ملحمة جلجامش هي
أطول
.واجمل نص أدبي وصلنا من ثقافة
المشرق العربي القديم
وقد شاع هذا العمل عقب تأليفه حوالي
1800 ق .م في جميع
.أرجاء المنطقة ، وترجم إلى عدد من
اللغات الحية
تروي الملحمة عن
حياة واعمال جلجامش
ملك مدينة اوروك السومرية
وتحتوي على تأملات في الإنسان
. ومسألة الحياة والموت ومعنى الوجود
إطـــلالـة عـلـى
مـلـحـمـة كـلـكـامـش
حــفــل تاريخ العراق بالعديد من
الشخصيات والأحداث التي تركت اثارا سلبيه تاره وايجابية تارة اخرى ، ولم
يكن تاثيرها مقتصرا على العراق فحسب بل انها امتدت واستحوذت اه
عقول
العديد من مفكري ومؤرخي باقي الحضارات . ومن ضمن تلك الاحداث شخصية الملك
جلجامش او كلكامش صاحب الملحمه الشهيره .
وبما ان اغلب العراقين خاصة وأخواننا العرب بشكل عام ليست
لديهم ولو الفكرة المختصره عن ملابسات ملحمة كلكامش الخالده عبر الازمان
والمهمه في تاريخ أدب وحضارة وادي الرافدين.... إرتأينا ان نقوم ولو ببحث
مختصر لسـرد ملابسات حياة هذا الملك السومري ونتمنى ان نكون قد وفقنا في
ذلك .
ملحمة كلكامش !!
اكتشفت هذه الملحمه
السومريه ولاول مره وبالصدفه عام 1853م ، مكتوبه بخط مسماري وعلى 11 لوحه
طينيه ..... وعرفت فيما بعد انها تعود للمكتبه الخاصه والشخصيه للملك
الآشوري آشور بانيبال في مدينة نينوى في العراق ، الالواح الطينيه الان
مكتوبه باللغه الاكاديه ومحفوظه في المتحف البريطاني ، وتحمل في نهاية هذه
الالواح او الملحمه توقيع شخص اسمه شيت ئيقي ئونيني الذي يتصور البعض انه
كاتب الملحمه . ملحمة كلكامش تعتبر من اقدم القصص التي كتبها الانسان .
كلكامش (ملك أورك) لم يكن مقبولا او محبوبا من قبل السكان ، حيث تنسب له
الممارسات السيئه منها ممارسة الجنس مع كل عروس جديده وايضا تسخير الناس في
بناء سور ضخم حول المدينه أورك .!ا
قام السكان بالابتهال والدعاء الى
الآلهه لكي يجدوا مخرجا من ظلم كلكامش .... فاستجابت لهم الآلهه وقامت احدى
الآلهات واسمها أرورو بخلق رجل وحشي مشعر غليظ يعيش في البراري ياكل
الاعشاب ويشرب الماء مثله مثل باقي الحيوانات بمعنى انه كان النقيض
ا
مع شخصية كلكامش ، الا وهو
شخصية
أنـكـيـدو.
كان أنكيدو ينقذ الحيوانات من شباك
الصيادين الذين كانوا يقتاتون على هذا الصيد، فقام الصيادون برفع شكواهم
الى الملك كلكامش والذي بدوره أمر احدى خادمات المعبد بالذهاب واغراء
انكيدو ليمارس الجنس معها ..... وبهذه الطريقه سوف تبتعد الحيوانات عن
مصاحبته ويصبح أنكيدو مروَضا ومدنيا ، ويخرج من حالة الوحشيه التي يعيشها
... حالف النجاح خطة الملك كلكامش وبدات المهمه باحدى خادمات الآلهه عشتار
واسمها شامات ، قامت الخادمه شامات بتعليم انكيدو الحياة المدنيه وكيفية
الأكل والشرب ، فقد كانت الخادمه شامات تقص لأنكيدو كيف ان كلكامش يدخل
بالعرائس قبل أزواجهن ، وعندما سمع أنكيدو هذا الموضوع استشاط غضبا وقرر
مصارعة كلكامش لكي يجبره على ترك هذه العاده،
وفعلا يتصارع الاثنان بقوة وشراسه عاليتين لانهما متقاربان
في القوه ولكن في نهاية المطاف ينتصر كلكامش على أنكيدو ... وبعد هذه
المصارعه يصبح الأثنان صديقين حميمين. كان كلكامش دائما يحاول القيام
باعمال عظيمه وجباره ليكون اسمه خالدا ، فقرر يوما من الأيام ان يذهب الى
غابة اشجار الأرز ليقطع جميع اشجارها ، ولكي يحقق هذا الفوز عليه القضاء
وقتل حارس الغابه المخلوق العجيب والضخم وقبيح الشكل والمنظر واسمه هومبابا
.. ومن الجدير بالذكر ان غابة الارز هذه كانت المكان الذي تعيش فيه
الآلهه،كما يعتقد ان المكان المقصود يقع قي منطقه مابين ايــران و
البــحريـن .
الصراع في الغابه !!
يبدأ كلكامش وصديقه الحميم أنكيدو
رحلتهما نحو غابات الارز وعند وصولهما يبدآن بقطع الاشجار ، واذا بحارس
الغابه هومبابا قد اقترب وبدأ قتال عنيف مابين كلكامش وانكيدو من جانب
وخصمهم هومبابا من جانب اخر ، فتمكنوا من قتل هومبابا . بعد مصرع هومبابا
بدأ اسم كلكامش ينتشر وشهرته اصبحت واسعه بين الامصار وعندها حاولت الآلهه
عشتار بالتقرب من كلكامش للزواج منه لكنه رفض هذا المشروع جملة وتفصيلا ،
فاحست عشتار بالاهانه والغضب وطلبت من والدها آنــو إلـه السماء ان ينتقم
لها ، عندها يقوم آنــو بارسال ثور مقدس من السماء لقتلهم لكن أنكيدو يتمكن
من الأمساك بقرن الثور ويقوم كلكامش بدوره بالاجهاز عليه وقتله .
عشتار
وبعد مقتل الثور المقدس يعقد الآلــه
آنــو اجتماعا طارئا للنظر في كيفية معاقبة كلكامش وأنكيدو ... فقرر الآلهه
على قتل أنكيدو لانه كان من البشر اما كلكامش فكانوا يعتقدون ان في عروقه
تسري دم الآلهه من جانب والده الذي كان آلهة ... فبدأ المرض المنزل من
الآلهه باصابة أنكيدو الصديق الحميم لكلكامش وليموت بعد فتره .
رحلة كلكامش وبحثه
عن الخلود!!
اُصيب كلكامش بحزن شديد بعد موت
أنـكيدو، فرفض ان يقوم ايّ أحد بدفن جثته ولمدة اسبوع حتى بدأت الديدان
تخرج من جثة أنكيدو وبعدها قام كلكامش وبنفسه بدفن صديقه الحميم . لم يتحمل
كلكامش هذه الفاجعه فانطلق شاردا خارج مملكته أورك وقد تخلى عن ثيابه
الفاخره مرتديا جلود الحيوانات لاسيما الحزن العميق ..... في الحقيقه كان
كلكامش خائفا في قرارة نفسه من الموت القادم له ،لأن الخلود فقط للآلهه
وليس للبشر من امثاله ، ولكي يجد كلكامش ســر الخلود عليه ان يجد الأنسان
الوحيد الذي وصل الى تحقيق ذلك ألا وهو
(اونتابشتم) والذي يعتبره البعض مشابها
جدا إن لم يكن مطابقا لشخصية النبى نوح عليه السلام في الديانات اليهوديه
والمسيحيه والأسلاميه .
بعد عبوره للبحار والمصاعب التقى
كلكامش بأونتابشتم وبدأ الاخير بســرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بامر
الآلهه ، وقصة الطوفان هذه شبيهه جدا بقصة طوفان النبي نوح (ع) وكيف ان
اونتابشتم وزوجته نجوا من هذا الطوفان وكيف قررت الآلهه منحهم سمة الخلود
.... بعد ان لاحظ اونتابشتم اصرار كلكامش في سعيه نحو الخلود ، قام بعرض
فرصة على كلكامش ليصبح خالدا مثلهم ، هذا اذا تمكن من البقاء يقظا دون ان
يغلبه النوم ولمدة 6 ايام و 9 ليالي فانه سيحصل على الحياة الابديه ....
ولكن كلكامش فشل في هذا الاختبار ، إلاّ انه ظل يلح ويصر على اونتابشتم
وزوجته في ايجاد طريقة اخرى للخلود .
وهكذا تشعر زوجة اونتابشتم بالشفقة والرأفة على كلكامش
فتدله على عشب سحري تحت البحر بامكانه إرجاع الشباب الى كلكامش ... عندها
يغـوص كلكامش في اعماق البحار ويتمكن من إقتلاع العشب السحري ذاك .
الملك جلجامش
عودة الملك كلكامش
الى مدينة أورك!
بعد حصول كلكامش على العشب السحري الذي
يعيد نضارة الشباب وحيويته ، قرر ان يأخذ هذا العشب الى أورك ليجربه على
رجل طاعن في السن قبل ان يتناوله، ولكن ولسوء الحظ وفي طريق عودته وعندما
كان يغتسل في النهر قامت احدى الافاعي بسرقة العشب وتناوله ..... فرجع
كلكامش الى أورك خالي اليدين ، وبيمنا هو يقترب من مملكته شاهد السور
العظيم الذي بناه(على اكتاف السكان) حول أورك ، فــفــكــر في قرارة نفسه
ان ضخامة وعظمة هذا السور هو الكفيل الوحيد الذي بواسطته يـُخَـــلــّـد
اسـمـه .
وفي النهايه تتحدث ملحمة كلكامش عن كيفية موت كلكامش ومدى
حزن سكان أورك على وفاته .
جلجامش يصرع اسد