بسم الله الرحمن الرحيم... اللهم صلى على محمد و على آل محمد
نعم ، إنها حياة بعد حياة، نور بعد ظلمة، .... ما أجمل تلك اللحظات وما أسعدها من ساعات،
هي تلك التي يعود فيها كل شي لمكانه وتستقر كل جارحة في عملها هذه اللحظات
وإن كانت لحظات ولكن وصفها لا يكون في أسطر وورقات، فيا هنيئا لمن تلذ ذبها
واستأنس بها حتى أكثر منها في حيات، كيف لا وقد أحس فيها الراحة والسعادة المنشودة.
إنها ساعة التوبة، ساعة الذل والانكسار لله عز وجل،يخر
فيها العبد معترفاً بذنبه وتقصيره مقراً بخطيئة وجرمه يرجو محوها ويدعو الله أن
يزيلها وقد عرف أن الله سبحانه لم يخلقه عبثاً ولاسدى فيتحسر على ساعات مضت في غير
طاعة وعلى أوقات ضاعت بلا فائدة حتى إن القلب ليأزر إلى مكانه شوقاً لعمله، فخشوع
وخضوع وبكاء ودموع، نعم قد تدبر :( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا
ترجعون ) سورة المؤمنون . فاستيقظ من غفلته وهام على وجهه يريد المخرج فلم يجد إلا
: (ففروا إلى الله) : سورة الذاريات فتعجب من حاله . أخاف من الله ثم التجئ إليه
فجلس يحوم ويحوم حتى أتاه الفرج من فارج الهموم ومنفس الكروب فتحرك قلبه طرباً
عندما سمع: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) : سورة الزمر فلم يتمالك نفسه إلا أن
بكى وبكى كما يبكي الطفل شوقاً إلى أمه.
فهل يا ترى عرفتم لماذا كانت هذه اللحظات من أسعد
اللحظات ؟ ليس جواب ذلك بأن تقول نعم . بل قم الآن وجرب حياة السعداء لتجد ما كنت
فاقده من سنوات وسنوات وأبشر فإن الذي دعاك لذلك لن يخيبك ولن يردك