[center][center]المونديال لن ينسى شتائم روني وبصقة رونالدو وغرور كاكا
من الأقوال الكلاسيكية التي ارتبطت بكأس العالم على مدار تاريخه إنها بطولة التمرد على التوقعات والترشيحات، خاصة فيما يتعلق بهوية البطل، ولكن مونديال جنوب أفريقيا 2010 أضاف إلى تاريخ بطولات كأس العالم بعداً جديداً، لتصبح بطولة “سقوط بعض النجوم”، بعد أن ذهبت توقعات الخبراء والجماهير بتألق هؤلاء النجوم أدراج الرياح، والكارثة أن هؤلاء النجوم لم يكتفوا بالأفول على المستوى الكروي، بل كانت لهم سقطاتهم الأخلاقية التي لن ينساها تاريخ الساحرة المستديرة، خاصة أن أحداث المونديال هي الأكثر بقاءً واستقراراً في سجلات التاريخ الكروي، ومن المؤكد أن التعثر الكروي لهؤلاء النجوم في مباريات المونديال وفشلهم في صنع الفارق مع منتخباتهم لعب دور البطولة وكانت له اليد الطولى في توترهم وارتكابهم حماقات لا تليق بنجوميتهم وعشق الجماهير لهم.
لم تتجاوز الصحف الانجليزية الحقيقة حينما أطلقت واحدة من النكات التي تعبر عن سخريتها من الأداء الهزيل للنجم الكبير وين روني في مونديال جنوب أفريقيا، فقد قالت صحيفة الميرور، إن حارس المرمى الانجليزي تمكن خلال إحدى الحصص التدريبية من التصدي لحوالي 18 تسديدة ولم يدخل مرماه أي هدف، ثم اتضح فيما بعد أن روني هو من كان يقوم بالتسديد عليه في التدريبات، في إشارة تهكمية إلى عدم تمكن الهداف الأول للمنتخب من تسجيل أي هدف، ولن ينس التاريخ أن وين روني كان المرشح الأبرز للتألق في المونديال بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع المان يونايتد فقد أحرز 34 هدفاً في 44 مباراة، وارتفع سقف التوقعات بقدرته على جلب لقب كأس العالم للإنجليز ليحقق الحلم الذي ترقبون طيلة 44 عاماً، ولكنه لم يتمكن من تسجيل أي هدف في 4 مباريات، ولم يقدم لمحة فنية واحدة وبدا تائهاً في الملعب ليسجل روني سقوطاً مدوياً على المستوى الكروي.
ولم يكتف روني بالتعثر التهديفي بل أضاف إليه سقطة أخلاقية كبيرة حينما تطاول على المشجعين الإنجليز عقب الأداء المخيب للآمال في مباراة إنجلترا والجزائر في الدور الأول، فقد توجه نحو الكاميرا وقال: “إنه شيء رائع أن تكونوا بهذا الإخلاص، كم أنا سعيد لأنكم تطلقون صيحات الاستهجان ضد منتخبكم” وجاء استخفاف روني بالجماهير ليفجر موجة من الغضب في الصحافة البريطانية، ورد عليه البعض بأن هذه الجماهير التي تكبدت مشقة السفر آلاف الأميال من إنجلترا إلى جنوب أفريقيا وأنفقت آلاف الجنيهات الاسترلينية كانت تستحق ما هو أفضل من ذلك من ورني، كما كشفت صحيفة “دايلي ميل” أن روني قام بالحجز للذهاب في إجازة إلى بربادوس قبل مباراة انجلترا مع ألمانيا بيومين، وهو ما يعني انه كان على ثقة من خروج منتخب بلاده من المونديال.
في عام 2006 وأثناء إقامة بطولة أمم أفريقيا في مصر، تناقلت الصحف ووكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية المشادة التي حدثت على الهواء بين مهاجم المنتخب المصري “ميدو” والمدير الفني حسن شحاتة حينما أمر بخروج اللاعب من الملعب، وهي اللقطة التي وصفتها الصحف البريطانية بأنها الأسوأ في تاريخ العلاقة بين لاعب ومدير فني، ولم يكن من المنتظر أن تتكرر هذه “السقطة” الكبيرة من نجم كبير ينتمي إلى منتخب كبير في بطولة هي الأهم في عالم كرة القدم، بدا النجم الهولندي مستاء من قرار المدرب فان مارفييك باستبداله في الدقيقة الـ80 من المباراة أمام سلوفاكيا في الدور ثمن النهائي، وقال فان بيرسي “نعم كنت مستاء لخروجي، لأنني في هذه الدقائق الأخيرة من المباراة بدأت أحصل على مساحات أكثر فأكثر، وكنت أرغب حقا في استغلالها”.
وأضاف اللاعب الذي لم يظهر حتى الآن بمستواه المعهود واكتفى بتسجيل هدف واحد فقط في 4 مباريات حتى الآن أن “الأهم هو التأهل ولكني كنت آمل حقا الفوز بنتيجة كبيرة”. في المقابل، أكد فان مارفييك أنه لا وجود لمشكلة مع فان بيرسي، وقال “كان بيرسي يريد إكمال المباراة وكان مستاء وهذا أمر طبيعي وليس هناك أي مشكلة”. وتابع مارفييك الذي توجه إليه فان بيرسي بنظرة غاضبة قبل أن يتبادلا الحديث في دكة البدلاء “في هذه اللحظة من المباراة، كنت بحاجة إلى لاعبين حيويين لمواصلة الضغط على السلوفاكيين”.
عقب مباراة البرتغال مع إسبانيا في دور الستة عشر والتي انتهت بخروج رونالدو ورفاقه من المونديال بعد الهزيمة بهدف نظيف، لم يتمالك النجم البرتغالي نفسه، وحينما حاولت الكاميرات التلفزيونية تتبع خطواته عقب المباراة ورصد ردود أفعاله، قام اللاعب بالبصق تجاه الكاميرا في تعبير غاضب، وهو ما أثار استياء الجميع ليسجل رونالدو “سقطة” أخلاقية تضاف إلى رصيده الفني الفقير في البطولة، حيث لم ينجح في صنع الفارق مع منتخب بلاده، واكتفى بتسجيل هدف يتيم في مرمى المنتخب الكوري الشمالي المتواضع خلال المباراة التي انتهت بفوز البرتغال بسباعية نظيفة.
ولم ينجح المنتخب البرتغالي في هز شباك أي منافس في 4 مباريات خاضها بالمونديال سوى سباعيته في مرمى كوريا، فقد انتهت مباراتهم مع كوت ديفوار بالتعادل السلبي، وهي نفس نتيجة المواجهة مع البرازيل، ثم كانت الهزيمة 0 – 1 أمام الإسبان في دور الستة عشر، وعلى الرغم من تألقه مع الريال في الموسم الأخير، وتألقه من قبل مع المان يونايتد إلا أن رونالدو أثبت انه لاعب أندية وليس لاعباًَ دولياً يمكن التعويل عليه مع منتخب بلاده.
ولم يكن لقرار حصوله على شارة القيادة في ظل وجود بعض اللاعبين الأحق بها منه في صفوف المنتخب البرتغالي أي أثر إيجابي على معنويات وعطاء رونالدو، الذي خرج بصفر كبير من مونديال 2010 خلافاً للتوقعات التي أشارت قبل البطولة إلى أنه سيكون طرفاً في صراع ناري مع ميسي وروني للحصول على لقب أفضل لاعب في المونديال.
كاكا يبخل بقميصه على الكوري!
لم يكن من الممكن معرفة بعض التفاصيل والوقائع المتعلقة بالمنتخب الكوري الشمالي إلا عن طريق تقارير الصحف الكورية الجنوبية، فأبناء الشمال يعيشون عزلة شاملة، خاصة على المستوى الإعلامي ولا يمكن معرفة الكثير عنهم، وقد أكدت الصحف الكورية الجنوبية أن النجم البرازيلي كاكا رفض منح قميصه للاعب الكوري الشمالي تاي سي بعد نهاية مباراة المنتخبين في الدور الأول، والتي شهدت فوز البرازيل 2 – 1 بصعوبة بالغة.
وأشارت الصحف الكورية إلى أن ما فعله كاكا لم يكن مستغرباً، فقد لقي أبناء كوريا الشمالية نفس المصير من النجم الإيفواري ديديه دروجبا، والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذين تجاهلوا رغبة لاعبي كوريا الشمالية في تبادل القمصان معهم. وعلى الرغم من تمتع كاكا ودروجبا ورونالدو بشعبية طاغية في كل مكان وهو ما دفع لاعبي كوريا الذين لا يعرفهم أحد لطلب الحصول على قمصانهم للاحتفاظ بها للذكرى.
إلا النجوم الكبار لم يحترموا هذه الرغبة، وهو الأمر الذي جعل لاعبي كوريا الشمالية يشعرون بالصدمة لأنه لم يكن من المتوقع أن يواجهوا مثل هذا التجاهل المؤلم. وبالعودة إلى كاكا فإنه لم ينجح في تسجيل أي هدف حتى الآن، ولم يقدم المستويات المقنعة على الرغم من ترشيحه قبل المونديال ليكون النجم الأبرز في صفوف منتخب السامبا، ولكن خطف الأضواء بحالة الطرد في مباراة كوت ديفوار، والبطاقة الصفراء في مباراة تشيلي، وهي وقائع غريبة على النجم الكبير الذي اشتهر بالهدوء والالتزام داخل الملعب وخارجه.
أنيلكا لمدرب: اذهب إلى الجحيم!
واقعة اعتراض فان بيرسي على قرار مدربه باستبداله لن تكون جريمة كبرى بالنظر إلى الواقعة التي هزت فرنسا وأثارت حالة من الغضب لدى الملايين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، فقد فوجئ العالم بإعلان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بان مهاجم المنتخب نيكولا انيلكا وجه شتائم نابية إلى مدربه ريمون دومينيك في الاستراحة بين شوطي مباراة المكسيك وفرنسا في الدور الأول، وجاء في البيان أن رئيس الاتحاد الفرنسي جان بيير ايسكاليت طلب من انيلكا بحضور قائد الفريق باتريس إيفرا تقديم اعتذار رسمي للرأي العام الفرنسي والجهاز الفني واللاعبين.
ورفض اللاعب الامتثال ليتم طرده وترحيله إلى بلاده، يذكر أن أنيلكا كان قد قال بحق دومينيك كلاماً نابياً بعد أن طلب منه المدرب أداء بعض الواجبات بشكل افضل في الملعب، وكشفت ليكيب عن طبيعة الشتائم مؤكدة أن أنيلكا قال لدومينيك: “اذهب إلى الجحيم..”.
وكان لهذه الواقعة تأثير كارثي على مشاركة الديوك في مونديال جنوب أفريقيا، فقد خرج الفريق من الدور الأول دون أن يحصل على نقطة واحدة على الرغم من وقوعه في مجموعة متوازنة كانت تضم إلى جواره جنوب أفريقيا، وأوروجواي، والمكسيك.
ومن المشاهد المؤثرة التي لن ينساها الملايين في فرنسا مشهد خروج والدة المدرب دومينيك على شاشات أحد البرامج التلفزيونية الفرنسية وهي تبكي، وطلبت مقابلة أنيلكا للتحدث معه ومعرفة دوافعه لتوجيه هذه الشتائم القاسية بحق ابنها وبحقها.
بعيداً عن المستطيل الأخضر كانت للصحف العالمية سقطاتها التي تجاوزت حدود الانتقادات المتعارف عليها، وعلى الرغم من أن هذه الصحف حاولت الدفاع عن حقوق منتخباتها إلا أن التجاوزات كانت مستفزة لمشاعر الجميع، فقد تطاولت الصحف السويسرية على الحكم السعودي خليل جلال ووجهت إليه شتائم عنصرية، واتهمته بأنه تسبب في إجهاض الحلم السويسري بمواصلة مشوار المونديال. وجاء ذلك تعقيباً على طرد اللاعب بهرامي خلال المباراة التي جمعت سويسرا مع تشيلي والتي انتهت بهزيمة سويسرا، كما نشرت صحيفة الميرور عنواناً مسيئاً لرئيس “الفيفا” ورجال الاتحاد الدولي لكرة القدم، حينما قالت: “معوقون لا يريدون استخدام التكنولوجيا في الملاعب” في إشارة إلى رفض “الفيفا” استخدام تقنيات معينة لضبط حالات الشك في تجاوز الكرة خط المرمى أو غيرها من الحالات، إلا أن بلاتر خرج فيما بعد ليقدم الاعتذار لكل من انجلترا والمكسيك على الأخطاء التحكيمية مع الوعد بمناقشة إدخال التكنولوجيا لضبط الحالات الجدلية في القرارات التحكيمية، وكانت ثورة الصحافة البريطانية قد جاءت على خلفية عد احتساب هدف صحيح للمنتخب الانجليزي من كرة تجاوزت خط المرمى خلال مواجهة إنجلترا وألمانيا في دور الستة عشر، وهي الواقعة التي تسببت في شن الصحف هجوماً قاسياً على حكم المباراة ومساعده.
[/center][/center]