*. الأســــــــرة:
ان للأسرة تأثير كبير في حياة الطفل خاصة في السنين الأولى من عمرة فهي
تمثل عالم الطفل الكلي وتؤثر بدرجة كبيرة على تطوير شخصيته ونموه. ويبدأ
هذا التأثير بالاتصال المادي والمعنوي المباشر بين الأم وطفلها. فهي ترعاه
وتحنو عليه وتشبع حاجاته كما ان دور الأب والاخوة له تأثير كبير على
تنشئته وتطوير شخصيته الاجتماعية. ان شخصية الوالدين وموقع الطفل بالنسبة
لأخوته ومركز العائلة الثقافي والاقتصادي والصلات القرابية كلها عوامل
أساسية خاصة في السنين الأولى من عمره. فتأثير الأسرة يصيب أبعاد حياة
الطفل الجسدية والمعرفية
والعاطفية واسلوكية والاجتماعية مما يجعل تأثيرها حاسماً في حياته. كما ان
الأسرة تنقل الى الطفل قيم ومعايير وتحدد المواقف من مختلف القضايا
الأجتماعية والمثل العليا وكذلك مفهوم القانون والمسموح والممنوع كل هذا
يشكل هوية الطفل وانتمائته فالأسرة هي المؤسسة الرئيسية في نقل الميراث
الاجتماعي فالمسألة ليست إشباعاً لحاجات مادية وانما هي بناء الشخصية
وبناء الانتماء.
وإذا طرأت بعض المتغيرات أو المؤثرات داخل الأسرة أدت الى التضارب في أداء
الأدوار وأثرت بالتالي على عملية التنشئة فتصبح هي الأكثر تضرراً لتلك
المتغيرات فالتفكك الأسري أو إنفصال أحد الوالدين وسلبية العلاقة بينهما
أو بين الأبناء والتميز بين أدوار الذكور والأنوثة وما ينتج عنه من عدم
مساواة كل ذلك له اثر في توجيه السلوك كما ان الوضع الاقتصادي المتدني
للأسرة يؤثر سلباً في إشباع حاجات الطفل. وان ما تمر به بعض المجتمعات من
مشاكل كالحروب والمجاعات وعدم الاستقرار السياسي وتدهور الأوضاع
الاقتصادية والكوارث الطبيعية ينعكس سلباً على الخدمات التعليمية والصحية
والثقافية وغيرها كلها معيقات حقيقية في وجه عملية التنشئة ولنا في عالمنا
العربي أمثله كثيرة على تدني الخدمات المقدمة للأطفال نتيجة للمشاكل
السابقة فأطفال العراق والجنوب اللبناني وابناء المخيمات في الأراضي
المحتلة والسودان أمثله صارخة لمعاناة حقيقية لشريحة واسعة من أطفال العرب
نتيجة لما تمر به مجتمعاتهم من ظروف صعبة. وهذا الوضع اللا إنساني
لأطفالنا يتناقض
اً مع مبادئ اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عام 1989
والاتفاقية تضمنت مبادئ كثيرة منها:
1- يجب حماية الطفل بعيداً عن كل اعتبار بسبب الجنس والجنسية أو الدين.
2- يجب مساعدة الطفل مع احترام وحدة الأسرة.
3- يجب ان يكون الطفل في وضع يمكنه من النمو بشكل عادي من الناحية المادية والمعنوية والروحية.
4- يجب ان يكون الطفل أول من يتلقى المعونة وقت الشدة.
5- يجب ان يستفيد الطفل استفادة تامة من وسائل الوقاية والأمن الاجتماعية.
.