أدى رفض سناء المتكرر للزوج ونفورها من العيش معه إلى أن قام هذا الأخير بالتخطيط للانتقام منها
أقدم زوج سوداني (45 عاماً) على صب مادة حارقة على وجه زوجته الشابة (17 عاماً) أثناء نومها.. في حادثة تعد من أخطر أشكال العنف الأسري الذي تعاني منه النساء في الوطن العربي.
وتشير وقائع الأحداث إلى قيام أسرة ريفية بتزويج ابنتها الطالبة بإحدى المدارس الثانوية، رغماً عنها إلى شخص يكبرها في السن، حيث أتمت الأسرة مراسم الزواج دون علم الزوجة التي كانت في المدرسة بإحدى القرى المجاورة، بمنطقة الشكينيبة، بالجزيرة في وسط السودان.
أدى رفض سناء المتكرر للزوج ونفورها من العيش معه إلى أن قام هذا الأخير بالتخطيط للانتقام منها، فما كان منه إلا أن صب حامض أسيد مركز على وجهها بمساعدة احد إخوتها، الذي اعتقد أن المادة الحارقة ، مياه مقروء عليها قران، قادرة على إزالة أسباب عدم استتباب الحياة بين الزوجين ، ليتحول في لحظات وجه الفتاة اللطيف إلى مسخ مشوه ومنفر.
بالإضافة إلى الأضرار التي أصابت الوجه، نتج عن هذه الحادثة فقدان الزوجة إحدى العينين، إضافة إلى احتراق شعرها التام، مما تسبب في انقطاعها عن التعليم، وتتعرض سناء الأمين حاليا لتداعيات خطيرة نفسية ومعنوية.
أوصى الأطباء الذين استشارتهم ، بخضوعها لعمليات تجميل متعددة داخل وخارج السودان، وتحول إمكاناتها المادية دون ذلك. من ناحية أخرى، حكمت إحدى المحاكم الريفية على الزوج بدفع مبلغ 21 ألف جنيه سوداني، تعويضا لزوجته التي قام بتشويهها، كما أدى تدخل فريق من الوسطاء المحليين إلى تنازل أسرتها عن حقها القانوني بمقاضاة الزوج ، الذي لم يتوانى في الزواج مرة أخرى.
يجدر ذكره أن سناء لم تبلغ السابعة عشر، بينما تجاوز زوجها الخامسة والأربعين من العمر.
العنف الجسدي المروع الذي تعرضت له سناء، يكشف الواقع الاجتماعي الذي تعيشه المرأة السودانية، في ظل هيمنة التقاليد الاجتماعية السلبية وغياب قوانين الأحوال الشخصية الرادعة.. وعلى الرغم من التقدم النسبي الذي حققته المرأة السودانية في شتى مناحي الحياة، إلا حوادث العنف الأسري تتكرر وليست هناك إحصائيات دقيقة لهذا الظواهر المتنامية ..