الرؤية الاستراتيجية للمؤسسة
معنى الرؤية الاستراتيجية:
تحديد المسار الذى تتبناه المؤسسة لتحقيق رسالتها واهدافها ،على المدى الطويل والقصيرفى ضوء ظروف البيئة العامة،سواء كانت داخلية اوخارجية وكذلك الظروف المنافسة وتحليل قواها الذاتية.
ويستخدم مفهوم الرؤية الاستراتيجية بمعنى المسار الرئيسى الذى تم اختياره بين عدة اختيارات اخرى لتحقيق رسالة واهداف المؤسسة على ضوء تحليل نقاط القوة والضعف وكذلك فى ضوء تحديد الفرص والتهديدات التى تواجه المؤسسة.
ان تكاتف الجهود من قبل رجال الادارة فى كافة المستويات للاتفاق على الاستراتيجيات المستهدفة للتحديث فى المؤسسات يعتبر من اهم الامورلنجاح الادارة لاحداث التغيير الفعال.لان وضع الرؤى الاستراتيجية للمؤسسة اصبحت من اهم المهارات اللازمة للقيادة الادارية الفعالة فى مؤسسات القرن الحادى والعشرون.وفى هذا المقام يرى العالمان:( جيمس سى كراج وروبرت جرانت)ان الاستراتيجية الفعالة تشتمل على اربعة خصائص اساسية هى:
الاهداف البسيطة طويلة الاجل.
تحليل البيئة التنافسية .
التقويم الموضوعى للمواد.
التنيذ المؤثر للاستراتيجية.
ويمكن القول ان الرؤية الاستراتيجية بالنسبة لاى منظمة هى:
الاحلام والامال العامة الكبيرة والتى يسعى الافراد او المؤسسة لتحقيقها على المدى القصير والبعيد فى ضوء ظروف البيئة العامة للمؤسسة.
وغالبا ما تتسم الامال والاحلام المطلوبة بالصفات التالية:
انها الهامية .
تثير الخيال.
انفعالية.
وعادة مايقوم صاحب المشروع فى المؤسسات والمنظمات الصغيرة بوضع الرؤية الخاصة بهاسواء كان ذلك بشكل مباشر اوغيرمباشر،امافى المؤسسات الكبيرة فلا تكون الرؤية حلم فردواحدولكن نتيجة فكرواتفاق جماعى،من قبل القيادة والعاملين على حدسواء.ويمكن ان تلعب قيادة وادارة المؤسسةدوراكبيرا فى تنمية قدرات الافرادوبالتالى طرق تفكيرهم وتجعلهااكثر قدرة على الابداع عن طريق:
التدريب المستمر من خلال الدورات والؤتمرات التدريبية. التعليم المستمروالذى يساعدعلى تنمة التفكيروتطويره.
الاه
بالبحوث والتطويرمن خلال رصدميزانيات تساعدعلى ذلك.وكل هذالا يتحقق الا بالفهم السليم لعناصر الرؤية الاستراتيجية.
عناصرالرؤية الاستراتيجية:
تعتبرالرؤية الاستراتيجية بالنسبة لاى منظمة من الامورالمهمة جدا والتى يمكن على ضوئها ن تسير المنظمة اعمالهاونشاطاتهاالمختلفة،وعليه يتطلب عندتصميم الرؤية الاستراتيجية للمنظمة الاجابة على العديد من الاسئلة المهمة،ومنها على سبيل المثال مايلى:
ما الذى يجب ان تكون عليه المنظمة خلال خمس او عشر سنوات من الآن؟
ماذا يميز المنظمة عن المنظمات الاخرى؟
ماهى الاعمال التى ترغب ه1ه المنظمة ان تقوم بها؟
وبناء على ذلك يمكن ان تحددالرؤية من خلال الامورالتالية:
ما هى حاجات المستهلك والتى تسعى المنظمة الى تلبيتها فى المستقبل؟
ماهو الشى الذى يحقق رضا المستفيد وما هى توقعاته؟
ما هو المركز الذى تسعى ان تكون عليه المنظمة؟
ما هى الوظائف المتوقع ايجادها لخدمة المستفيد؟
ماهى الاهداف التى تسعى الى تحقيقها؟
ماهونظام القيم الذى يساعدعلى تحقيق رؤية المنظمة؟
وعليه فان نظام الاجابة عن هذه التساؤلات يمثل تحديا كبيرا لاى ادارة.ولذلك ان المشكلة الكبرى تكمن فى انه نادرا ما تجد مؤسسةمن مؤسسات الاعمال سواء حكومية او خاصةتستطيع ان تحددبوضوح مرتكزات الرؤى الاستراتيجية للعمل المؤسسى.
مرتكزات الرؤية الواضحة المعالم للعمل المؤسسى:
مراجعة وتقويم استراتيجيات نظام عمل المؤسسة.
الاستعانة بالمستشارين والمعنين لتحديدالمسار الاستراتيجى.
اهم الرؤى المستقبلية للمؤسسات فى القرن الحادى والعشرين:
القدوة لمؤسسات العاملة فى المجتمع.
التصرف المحلى والتفكير العالمى.
الالتزام بخدمة المستفيدين.
زيادة التكنولوجيا وتقدير قيمتها.
الاه
بالبيئة والانسان.
متابعة التغيير المتسارع والتخفيف من آلامه.
فوائد وجود الرؤية الاستراتيجية:
تحددالاتجاه الذى ترغب المنظمة فى التحرك اليه.
تحدد الاهداف التى تسعى المنظمة الى تحقيقها.
تحديد نظام القيم الذى يدعم السلوك التنظيمى والادارى.
اختيار الاستراتيجيات المناسبة.
تحديدمجالات النشاط اللازمة لتحقيق الاهداف.
وتحقق هذه الفوائداعلاه بالتصميم الجيد للرؤية والمشاركة الفعالة من جميع فئات العمال عند اعدادها.
تصميم الرؤية الاستراتيجية لمؤسسة:
يختلف تصميم الرؤية الاستراتيجية بالنسبة لنشاطات المؤسسات،ففى المشروعات الصغيرة يقوم صاحب المشروع بتصميم الرؤية الاستراتيجية الخاصة بعمله منفردا او بمساعدة محدودة،بينما يختلف الامربالنسبة للمؤسسات الكبيرة،اذيجب ان يتم تصميم الرؤية الاستراتيجية فيها من خلال عمل جماعى مبتدئة من الادارة العليا الى الادارة الدنيا لوضعها بطريقة سليمة،وهذا يتطلب ما يلى:
الخيال والابتكار،والذى يتطلب قدرا كبيرا من التعليم والتدريب المستمرلتحقيق ذلك.
تحليل الظروف والعوامل المحيطة والقدرات الذاتيو للمنظمة.
دراسة ومتابعة التحولات التى تستجد فى حاجات المستهلك،والتطورات التكنولوجية والاسواق الجديدة،ووضع خطط لذلك.
الاه
بما يقوله المستهلك،اومطالب الخدمات لان ذلك يساعد على التفكير والابتكارفى مجالات جديدة للمنظمة.
ان تكون الرؤية من الممكن تحقيقها،وليست مستحيلة او احلاما لا تتفق مع قدرات او بيئة المنظمة.
المشاركة بتصميم الرؤية الاستراتيجية:
لتحقيق رؤية واهداف المؤسسةفلا بد من انتوضع بطريقة المشاركة،والاه
من قبل القيادات العليا على مختلف المستويات،وكذلك الوحدات الادارية والاقسام بشكل عمل جماعى ومن خلال اجتماعات وجلسات يتم من خلالها عملية استحثاث ذهنى للوصول الى افكار جديدة تفتح افاقا جديدة وتحقق التفاعل الايجابى والشعور بالوحدة والهدف المشترك للوصول الى اعلى مستوياتن الجودة سواء كان ذلك فى الاداء او التفاعل مع الاخرين.وكما يرى العالم كويجلى ان عملية التخطيط لوضع الرؤية ووضع الاستراتيجيات اللازمة للمنظمة والتى اطلق عليها اصطلاحLCPP))اختصاراCONFERNANCE LEADERSHIB PLANNING PROCESS
تتطلب عقد ثلاث مؤتمرات وفق المراحل التالية:
المرحلة الاولى:وضع الرؤية
المرحلة الثانية:وضع الاستراتيجيات والاتفاق عليها.
المرحلة الثالثة:الالتزام الكامل.
وبالنسبة للمؤسسات متعددة الوحدات فانه يجب ان يكون اكل وحدة،الرؤية الخاصة بها والتى تدعم الرؤية الاستراتيجيةللمنظمة وهذا يتطلب ان يشمل فريق العمل_المكلف بوضع الرؤية الاستراتيجية للمنظمة _جميع وحدات المنظمة وان تتاح للجميع فرصة المشاركة وابداء الاراء والمقترحات حول هذه الرؤية،والاملر المهم فى هذا الا يقتصر فريق العمل على الادارة العليافقط،لان الاعتماد على دور الادارة العلياوحدها سيؤدى الى محدودية الرؤيا. وذلك لان من شروط الرؤية الاستراتيجية ما يلى:
وضعها من خلال المشاركة الجما عية.
ان تكون مكتوبة خطيا.
ان يتم توصيلها الى جميع افراد المؤسسة.
وهذا يعنى ان الرؤية المؤسسية لا يمكن ان يتم العمل بها بدقة الا من خلال رسالة واضحة لجميع افراد المؤسسة.
رسالة المؤسسة الواضحة:
تمهيد:
عندما نتحدث عن رسالة المؤسسة فاننا نعلن للعاملين جميعا وللمجتمع قائمة بالاعمال والسلوكيات التى تتضمن رؤية المؤسسة لما سوف تقوم به،موا يميز هذه المؤسسة عن غيرها فى فلسفتها واهدافها والمجال الذى تعمل فية سواء كان هذا المجال يتعلق بالمنتجات او الخدمات التى ترغب من خلالها اشباع حاجات المستفيدين فى جميع القطاعات.وكذلك الجانب التكنولوجى الذى تستخدمه لتقديم خدماتها.
تعريف رسالة المؤسسة:
اعلان من المؤسسة لرؤيتها واهدافها،وكذلك المجال الذى تعمل فيه،وما يميزها عن غيرها من المؤسسات،سواء كان هذا الامريتعلق بالمنتجات او الخدمات ،وانواع المستفيدين الذين ترغب المؤسسة اشباع حاجاتهم،وكذلك الاساليب والجوانب التكنولوجية التى تستخدمها.
اهمية وجود رسالة المؤسسة:
تساعد على تركيز جهود الافراد فى اتجاه واحد.
تساعد على عدم تضارب الاهداف داخل الادارات والاقسام.
تحديد المسؤليات لكل وظيفة داخل المؤسسة.
تساعد فى ترشيد موارد المؤسسة.
هى اساس الاهداف التى يتم وضعها للمؤسسة.
وعادة ما تجيب الرسالة على التساؤلات التالية:
من نحن؟
ما الذى نقدمه؟
من نخدم(المستفيدين).
كيف نقدم الخدمة.
ماذا يميزنا عن غيرنا؟
شروط وضع رسالة المؤسسة:
تحديد الغرض (الهدف)الاساسى للمنظمة.
ان تتسم بالفهم والوضوح والاختصار وتثير الحماس لدى العاملين.
ان تراعى مصلحة وحقوق المتاثرين بها مثل :العملاء،العاملين،المجتمع.
ان توضح للمستفيد حاجته والقيمة المطلوب تدعيمها.
ان تكون معلنة للعاملين والمتعاملين والمجتمع عموما.
ان تتماشى مع فلسفة المؤسسة والقيم والمعتقدات الخاصة بها.
ان توضح لمن يقراها الشى المتوقع من التنفيذ.
عناصر نجاح الرسالة:
المصداقية والامانة فى التطبيق.
الانظمة المناسبة.
توفير الوقت والموارد.
ربطها بالقرارات اليومية.
وجود الاجراءات الوقائية للمشكلات.
القيادة الواعية والفعالة.
مما تقدم يرى الباحث انه يجب ان تصاغ رسالة اى منظمة من خلال مشاركة جميع العمال والقيادات حتى يتم الاندماج الحقيقى والمشاركة الوجدانية فيها عند تصميمها وقرائتها،لاننا لانريد ان تكون الرسالة مجرد لوحة معلقة على جدران المنظمة،بل يجب ان تكون شعورا حقيقيا يعيشه الموظف فى عقله وفى سلوكه وادائه اليومى سواء مع زملائه او احد المستفيدين والعملاء،وهذا لايمكن الوصول اليه الا من خلال العمل الجماعى والمشاركة.علما انه لينبغى الحذر عندصياغة الرسالة،بالا تكون ذات معنى واسع او فضفاض لا يمكن قياسه وتحديده بدقة.
ومن الامثلة على ذلك ان تقول مؤسسة ما رسالتها:(تحقيق احسن منفعة لكل من المساهمين والعملاء والعاملين).
والناظر فى هذه الرسالة يجد انها لم تحدد ما الذى تهدف الى تحقيقه بالتحديد.واما التعريف الضيق للرسالة فهو يعرف بشكل محدد وواضح فى المجال الذى تعمل فيه المنظمة من حيث مجال الخدمة والمستفيدين،اوالجانب التكنولوجى الذى تستخدمه.وبناء على ما تقدم نستطيع القول انه يكون هناك قدرمن التوازن فى طرحرسالة المؤسة بحيث تتسم بقدر من الاتساع،وفى الوقت نفسه السماح بقدر من التحديد والتركيز على ما تريد ان تحققه الرسالة.
تجديد الرؤية الاستراتيجية ورسالة المنظمة:
تواجه المنظمات هذه الايام تغييرات كثيرة بحيث اصبح عليها التكيف معها،وتستطيع اى منظمة بامكاناتها وقدراتها الذاتية ان تحقق هذا التكيف اذا قامت بمتابعة ودراسة احتياجات المستفيدين والاسواق التى تخدمها بطريقة علمية بحيث يكون هناك تناسب بين الظروف وامكانيات المنظمة. وبناء على ما تقدم نقول باختصار شديد ان التكيف مع الظروف قد يقتضى من المؤسسات تغيير رؤاها الاستراتيجية او رسالتها،ويتم ذلك بناء على الامور التالية:
مراجعة الاستراتيجيات والرسالة والاهداف والقيم والفرص والصعوبات.
تحديد المجال الجديدالذى يتم التركيز عليه والخطة الاستراتيجية لتحقيق ذلك.
الربط بين نظام الحوافز والمكافات والرؤية الاستراتيجية للمنظمة وخططها.
وجود الاهداف الواضحة: