القرية و بيوتها
كانت القرية تقوم على الطرف الشرقي للهضاب الساحلية التي تمتد في
موازاة البحر الأبيض المتوسط في فلسطين، وكان وسط القرية يقع فوق رقعة أرض
مستوية نسبيا، لكن بعض منازل القرية كان يقام على أراضٍ مرتفعة بالقرب من
الهضاب وكان زحف الرمال يمثل مشكلة خطيرة لأهل القرية حتى الأربعينات إلى
أن نجح السكان في تثبيت الكثبان الرملية الزاحفة، وذلك ببناء المنازل وغرس
الأشجار في الأماكن الملائمة و سياج الصبار.
في أواخر القرن التاسع عشر كانت القرية مستطيلة الشكل، تحيط بها بساتين عدة
وبركتان، وكانت بيوت القرية المبنية من الطوب مفصولة بعضها عن بعض بأزقة
رملية، ومما أورده مصطفى مراد الدباغ في كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن عدد
بيوت القرية عام 1931م بلغ 318 بيتا وقد ازداد هذا العدد حتى بلغ عام 1948 م
(700) بيت معظمها من الطين إلا القليل منها الذي بني من الحجر.
حيث يقومون بجبل الطين بالماء والتبن أو القصل وكان أهل القرية يعيشون
كأسرة واحدة، فما أن يشرع أحدهم ببناء له حتى يهب أبناء القرية لمساعدته،
فتراهم كخلية نحل يتعاونون بجد وإخلاص حتى ينجزوا ما جاءوا من أجله. وقد
تميزت جدران البيوت في القرية بسمكهـا، أما أسقفهـا فكانت تغطى بأخشاب
الكينيا أو الأثل حيث يتوسط السقف ساق شجرة سميكة قوية وتصف عليها أخشاب
صغيرة، ومن ثم يكسى السقف بطبقة من نبات (النتش) أو عيدان الذرة الجافة، و
تغطى بعد ذلك بطبقة من التراب الناعم فطبقة من الطين المخلوط بالقصل ، كما
كانوا يجعلون للبيت رفرافا من القضاب أو عيدان الذرة الجافة والتي تغطى
بالطين ، ووظيفة هذا الرفراف حماية جدران البيت من المطر وهو أشبه(
بالكشفات ) في بيوت الباطون .
يأتي دور النساء لأعداد البيت من الداخل حيث تقوم النساء بتلييس البيت من
الداخل والخارج مستخدمات في ذلك الطين المجبول بالماء و التبن الناعم، كما
ويقمن بمد أرضيته بالطين نفسه وقد اشتهرت بيوت القرية بأناقتهـا و جمالهـا،
و كانت نساء القرية يقمن بتزيين أسفل جدران البيت برسومات تشبه إلى حد كبير
ما يطرزنه على الثياب بالألوان المختلفة وتميزت غرف البيوت بسعتها إذ كانت
تتراوح مساحة الغرفة من (40-50) متراً، وفى الداخل مصطبة بارتفاع نصف متر
تقريباً، والجلسة فوق المصطبة، كما وجدت في بربرة بعض البيوت ذات الأقواس
والتي كانت تسمى باللواوين، والليوان عبارة عن أربعة أقواس وكل قوس يؤدى
إلى غرفة من غرف البيت، كما اشتهرت بربرة ببناء (العليّات)، والعلية هي
عبارة عن عريش تبنى فوق بيوت الطين، ولها إطار من الطين بارتفاع نصف متر
تقريباً وتغطى بالقضّاب أو عيدان الذرة الجافة، وأحياناً أخرى كانت العلية
تقام من أغصان الأشجار، ثم تكسى بالقضاب عن الجوانب، وتغطى من أعلى بسعف
النخل أو عيدان الذرة، ولها أبواب للدخول والخروج، وكان الصعود إليها
بواسطة سلالم من الطين أو من الخشب.
كان بيت العائلة يضم عدداً من "البوايك" والبايكة هي عبارة عن غرفة واسعة
لتخزين التبن والقصل والغلال، حيث كانت الغلال تخزن داخل البايكة في
"خوابى" وهى عبارة عن صوامع صنعت من الطين تتسع الواحدة منها لقنطار من
الحبوب تقريباً، وما يفيض عن سعة الخابية كان يخزن في آبار داخل البيت،
وكان يتراوح عمق البئر من "3-5" أمتار تقريباً، وكان البئر يبنى من الحجارة
المقوّسة وله فتحة من أعلى وغطاء من الخشب والحديد، وأما ما زاد عن سعة
البئر من الحبوب فكان يخزن داخل "مطامير" والمطمورة: هي عبارة عن حفرة في
الأرض لا يزيد عمقها عن متر وكانت تبطن بالتبن والقصل، وتخزن فيها الغلة ثم
تغطى بالتبن والقصل، ثم توضع عليها طبقة من الطين من أعلى، ومخزون
المطامير من الغلة كان يستخدم في الغالب كبذار أو علف للحيوانات، وكان في
كل بيت في القرية طابون يقام في طرف الدار، وغالباً ما كانت النساء يقمن
بصنعه منفردات أو متعاونات، وهو مصنوع من طين نقى يجبل بالتبن الناعم، وهو
على شكل دائرة قطرها حوالي "70"سم تقريباً، ويأخذ شكل القبة، وله فتحة من
أعلى يتراوح قطرها ما بين "20-30"سم تسمح بدخول وخروج اليد بالعجين والخبز،
وكانت النساء يقمن بفرش أرضية الطابون "بالرّضف" وهو عبارة عن قطع متكسرة
من الفخار، وكان الطابون يحمى باستخدام روث الأبقار والأغنام المخلوط
بالقصل.
كانت بيوت القرية تصنع من الطين كما أسلفنا، إلا أن العمارة بالأسمنت لم
تعرف في القرية إلا قبيل الهجرة بقليل، حيث أنشئ في بربرة حوالي (12) بيتاً
من الأسمنت.
أراضى القرية: القسائم والملكياتعرفت أراضى قرية بربرة بأسمائها المشتقة من طبيعة
المكان أو المرتبطة بالموروث التاريخي لها، وأراضى بربرة تمتد غرباً وشرقاً
يتوسطها الطريق العام (غزة-يافا)، وقد أقام أهالي بربرة مساكنهم في القسم
الغربي منها أما القسم الشرقي (شرق الطريق العام) فقد كان أرضاً زراعية.أما تقسيمات الأراضي وملكياتها في بربرة فكانت على النحو التالي :1-
بيت لجّوس (السويتية): وتقع جنوب بيت جرجا، ويحدها من الشرق
أراضى قرية سمسم ومن الغرب أراضى عائلة نصار وصالح، ومن الشمال بيارة
القدسي وأراضى عائلة أحمد، ومن الجنوب أراضى دير سنيد، وهذه القسيمة ملك
لآل احمد ونصار وصالح ويونس والأشقر، وأهم مزروعاتها: الحبوب والفواكه
والزيتون والخضروات والحمضيات، ومياهها جوفيه، ومن مياه الأمطار.
2- البطمة : يحدها من الشرق أرض سمسم ، و من الغرب سكة الحديد ، و
من الشمال أرض بيت جرجا ،و هي ملك لآل صالح و نصار و يونس ، و أهم
مزروعاتها : الحبوب و الفواكه و الزيتون و الخضراوات و الحمضيـات ، و
مياهها جوفيه ومن مياه الأمطار .
3- الشعف: يحدها من الشرق أرض سمسم، ومن الغرب أرض البطنة، ومن الشمال
أرض بيت جرجا، ومن الجنوب طريق دمرة، وهى ملك عائلة أحمد وصالح ونصار، وأهم
مزروعاتها: الحبوب والفواكه والزيتون والخضروات والكروم، ومياهها جوفية
ومن مياه الأمطار.
4- الجرف: يحده من الشرق خربة عمّودا وأرض سمسم، ومن الغرب
أبو الخزاين، ومن الشمال شارع بربرة، ومن الجنوب كبنية سمسم، وهو ملك
عائلة أحمد وأبى نحل ونشوان. وأهم مزروعاته: الحبوب والخضروات والكروم
ومياهه جوفيه ومن الأمطار.
5- وادي أبو نحل: يحده من الشرق أرض برير، ومن الغرب أرض الجرف
وخربة عمودة ومن الشمال شارع برير – بربرة، ومن الجنوب (كبنية) سمسم وهو
ملك عائلة أحمد وأبو نحل ونشوان وأهم مزروعاته: الحبوب والخضروات والبطيخ
والشمام والفواكه ومياهه جوفيه ومن الأمطار.
6- وادي موسى: يحده من الشرق حليقات، ومن الغرب أرض الجرف ومن
الشمال شارع برير – بربرة ومن الجنوب أرض سمسم وهو ملك نامق العلمي وعائلة
صالح ونصار أهم مزروعاته: الحبوب والفواكه والخضروات والبطيخ والشمام
والزيتون والكروم.
7- بيت سمعان: يحده من الشرق حليقات ومن الغرب أبو المشاقف و البياضة
ومن الشمال بيت طيما ومن الجنوب أرض الجرف وهو ملك عائلة أحمد فقط
، وأهم مزروعاته: الكروم و الزيتون والحبوب ويعتمد على مياه الأمطار.
8- البيّاضة: يحدها من الشرق وادي موسى ومن الغرب أرض أبى المشاقف
ومن الشمال بيت سمعان ومن الجنوب الجرف، وهى ملك عائلة نصار وصالح، وأهم
مزروعاتها: الحبوب والفواكه والخضار والكروم، وتعتمد على المياه الجوفية
ومياه الأمطار.
9- أبو المشاقف: وتقع وسط أرض القرية، يحدها من الشرق طريق برير –
الجية، ومن الغرب أرض أبى حسان وأرض المواصى ثم البحر ومن الشمال الجية
ومن الجنوب بيت جرجا وهى ملك عائلة أحمد ونصار وصالح وأبو نحل والأشقر
وصالحة ونشوان، أهم مزروعاتها: الكروم والزيتون والفواكه والحبوب
والخضروات.
10- أبو الخزاين: يحدها من الشرق أرض الجرف ومن الغرب العوّينة
ومن الشمال الشارع العمومي بين برير – بربرة ومن الجنوب بيت جرجا وهى ملك
عائلة أحمد ونامق العلمي، أهم مزروعاتها: الحبوب والبقول والخضروات
والفواكه وتعتمد على المياه الجوفية والأمطار.
11- العوّينة: يحدها من الشرق شارع بيت جرجا ومن الغرب القبالى
ومن الشمال طريق بربرة – برير ومن الجنوب بيت جرجا وهى ملك عائلة أحمد فقط،
أهم مزروعاتها: الفواكه والحبوب والخضروات
12- كرم الراس: يحدها من الشرق بيارة العلمي ومن الغرب شارع
الجية – بيت جرجا ومن الشمال أبو الكراث ومن الجنوب شارع بربرة – برير، وهو
ملك عائلة نصار وصالح، وأرضه طينية، وأهم مزروعاته: الحبوب والبقول
والخضروات والفواكه.
13- أبو الكراث: ملك عائلة أحمد وصالح ويونس وصالحة ونشوان،
يحده من الشرق بيارة العلمي ومن الغرب كرم الراس ومن الشمال أرض الجية ومن
الجنوب شارع أبو القطاط، أهم مزروعاته: الحبوب والبقول والخضروات والفواكه.
14- البصّة: ملك عائلة أحمد وصالح ونصار وصالحة، يحدها من الشرق
أبو الكراث ومن الغرب الشارع العام غزة – يافا ومن الشمال ارض الجية ومن
الجنوب طريق أبو القطاط وكانت هذه القسيمة من أخصب أراضى بربرة، واهم
مزروعاتها: الحبوب و الكروم والفواكه والخضروات، وتعتمد على المياه الجوفيه
ومياه الأمطار.
15- كرم الباشا: ملك عائلة أحمد فقط، يحده من الشرق كرم الراس
ومن الغرب الشارع العام ومن الشمال البصة ومن الجنوب شارع أبو القطاط وأرضه
طينية، أهم مزروعاته: الحبوب والخضروات، وأهم مصدر للماء فيه بركة الزكرى.
16- كرم الشريف: ملك عائلة أحمد وصالح ونصار وأبى نحل والأشقر
ويونس وصالحة ونشوان، يحده من الشرق الشارع العام غزة – يافا ومن الغرب أرض
هربيا ومن الشمال كروم القبالى،أهم مزروعاته الكروم والفواكه.
17- القبالى: وهى ملك لعائلة أحمد فقط، يحدها من الشرق شارع غزة –
يافا من الغرب هربيا ومن الشمال أرض البلد ومن الجنوب كرم الشريف، أهم
مزروعاتها: الكروم والفواكه والبطاطس.
18- الغربية: ملك عائلة احمد وصالح ونصار، يحدها من الشرق القبالي
ومن الغرب كروم مع كثبان رملية ومن الشمال أرض البلد ومن الجنوب أرض
هربيا، أهم مزروعاتها: الكروم والزيتون والفواكه والخضروات.
19- العابديات : ملك عائلة أحمد ونصار وصالح وأبى نحل والأشقر
ويونس وصالحة ونشوان ، يحدها من الشرق أرض البلد ومن الغرب كروم العنب ومن
الشمال راس أبى الهوى ومن الجنوب الغربية ، أهم مزروعاتها : البطاطس والبصل
والثوم والخضروات ، وتعتمد على المياه الجوفيه والأمطار.
20- أبو الهوى: ملك عائلة أحمد ونصار وصالح وأبو نحل والأشقر
وصالحة ونشوان، يحده من الشرق الجية ومن الغرب شارع المجدل – بربرة ومن
الشمال نعليا ومن الجنوب أرض البلد، واهم مزروعاته: الكروم والزيتون
والخضروات.
21- العيون: ملك عائلة أحمد ونصار وصالح وأبى نحل والأشقر ويونس
وصالحة ونشوان، يحدها من الشرق أرض البلد ومن الغرب البحر ومن الشمال أرض
نعليا ومن الجنوب أرض هربيا، أهم مزروعاتها: الكروم والفواكه وتعتمد على
المياه الجوفيه والأمطار.
22- الطوّال: ملك عائلة أحمد.
23- وادي العطل: ملك عائلة يونس.
24- وادي مطير: ملك عائلة الأشقر وأبو نحل.
25- الحاجر: وهى ملك لكل عائلات بربرة، وتمتد من هربيا حتى نعليا.
26- بكيتا: ملك عائلة الأشقر وأبو نحل.
27- المنيصة: وهى ملك عائلة أحمد، وقد سميت بهذا الاسم لكثرة
النياص فيها ، والنيص حيوان يشبه الديك الرومي متوسط العمر ويغطى جسمه
ريش أنبوبي شوكي ملون أبيض و أسود أشبه بالسهام يطلقه في حالة الدفاع عن
النفس .
28- قفا الصحرا: ملك عائلة احمد ويونس وصالحة وأبو نحل.
29- شعف الزنبيل: ملك لآل صالحة ونصار والأشقر.
30- الجرن: ملك لكل عائلات بربرة.
31- عجعوج: ملك عائلة صالحة و يونس، وتقع على طريق بربرة – نعليا ويخترقها وادى مسمار المؤدى إلى المجدل.
ملحوظة: أرض عامودا: ملك لجميع عائلات بربرة وتضم " الجرف ووادي أبى نحل ووادي موسى وبيت سمعان والبياضة".- ومن الجدير ذكره أن أرض البلد والتي كانت تضم
البصة وأبو الكراث وأبو الخزاين وكرم الراس والعوينة والطوّال وأبو المشاقف
والتي كانت تزرع قمحاً كانت الأوقاف تدعى ملكيتها، ولحسم هذا الخلاف على
الملكية رفع الأمر إلى المحكمة، وكان محامى الأوقاف آنذاك المحامى سعيد زين
الدين، أما اهالى البلد فقد وكلوا عنهم محامياً من يافا وصدر حكم المحكمة
لصالح أهل البلد.عاش أهالي بربرة في حارتين:1- الحارة الشرقية: وكان يسكنها آل أحمد وأبو نحل والأشقر ونشوان و عدوان.
2- الحارة الغربية: وكان يسكنها آل نصار وصالح وصالحة ويونس.
- وفى بربرة بركتان تتجمع فيهما مياه الأمطار في الشتاء هما:1- بركة الزّكرى : وتقع في الحارة الشرقية
بمحاذاة الشارع العام غزة – يافا تتجمع فيها الأمطار في الشتاء ، ويبقى
فيها الماء حوالي خمسة اشهر ومياهها للبناء وشرب الماشية.
2- بركة عابدونة: وتقع في الحارة الغربية، وهى بركة كبيرة تتجمع فيها مياه الأمطار وماؤها لشرب الماشية والزراعة والبناء.
أهم الأودية في بربرة:- وادي أم عايش : ويأتى من ارض الفالوجا إلى عراق سويدان ، ويمر بقرى كوكبة والجية ، ثم إلى بربرة ومنها إلى دير سنيد حيث يصب في البحر الأبيض