الصرخاات
والشمس آفلة خجلى من صدود أشعتها احتواء بعض همومي،
لمحتها تتردد في الانزواء جهة الأفق الكليح، و رمادي زبد الموج المسابق خفق القلب إلى حافة البحر،
تركت جسدي المثقل بأحمال الخوف من تملك النعي من نفسي،
يهوي فوق منثور الحجر، أراوح بين المسنون منه و المستوي،
وحده السكر يسعفني في تلمس الطريق إلى مهادنة نزف الجرح،
تجذبني مرايا الذاكرة، فيلقى بي في غياهب الحضور المعلق بألسنة غبش الغروب:
هنا اقتعدت مثلي حافة البحر بانتظار الرحيل الموعود،
أقرأ لها أسماء المراكب تعبر إلى الضفة الأخرى فتعاند التهجي في لساني الواجف من سقوط الحروف:
إنك لا تقرأ إلا ما تحب أن ترى انعكاسه في أعماقك،
سفينة '' أطلس '' مرت منذ قليل، اقرأ جيدا، وابتسمت.
كانت تعرف أنني أرسم من فيض عينيها أحلاما قزحية،
و أني حين أسعف بلقائها، أتحلل من خوفي على نفسي وعليها،
كنت حينها أمسك بالجيد يعبث الريح حواليه بخصلات شعرها الفاحم،
مازالت يداي مغلولتين يسند رغبتهما تضايق الاستواء،
سألتني عما بي اليوم، وجدتني غريب الأطوار في نظراتي إلى تفاصيل جسدها المنحل أمامي برائحة البحر:
ربما يكون اشتهائي الذوب فيك حتى التلاشي،
ابتسمت وقالت :
الكون يشهد أنا تكاشفنا بكل أشيائنا مرة ومرات،
فلماذا تعيد الحديث عن تفجر الرغبة في الرغبة؟
أخجلتني كما خجلت أول عرينا يدثرنا الليل، لكنني ابتسمت،
و تسرب بداخلي صوتها الساكن أوصالي صمتا حادا كالغربة:
لماذا لا تفتأ تردد على مسمعي خوفك من الموت؟
أليس قدرا محتوما نحن على أبوابه في لائحة انتظار؟
لأنه سيفرق بيننا تاركا وراءه قصتنا الجميلة،
قالت وحمرة تراود بياض العين الباردة،
قلت: محض سراب،
لم أدرك أنني أعيد نفس العبارة للمرة الألف أو أكثر، فابتسمت واضعا بحنو العاشق ما استطال من ذراعي على كتفها الأيسر،
دنت مني تدفن رأسها في حضن صدري،
كم كان مؤلما حضن سراب الغياب، لعلي في الكأس الخامسة،
انتصاف قرص الشمس يوازي انتصاف قنينة الخمر،
أعرضها للاختراق فتبدو بوجهين،
وجه لامرأة ماتت فارتحلت دوني،
ووجه لخيال ما استبقت الشمس من ضوء على حافة الأفق الكليح.
يسألني العابرون على ذكراها بألوية الشك البارق في العيون:
بماذا تقسم أنها منك وفيك ليست حكاية حب قديمة؟!
أجيب وحلف يميني آيات من سورة العشق الذي يسكنني لسواها :
بقبر أمي وحب الجنية الغجرية التي ملكتني لما استبقى لي العمر عهدا على واحدة أشهد ألا امرأة أغوتني إلا هي:
ما كان بيني وبين الراحلة قبلي أكثر من شبه في الفقدان على حافة الموت حتى التماهي.
غاليتي ريمية
تجذبني مرايا الذاكرة، فيلقى بي في غياهب الحضور المعلق بألسنة غبش الغروب:
هنا اقتعدت مثلي حافة البحر بانتظار الرحيل الموعود،
أقرأ لها أسماء المراكب تعبر إلى الضفة الأخرى فتعاند التهجي في لساني الواجف من سقوط الحروف:
إنك لا تقرأ إلا ما تحب أن ترى انعكاسه في أعماقك،
الاعتراف لغة التخفف من الثقل العاطفي
تبدو في الأفق ثمة مفارقة مؤلمة بين اتصال قائم في الزمن وانفصال دائم في المكان
هو صراع الاستباق لما تبقى من العمر المغلف بالغياب
ريمية
للحب لغة جميلة تشبه سكون شفيف ...ترفع معول الهدم في وجه الحزن واليأس
تزرع المنى بريقا يحيل تصحرات العمر لواحة يخضر لها النبض
ولحرفك الأجمل