ما عاد يبتسم الصباح لجدتي

ووراءها
اغنامها


ووراءها الرؤيا التي احتضرت


وما حفلت بها ايامها


والزعتر
المنسوج فوق ثيابها


ووراءها التسعون عاما


حافلاتٍ بالعطاء


فهل نسيت
عطاءها؟


ووراءها طفلٌ يشبّ على لهيب
غرامها


يتعلم
الاشعار والالحان حين يمر من قدّامها


ووراءها احبو


اشم
الروح من انسامها


فلمن اصب الشاي بعد رحيلها


ولكم
صببت الدمع فوق ترابها


أرخت كل دموعها


وذرفت
فوق حقولها


وحرثت في بستانها


ما اهون
النكبات بعد غيابها


هل تذكرين؟


إن خانت
الذكرى


تبوح الارض


والارض
التي أعترفت بنبض شبابها


مع كل ضربة معولٍ


مع كل
رفّة منجلٍ


مع كل رشفة حنظلٍ


مع كل
شاةٍ


في يديك طعامها


هل
تذكرين؟


الارض يا (حسناء)


خلف
جدارهم


وتتاح للمستوطنين


ولا اذوق
ثمارها


ساعود يوما


حين
يحملني الحنين


الى الحجاز


هناك قد
صدقت خطاك


لسوف تتبعها خطاي


تذكري يا
جدتي.....


ورجعتِ حين رجعتِ من ارض الحجاز



غريبة لا
تذكرين


يا (نجمة) ما ردها


إلا نقاء
سماءها


إن السماء كئيبة


فمتى
تعود نجومها؟


وقبعت اعواما بلا ذكرى


بكل
مصيبة تتدثّرين


ضجرت من وجع السنين


ضجرت من
نار الغريب


ضجرت من جمر القريب


ورحت عنا
تغربين


وتطلبين جوار ربك


إن ربك
يا حبيبة


لن يرد المحسنين


.