كيفية حل المشكلات
vمفهوم المشكلة :
المشكلة موقف يتعذر فيه علي المرء أن يحقق هدفا معينا أو أن يجد إجابة محددة عن أسئلته ، أو يفهم أو يستوعب قضية ما أو حدثا معينا بسبب وجود عائق أو حاجز بينه و بين ما يصبو إليه و قد يتخذ هذا العائق شكل النقص في المعلومات أو جهل مبدأ أو قاعدة معينة أو غياب عناصر أو عوامل من ذوات الأثر المباشر أو غير المباشر علي الموقف .
ويمكن اعتبار المشكلة فرصة للتعلم بسبب ما تنطوي عليه من تحد لقدرات الفرد ( أو الجماعة ) أو مهاراته أو خبراته،
و يؤدي وجود المشكلة عادة علي نتائج سلبية لدي من يواجهها فيشعر بالقلق أو التعب أو عدم الرضي أوالاحباط
و اختلال التوازن و الضيق أحيانا.
و سنعرض فيما يلي عددا من المفاهيم الخاصة بالمشكلة لعل ذلك يساعد في تمييزها عن المسائل الحسابية أو الرياضية
أو العلمية التي يمكن حلها بتطبيق قاعدة أو قانون أو مبدأ معين و التواصل إلي الإجابة المنشودة .
- المشكلة موقف أو حدث يتطلب إجابة محددة وتفسيرا معينا أو معلومات
-توجد المشكلة عندما يواجه المرء هدفا و لكنه لا يستطيع بلوغه باستخدام الامكانات المتوافرة لديه لحظة إذن .
-كل موقف يحتوي علي عائق أو عوائق تحول بين المرء و تحقيق أهدافه المتصلة بالموقف.
-موقف يؤدي إلي الحيرة و التوتر و الإحباط و اختلال التوازن المعرفي و الانفعالي أحيانا ويؤدي إلي نتائج سلبية في سلوك صاحب المشكلة و في علاقاته.
v المقصود بحل المشكلة :
حل المشكلة عملية عقلية انفعالية وجدانية جسمية يتوسلها الفرد( أو الجماعة ) للتغلب علي عائق أو عقبة تقف بينه و بين بلوغه الهدف الذي حدده ، و ذلك باستخدام ما لديه و ما في مخزونه من معارف و مبادئ و خبرات و مهارات بكفاية و فعالية .
و تبدأ عملية حل المشكلة بالمواجهة الأولية و تنتهي عندما يتوصل صاحب المشكلة إلي الحل أو يبلغ الهدف المنشود و يتأكد من ذلك بزوال جميع الانعكاسات السلبية التي ترتبت علي وجود المشكلة و جميع المشاعر السلبية و التوترات التي انتابته في أثناء وجودها وقد يشعر المرء بالإنجاز و السعادة لتغلبه علي المشكلة و حلها.
v أنواع المشكلات :
المشكلات التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية سواء الحياة العملية أو الخاصة كثيرة و متنوعة المصادر و الأسباب و الحجم و النتائج فمن حيث صلة المشكلة بالإنسان يمكن تصنيف المشكلات إلي عامة و خاصة أو مباشرة أما من حيث مجال المشكلة فقد تكون المشكلة :
معرفية أو اجتماعية أو فردية شخصية (نفسية ) و من حيث طبيعة المشكلة و تعدد العناصر و العوامل المؤثرة فيها فإن المشكلة قد تكون بسيطة وواضحة أو معقدة و غامضة كما أنها قد تكون ذات طبيعة تربوية أو اقتصادية أو صحية أما من
حيث المصدر المشكلة فإن المشكلات التي يواجهها الناس من مصادر اجتماعية أسرية أو مدرسية أو داخلية خاصة أو غير ذلك .
و مما تجدر الإشارة إليه أن المشكلة الواحدة قد تصنف في عدة فئات أو مجالات في الوقت ذاته ، فقد تكون المشكلة اجتماعية خاصة و بسيطة وقد تكون اجتماعية عامة و غامضة و ناشئة عن عوامل اقتصادية . المهم في عملية تصنيف المشكلات أن يتمكن المرء من تحديد آثارها عليه, علي الآخرين الذين يتعامل معهم بشئ من الدقة و الوضوح كي يتمكن من التصدي لهل و محاولة حلها أو المساعدة في حلها .
طرائق واستراتجيات مقترحة لحل المشكلات في إطار عمليات التوجيه و الإرشاد
ليس ثمة أسلوب واحد لحل المشكلات بل هناك طرائق و استراتجيات كثيرة يلجأ إليها الناس لحل المشكلات التي تتواجد المشكلة فيه و هذا ليس حلا ومنهم من يعمد إلي إستراتيجية التجربة و الخطأ و ذلك بسبب جهله بالمعلومات و المبادئ أو القواعد التي تستخدم في التصدي للمشكلة وحلها أو بسبب النقص في الخبرة المتصلة بالمشكلة و كثيرا ما يضطر المرء الذي يلجأ لمثل هذا الأسلوب إلى هدر الجهد و الوقت و المال دون طائل أحيانا و أحيانا يصل إلي الحل المنشود و لكن بكافة عالية .
ولعل أفضل الأساليب و الاستراتيجيات لحل المشكلات هي تلك التي تقوم علي المفاهيم و الأسس و المبادئ العلمية و تتبني الخطوات المنظمة و النظامية في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات و تطبيقها و التأكد من نجاعتها قبل أثرها إلي مواقف جديدة ويمتاز الأسلوب العلمي لحل المشكلات بأنه يعتمد التكنولوجيا منطلقا للحلول و اتخاذ القرارات المناسبة و يعتمد الوضوح في تحليل الموقف وتحديد العوامل المؤثرة فيه و المسببة للمشكل ومن ثم استكشاف الطرق و الوسائل الكفيلة بتخطي العقبات أو إزالتها للوصول إلي الهدف المنشود و التخلص من آثارها السلبية و تحقيق التوافق النفسي و استعادة التوازن الانفعالي و العقلي .
و أن توضيحك للمشكلة يشتمل علي :
* تحليل المشكلة والوقوف علي مظاهر و أسبابها .
* بيان رأيك في المشكلة أو وصفك لها وماذا فعلت من أجلها .
* بيان أهدافك من تغيير الوضع أو حل المشكلة أو أيجاد ضالتك.
و أن خلق الأفكار والإبدال يشتمل علي :
* جميع المعلومات والأفكار و الآراء و المقترحات من أكبر عدد من المصادر المتيسرة .
* استمطار أفكار أفراد آخرين أو جماعات متخصصة حول الحلول الممكنة أو المتاحة .
* تشجيع الحصول علي أفكار إبداعية قدر الإمكان .
* تحديد ووصف النتاجات المنتظرة أو الصورة المنشودة للموقف ( بعد التواصل إلي الحل).
و أن تنفيذ الحل أو تطبيقه يشتمل علي :
* اتخاذ القرار المناسب أو اختيار الحل المقترح ( وضع الفرضيات ) .
* وضع خطة تتبني تنفيذ القرار الذي تم التواصل إليه .
* استخدام وتوظيف كل الموارد و الإمكانات المتوافرة لتنفيذ الحل .
و ان تقويمك للحل و المواقف يعني:
* حصر نتائج الحل ووصفها.
* مقارنة النتائج التي وصلت إليها الأهداف المنشودة التي حددت للتأكد من مدى التطابق بينهما أو عدم التطابق.
* بيان الأسباب التي حالت دون تحقيق الأهداف في حال فشل الحل.
* مراجعة وتتبع الخطوات التي اتبعت في حل لتحديد مكان الخلل أن وجد.
* متابعة الحل أو متابعة تنفيذ فرضيات أو حلول ممكنة أخري.
و ان تطبيقك لهذا الخطوات جميعها في سعيك لحل المشكلة يتطلب منك أن تمارس :
v التفكير الواعي .
v الاستدلال .
v اتخاذ القرار .
v الاستقصاء و الارتياد .
v الفهم و التفهم .
v الانفتاح و التفهم .
v الابتكار و الإبداع .
و قيامك بتنفيذ كل المهمات الفرعية التي تشتمل عليها كل خطوة كما هو مبين في أعلاه ، سيقودك ويقود تلاميذك المسترشدين إلي اكتساب مهارة التصدي للمشكلات و إيجاد الحلول لها بكفاية و فاعلية .
و عندما يقتنع الفرد بوجود المشكلة ويقرر أن يجد لها الحلول المناسبة ، فإنه ر بد من أن يمر بعدد من الخطوات و المراحل كي يصل إلي الحل المنشود ، و ليس ضرورة أن تتعاقب هذه المراحل بصورة تسلسلية دون حذف أو تبديل ، بل أنه من الممكن تغيير السياق و تبديله في ضوء خبرة الفرد وطبيعة المشكلة المطروحة ، وفي ضوء الحالة النفسية و الانفعالية السائدة لدي المرء عندئذ و الخطوات أو المراحل هي :
1) تحديد المشكلة .
2) توضيح المشكلة .
3) توليد الأفكار و الحلول البديلة .
4) تنفيذ الحل المقترح .
5) تقويم النتائج .
ومن الضروري و المهم جدا أن يتذكر المرء الذي يتصدى للمشكلة أن ممارسة الخطوات المختلفة باتجاه حل المشكلة يستشير و يتطلب ممارسة العمليات التالية :
1) التفكير .
2) الاستدلال .
3) اتخاذ القرار .
4) الاستقصاء و الارتياد .
5) التفهم و الاستيعاب .
6) التقبل و الانفتاح.
7) الابتكار و الإبداع .