رحلة مرعبة في قلب إنسان..

عدتها في أحد الأمساء.. غادةٌ تكتنز بالحنطة والذهب، وكنا نحن النسوة نتحلق في مجلسها المزدان بالشوكولاه وحبات الفاكهة الطازجة وأسرة السرور تبخر أرواح المكان.. كانت تسامرنا وتضحكنا مثل عشية عيدٍ قادم قامت لأجله الزغاريد، كنا وكانت ونحن نتساءل أين منا تلك الزهرة المائتة المكفنة بالسواد والمرض خلقاً وخلقةً، تلك التى كانت في زهد لقاءاتها معنا تفرش العويل وتندب الحظوظ فتزعج حواسنا كما يزعجها الهواء الفاسد السابح معها... لم تكن هدهداتنا لتبرد غلة عطشها للموت والرحيل، حيث كان ثمة بركانٍ يشدد من عزائم تهواءاتها ليصعد بها إلى أرواح القاطنين في قلب الموت.. حتى جاء خبر وفاته "هو" زوجها الحبيب، يا الله كم كانت تحبه! وهو "الدونجوان" اللامبالي والمتسيد على عرش رماد الأجيال، كان بحق تحفة فنية قادرة وحاضرة على السحر والغزل لم تكن تستطيع وأنت الرائي أمامه سوى الإنجذاب أو أقله الإستلطاف لشخصه، بسيطٌ كما الخبز ورقراقٌ كما الماء دائم الضحك والإضحاك، و"هي" إلى جانبه كانت كما كانت صفرٌ شامل لمحتوى إنسان إلا من هموم عاشقات ومعشوقات مضافٌ إليه مسؤولية الأولاد وشؤون بيتٍ كان دائماً على شفير الضياع لولاها.

وأخذت بالإرتحال إلى قلبها "رحلةٌ مرعبة في قلب إنسان".. هل يتجرأ خلدي على المقارنة؟!.. هل استنشقت بحبٍ رائحة وجوده البشري المحترق؟! هل عانقت تلك الدقائق بعيد موته حين لاحت لها تباشير حريتها؟! هل وقفت جامدة جمود الآسف أم أن رحيله نفخ الأنفاس في ميتوتها؟!.. هل تشابه عليها أوجه المعزين حتى بانت لها كما المباركين؟! هل واعدتها بالزيارة تلك الزهرة النابتة حول قبره؟!.. هل أذكر من بين أسفي وشهقتي لرحيله صوتٌ خفيٌ بين الخوف والخشوع داخلي قال "ارتاحت"؟!.. ياه سلامٌ قولاً من ربٍ عظيم.
.
.
.
بعيد الحروب تقتات الشركات والمصانع والعمال ومجالات الإعمار وسماد الأرض من الأجسام المائتة والقطاع الخربة، بعيد العشق تقتات عروسُ من قلب عاشقةٍ كان العريس يوماً عاشقاً لها، بعيد الإنجازات يقتات مديرٌ صاعدٌ من زميلٍ كانت له شبه التضحيات، بعيد الغدر يقتات الفرح من ضميرٍ غروراً بحساباته وتعليلاته ،وبعيدٌ لكثيرٍ من البعيدات.

وأسأل هل لنا الحق في تسبيب الأسباب في النظر إلى غلة غيرنا من مفازاة الحياة؟!.. أم الإنسان فطر وهو الراغب الدائم للساعات الذهبية من حياة أخية الإنسان؟! هل لسوياء القلب أن تتمنى ذلك الرحيق المختمر بين أيدي أحباءنا أو أقربائنا أو جيراننا أو زملاءنا في العمل أو حتى عابري السبيل في أويقاتنا؟! وغايتنا في ذلك تعليل "لم له وليس لي؟".

سؤالُ قد يجد كلاً منا الكثير من التعاليل لإستراضاء إجابته، لكن قد يكون من الأفضل لنا أن نولي برؤوسنا عن الرحلات الرعبة ونديره جهة الشرق هناك حيث يكون بزوغ الشمس يكون الجمال، فلا مجال للسؤل والمساءلة.

تسلمى

مشكور الرقم الصعب علي الطرح المميز
دمت متالقا

مشكوووووور خيو
بانتظار جديدك

دمت متألق

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» الفرق بين إنسان الكهف و إنسان الانترنت
» قصة مرعبة جدا
» قصة مرعبة جدا وحقيقية لبنت دفنت السحر بجثة امها
» أنت إنسان رائع
» خلف كل إنسان تعرفه إنسان لا تعرفه