الأنفاق كانت بمثابة الزلزال الذي يقض مضاجع الاسرائيليين يومياً ويجعلهم يبحثون عن الانتقام من الشعب الفلسطيني بشتى الطرق والوسائل ناهيك عن الحصار الظالم ،
وتثير الأنفاق في مدينة رفح الفلسطينية علي الحدود مع مصر قلقاً إسرائيلياً متزايد بسبب فشلها طوال السنوات الماضية في الوصول إلي طريقة ناجحة في التعامل معها والخسائر البشرية التي لحقت بهم جراءها وسجلت السنوات الماضية فشلاً ذريعاً للجيش الاسرائيلي في وقف حرب التهريب عبر الأنفاق وفي حال أصر المهربون على أنها أيضاً بالنسبة للمصريين والفلسطينيين معاً أن التجار يستفيدون من هذه الأنفاق حيث استعمل أول نفق يوم 26 سبتمبر ، أيلول لعام 2001 م . أعجب كثيراً وللمرة المليون حينما لا أجد أحدا من الكتاب أو المحللين السياسيين يكتب مقالاً صادقاً تجاه هذه الأنفاق والكثير من القضايا العالقة التي لا تخدم قضيتنا ولا أبناء شعبنا بل تزيد من ظاهرة الفلتان الأمني وفوضي السلاح والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى ... ولكن سأتوقف قليلاً عند قضية غاية الأهمية وهي الإذاعات المحلية والمواقع الالكترونية في تناقل الأخبار ، لماذا هذه الإذاعات والمواقع تقول بأن الأنفاق تستخدم للمقاومة بالمقابل أن كثيرين من سكان مدينة رفح الشريط الحدودي مع مصر وغيرهم يقولون على الملأ بأن هذه الأنفاق تستخدم للتهريب فقط ...!!! للأسف أن البعض من أبناء الشعب الفلسطيني يتعامل مع قضية التهريب أنها عمل وطني ، بل الحقيقة هي العكس ، جميع دول العالم تتعامل مع ظاهرة التهريب " بأنها ظاهرة خطيرة جداً " ولكن هل في الوقت الحالي تجاره السلاح عمل وطني ، والأغرب أن المسؤولين عن هذه الأنفاق يخسرون مبالغ باهظة لحفر النفق الواحد ولكن إذا لم يجدوا سلاحا للتهريب كيف لهم أن يعوضوا الأموال التي تم صرفها في حفر النفق ، فبالتالي الطريق الوحيد لكي يعوض المبلغ هو تهريب الأشياء غير المشروعه مثل اللحوم الفاسدة والكحول والمخدرات ... الـخ ... والتي تدمر كافة شرائح الشعب الفلسطيني وهذا يصب في نهاية المطاف لخدمة أشخاص بعينهم محدودين ولا ينتمون لشعبهم ووطنهم .