صَرْخَةُ الصَمْتِ_وللصَمْتِ مَدَى_
دونَ صَوْتٍ جَلـْجَلـَتْ دونَ صَدَى
هَـتـَـفـَـتْ حـُبّـاً شـَجـِيّاً لـَحــْـنــُهُ
مِـثــْلـَمَـا شــَادٍ عـلى قــَبْـرٍ شــَدَا
قــد يُغـَنِّي الطـَيْرُ في مَــذْبَــحِـهِ
وَزُعَافُ المَوْتِ في حَــدِّ الـمُدَى
وفــؤاديْ هَـــبَّ مِــنْ غــَفــْوَتِــهِ
بــعــدَ أعـــوامٍ بـهــا قــد رَقــَدَا
أَيْـقـَــظـَـتـْهُ صَــرْخــَةٌ صـامـتـــةٌ
فــَانْـثَـنَى سَيْراً على غـــيرِ هُــدَى
يَرْسُمُ الـخـَيْـبَةَ في أمْـسٍ مَضـَى
وَغــَدٍ مـا أَتـْـعَــسَ الـحَــظَّ غــَدَا !
حـاضِـــرٌ يَـذوِيْ ومـاضٍ وَغــَدٌ
هـكـذا عُـمـْرِيَ قـد ضـاعَ سُدَى
لم يـخـفْ يـوماً سـهاماً مـِنْ هـَوَى
ويخافُ الـيومَ مـن سـهـمِ الـردى
*** * ***
شـادنٌ تـأمُـلُ مــنْ نــبــع الــهـوى
شـَرْبَـةً تـشـفـِـيْ بـها نـَـقـْـعَ الصَدَا
فأتــتْ تــرنــو بــِطـَرْفٍ ســاهـمٍ
وَيَــدٍ تــرجـُـفُ لا شـُــلـّــتْ يــــدا
وخُـطـًى تــَعْـثــُرُ في دربِ الهوى
مـثــلَما طـفــلٌ بــخـطـوٍ قـد بــدا
بـفــؤادٍ نـَـــبَــتَ الـــحُــــبُّ بــهِ
وَنَـمـا يَــسْــقِــيْــهِ طــَلٌّ وَنَـــدَى
قــبــلَ حِـــيْــنٍ بـدأتْ رحـلـتــُهُ
بـئـسَ_ إذ فـاتَ الأوانُ_ الـمُـبْـتَدَا
وَاسْـتـَوَى سِــرّاً بــِلــَيْـلٍ أَلـْـيَـلٍ
وكـسـاهُ الــصـمــتُ ثــوبـاً أسـودا
غـابَــت الأنــوارُ عــنــه فـاخـتفى
مَــنْ يَــرَى إنْ عــاشَ لَـيْـلِاً سَـرْمَدا ؟
*** * ***
أيُّـها الـحُــبُّ تــأخـَرْتَ فَــدَعْ
لـَـوْمَ مَــعْــذُوْرٍ إذا الــعــُذرُ بَـــدَا
كم قرَعْتَ البابَ تَرْجُو فــَتــْحَهُ
إنّــمــا تــَـقْــرَعُ بــابــاً مُــؤْصَــدَا
لن يَعُودَ الــقــلــبُ يوماً للهوى
لــيــسَ كُــلُّ الـعَــوْدِ دَوْمــاً أحْـمَدَا
فـشجا الـعـشّـاقِ مــا يأسرني
أَتــْهَمَ الـعـِشـــْقُ بــهــِم أوْ أنــْجَــدَا
*** * ***
يــا حــبــيــباً بــاحَ بــالــودِّ الذي
ظــلَّ مــكــتــوماً عــلى طــولِ الـمدى
لا تـَــسَـلــْـنِيْ كــيــفَ لــم آبَــهْ لــَهُ
لــَـسْــتُ بــالــسِــرٍّ عــلــيـمـاً أبَــدَا
*** * ***
أيُّــهــا الــبـَيّـَاعُ يَــبْــغـِيْ مَـكـْـسَـباً
إنّ سُـــوْقَ الـحُــبِّ عِــنْـدِيْ كَــسَـدَا
جاءَ مَنْ يَشـْرِيْكَ فــَلـْتــَهْنـَأْ بــِهِ
رَبـِـحَ الــبــَيـْعُ فلا تـَقــْبــِضْ يَـدَا
وَاغـْنـَمِ الـعُــمْـرَ نـعـيـماً غامِراً
وَاحْيَ في يَـوْمِــكَ عَــيْــشَ الـسُـعَـدَا
وَدَعِ الأمـــسَ ومــا مــَرَّ بــِهِ
إنّ أحْــلَى الـعُــمْـرِ تــلــقــاهُ غَــدَا