الحافلة الأخيرة ...تفضلوا قصة جميلة !!

بسم الله الرحمن الرحيم
]اخترت هذا الاسم لهذه القصة لانها اعجبتني وذكرةتني بالاخرة ..اقروأ لتفهموا قصدي

لقد كان منظر ركاب الحافلة
المتجهة إلى المدينة المجاورة مثيراً لكثير من التساؤلات ، فالنساء يجلسن
مبعثرين بين الرجال ، وأطفال دون الخامسة عشر يحملون أدوات للعمل في مجالات
شتى .. أحدهم يصطحب الألوان والفرشاة ولكن ليس ليرسم مستقبلاً زاهراً على
لوحة فنية موقعة الحافلة الأخيرة ...تفضلوا قصة جميلة !! Gmrup12634621191

الحافلة الأخيرة ...تفضلوا قصة جميلة !! Gmrup12634621191

باسمه ؛ بل ليلمِّع أحذية المارّة من المترفين والأغنياء
مقابل مبلغ زهيد حيث سيجلس ساعات طويلة في مكان تعوده كل يوم .. وطفل آخر
يحمل أوراق اليانصيب يبيعها للفقراء المتطلعين إلى ثروة تساويهم بالمترفين
والأغنياء وثمة طفل لا يحمل سوى كيساً صغيراً وبداخله حبة طماطم ولفافة خبز
سيأكلهما في وقت استراحة الغداء في مقر عمله ..

وبين الركاب رجل ضرير يريد مساجد المدينة التي يقصدها بعيدا عن مدينته ،
وموظفون وموظفات في مدينة أخرى غير مدينتهم ... تنوع عجيب في الألقاب
الوظيفية وتفاوت في الأعمار واختلاف في الأجناس .. كل هذا في حافلة صغير لا
يتعدى ركابها انثني عشر راكباً ..

آنسة تحمل حقيبة جلدية لامعة تعمل براتب لا يوازي احتياجات لبسها الخيالي
تُتابع " الموضة " كي تظهر بمنظر لائق ، ورجل شحاذ لا يستهويه لباس ومنظر
إلا منظر النقود المتراكمة على خرقته كل يوم ، وبعضهم يلبس المدير ومنشىء الملتقى احمد حمدانيت وحزام
العنق يُخيل إلى الناس أنهم من أصحاب السلطة أو المال إلا أنهم يعملون "
روم سيرفس " أو " جرسون " أو " ميتر " في مطعم فخم ، وأطفال تنتظرهم
عائلاتهم بكامل أفرادها تعتمد عليهم في أرزاقها ، ومعلمون ومعلمات جامعيون
كان نصيبهم أن تعيّن عليهم أن يعلموا أجيالاً في مكان بعيد .

بيد أن في هذه الحافلة أشياء متشابهة بين جميع الركاب .. كان أبرزها الصمت
الرهيب ، وكذلك التحديق في اتجاه واحد فلا يحركون ساكناً وكأنهم يتأملون في
ذات المصير الواحد .. لعله العمل وأيضاً شيء آخر وهو أنهم جميعهم متوجهين
إلى العمل في مدينة أخرى بعيدا عن مدينتهم .

على كل حال لم يعد في هذه الحافلة أياً من تلك الأمور المتشابهة أو بعضها
.. فقد هبت عاصفة قوية برياح عاتية وأتربة وأمطار غزيرة شديدة السرعة تحمل
معها حبات كبيرة من البرَد تصفع الحافلة تريد تغير مسارها إلى قدر محتوم..
كل هذه المتغيرات المُناخية أتت على الحافلة فجأة ليعلو الصراخ داخلها
وتكثر الاستغاثات ويشتعل الأطفال بالبكاء ..

انكسر الصمت المشترك وتوزعت الأنظار وكذلك تنوعت الوجهة بين أمل الكبار في
الجنة والصغار الخائفين من الموت وجهنم التي تنتظر الكثير منهم .. المصير
الواحد الذي يتحكم به بعد الله هو السائق وحده الذي أطبق على المقود بحذر
شديد ونظرٍ متلفت سريع إلى زاوية أكثر أمناً فالطريق ما زالت خطرة جداً ،
فرب انزلاق هوى بهم إلى الموت أو صخرة تقع من أعلى الجبل أو أي جسم غريب
يودي بالحافلة أو أي تصادم مع حافلة أخرى أو أي قدر مخبئ لهم لا يعلمه إلا
الله .

ومع هذا وذاك ... فلم يكن مشهد الصمت غريباً وكذلك المشهد الآخر وإنما رجل
كان محسوباً على المعاقين بصرياً يظهر وكأنه كفيف البصر يرتدي نظارة سوداء
ويحمل عصاً ليس ليتكأ عليها وإنما ليتحسس بها طريقه .. يرتدي جلابية مرقعة
وممزقة ، تتدلى على صدره لحية كثيفة طويلة ، يختلط بها البياض مع السواد
وحتى مع لون الحنة الحمراء ، ينتعل في رجليه حذاء لم تر عين مثله ، فكل
رِجل تنتعل فردة مختلفة عن الأخرى كل الاختلاف باللون والشكل ، مهترئتين ،
تظهر أصابع قدمه منهما عاريتين متسختين ، يصطحب معه قطعة قماش يلفها تحت
إبطه كانت أشد قوة وتماسكاً من جلابيته ، ربما ليجلس عليها ويجمع الصدقات
ومع هذا فليس غريباً هذا كله ..

لقد تجرد من شخصيته هذه فور تغير المُناخ فأزاح نظارته وهو لا يدرك
إلا شيئاً واحداً هو " التوبة النصوح قبل الهلاك " فتبين أنه من المبصرين
ثم توالت الدهشات التي لم تكن مدهشة في وقتها نظراً لانشغال الركاب بمصيرهم
ولكن عندما هدأ كل شيء ووصلت الحافلة إلى موقفها بسلامة تبين أنه من غير
لحية فقد كانت اصطناعية ثم تبين كذلك أن وجهه وجه رجل شاب وليس كهلاً فقد
كان يلون وجهه ببعض الماكياجات النسائية .. ولكن الشيء الذي أدهش الركاب
أثناء العاصفة هو كثرة صراخه وسرعة كلامه بعد أن كان يتلعثم بحروفه ،
وتجرده من أفعاله القبيحة أمام اعترافاته المتوالية على مسمع الجميع يريدهم
أن يشهدوا له بالتوبة أمام الله قبل فوات الأوان .

وماذا عليه الآن أن يفعل فالجميع قد توجه إلى عمله إلا هو ، فقد انكشف أمره
ولا يستطيع أن يفعل شيئاً لأنه ما زال بين شخصين .. فلباسه ما زال على
جسده و نعاله ذو الفردتين ، وكذلك احتار بين مدينتين ..

منقول

ولا يستطيع أن يفعل شيئاً لأنه ما زال بين شخصين .. فلباسه ما زال على
جسده و نعاله ذو الفردتين ، وكذلك احتار بين مدينتين ..
ذالك جزاء من ذكر ولم يعتبر .
و Exclamation

لقصتكـ التي تعظ وتذكر
ودمت في المقدمه كالجبل الاشم بين القمم.

مشكور على القصة
وبارك الله فيك

يسلموو

ينقل لقسم ... قصة قصيرة !!

مشكورين للردود الجميلة ..واعذروني على الخطاء في مكان القصة !!

الحافلة الأخيرة ...تفضلوا قصة جميلة !! 707583

» تفاصيل الحلقات الأخيرة من مسلسلات رمضان
» (( العبارة الأخيرة هي اللي اجبرتني انقل الموضوع ))
» الرسالة الأخيرة, لحظات الموت حتي تعرفي حبي ليكي
» الحلقة الخامسة و ~[[[ الأخيرة ]]]~ من مغامرات A7mad ايام توجيهي
» صور زنزانة صدّام التي قضّى فيها أيامه الأخيرة