ونتحصن فلا يتسلط علينا ظالم
ولا يطمع فى خيرنا طامع ولا يستقطب ابناءنا محتل ولا يتشوه فكرهم لجهل
.
فبالقراءة نرى أنفسنا وغيرنا وكوننا ، ونعرف خالقنا وربنا، وهدف وجودنا،
وبالقراءة نتفاهم ونتفهم و نتواصل ونعبر، وبالقراءة نتفكر و نبتكر ونبدع ونخترع
ونسبق ، وبالقراءة نكون أمام الامم وإمامها ونقود زمامها فنمهد الطريق لنشر ديننا
وهداية الخلق ونجايتهم من الشطط والكفر والعذاب ، ليس حجرا على فكر وليس قهرا دون
رأى ، فلا اكراه فى الدين فهذا الدين لا يرغم أحدا للدخول فيه ، لذا كانت إقرأ اول
أمر لان من خلال القراءة والثقافة والتحاور والإقناع بالحجة والبرهان لن يجد العاقل
أمامه الا ان يلتزم راضيا مطمئنا فلا يجادل ولا يكابر ولا يعاند ، لأنه سيرى ان هذا
سيجعله اكثر استقرارا ورضا و أمنا واطمئنانا ، لأنه لا يخضع لفكر بشرى أو قانون
أرضى يتلون ويتغير بتغير المصالح والأهواء، ولكن لخالق الخلق الذى يعلم خلقه ويعلم
ما يصلح حياتهم ويقوم فكرهم ويرسخ عقيدتهم ، فالقراءة هى الوسيلة وهى الطريق وهى
الكاشفة وهى الهادية ، المهم ان نقرأ العلم النافع ، وبعد ذلك فمن اهتدى فلنفسه ومن
أساء فعليها وكل نفس بما كسبت رهينة ،
فعندما يخطر لى كل ماسبق ثم أقرأ فى
تقرير التنمية الانسانية فى العالم العربىالذى أعده برنامج الامم المتحدة الإنمائى
والصندوق العربى للتنمية الاقتصادية والعربية عام 2002أن متوسط الكتب المترجمة لكل
مليون من السكان فى العالم العربى فى السنوات الخمس الاولى من الثمانينات بلغ 4,4
كتاب ( أقل من من كتاب واحد فى السنة لكل مليون من السكان ) بينما بلغ 519 كتابا فى
المجر و920 كتابا فى أسبانيا لكل مليون من السكان ، وفيما يتعلق بمضمون هذه الكتب
وما تكشف عنه من اتجاهات وطبيعة اه
ات القراء العرب أوضح التقرير أن عدد الكتب
الأدبية والفنية مثلا الصادرة فى البلدان العربية لم يتجاوز 1945 كتابا فى عام 1996
بنسبة 8, % فقط من الانتاج العالمى ، وهو أقل مما انتجته دولة مثل تركيا التى لا
يتعدى عدد سكلنها ربع سكان البلدان العربية ، بينما تمثل الكتب الدينية 17 %من عدد
الكتب الصادرة فى هذه البلدان ، بنما لا تتجاوز هذه النسبية أكثر من 5 %فى مناطق
أخرى فى العالم
وفى البحث العلمى لا يزيد الاستثمار العربى على 5، % من الناتج
القومى الاجمالى ، وهناك نقص رهيب فى النتاج الفكرى وحسب التقرير فإن العالم العربى
ترجم 330 كتابا سنويا فقط ، أى خمس ما ترجمته دولة صغيرة مثل اليونان ، وفى السنوات
الالف الماضية ترجم العرب من الكتب ما ترجمته أسبانيا فى سنة واحدة .(1)
فمتى يفطن الآباء والمربين والتربويين والمخططين الى ان القراءة هى طريق النجاة
والنصر والعزة والطاعة فيشملوها مناهجنا التعليمية ويجروا فيها المسابقات والابحاث
واللقاءات والتشجيع ويولوا البحث العلمى والتأليف الاه
الذى يليق بأمة إقرأ ..
اللهم اجعلنا من المطيعين لأوامرك المتمسكين بكتابك وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا
بما علمتنا وزدنا علما ، وولى أمورنا خيارنا ولا تولى أمورنا شرارنا .
وصل اللهم
على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ,