من قال أن من لا يمتلك الغاز في منزله يمتلك الأكل الجاهز فهو خاطئو من قال أن الرجولة في قطاع غزة تقاس بتوفير جرة الغاز للمنزل فهو صادق لان امرأة غزاوية تخاطب زوجها ' لو كنت زلمة و إلك علاقات كان وفرت جرة غاز للمطبخ '.فحكايات المطابخ الخالية من النار لا تنطفئ ..فالرجال يقفون مكتوفي الأيدي على مداخل مساكنهم غلبهم اليأس بحثا عن كيلو غاز.أبو حسن رجل في الستين يقول عندما خلصت الجرة وأرسلتها للتعبئة منذ أسبوعين و أنا انتظر حاولت حل المشكلة بتوفير منصب يعمل على الكهرباء و لكن منصب الكهرباء لا يغلي إلا فنجان القهوة .أبو ماهر كان يتذمر من سوء الحال و يتقاتل مع أولاده لان ابنه البكر عندما يتابع مع السيارة المسئولة عن تعبئة الغاز و لأنه كسول و لم يحاول الانتظار و الوقوف علي الطابور.يقول أبو ماهر 'في منزلي 11 فردا و لا استطيع توفير الأكل الجاهز لهم و منذ أربعة أيام مللت من أكل النواشف'.ويقول أبو محمد الذي يعيل اسرة من 10 أفراد 'من حوالي الشهر لا يوجد في منزلي غاز استعنت بمناصب تعمل علي الكهرباء للطبخ رغم انقطاع الكهرباء في أحيان كثيرة' .ولكن أبو محمد يقول أن الغذاء و إعداد الطعام أصبح يحتاج وقتا أطول فان الطبخة التي تحتاج في إعدادها إلي ساعتين أصبحت بحاجة إلي أربع ساعات مع ازدياد تكلفة الكهرباء .ولكن بالرغم من شح الغاز في معظم المنازل إلا أن اغلب مطاعم القطاع لازالت تزود زبائنها بألذ ما لديها من مأكولات دون ارتفاع علي الأسعار.أحد أصحاب المطاعم الشهيرة في شارع الوحدة قال' ربما نغلق المطعم خلال أيام إن لم يتوفر الغاز و ربما يقتصر العمل علي تقديم الشاورما'.و لكن الحاجة للغاز في القطاع ليست للمطابخ فقط بل إن السيارات تزاحم المطابخ علي ما يتوفر من غاز الطبخ .ومن المفارقات العجيبة أن تزاحم السيارات المطابخ علي زيت الذرة و السيرجو أن تجد باعة على مفترقات الطرق لتزويد السيارات بالسيرج أو تشاهد سائقا يوقف سيارته علي جانب الطريق و يفتح خزان الوقود و يصب السيرج في داخل مركبته و لا تتعجب إن وجدت رائحة الأكل في سيارات النقل العام التي تعمل بالسيرج المحروق و المخلوط و لا تجد في مطبخ المنزل أي رائحة لطعام يطهى.سامر أحد السائقين يقول انه يقود سيارته المرسيدس كأنه يقود جرافة لان السيرج ثقيل جدا علي المحركات إضافة لرائحة القلي الخانقة و لكنه اختتم حديثه بالقول 'ما نحن فيه اليوم لم يكن حتي في الكوابيس '.