كتاب/ الحركة الطلابية العربية الفلسطينية

،
صدرت
الطبعة العربية الأولى لكتاب "الحركة الطلابية العربية الفلسطينية" سنة
2002م، وهو من تأليف الباحث مهند مصطفى، ويتكون من 304 صفحات، وقد صدر ضمن
سلسلة دراسات المجتمع العربي عن مركز الدراسات المعاصرة - أم الفحم. وأبرز
المحتويات الواردة في الفهرس هي:

مقدمة البحث
القسم الأول: الحركات الطلابية - البعد النظري والتطبيقي
- الفصل الأول: الحركة الطلابية، المرجعية النظرية
- الفصل الثاني: جذور الحركة الطلابية في فلسطين
القسم الثاني: الحركة الطلابية العربية في الجامعات الإسرائيلية
- الفصل الأول: مرحلة تنظيم وتبلور الحركة الطلابية
- الفصل الثاني: مرحلة "فاعلية" الحركة الطلابية
-الفصل الثالث: مرحلة التحالفات وتراجع الحركة الطلابية
خلاصة البحث
ملحق وثائقي
ملحق أسماء أعضاء لجان الطلاب العرب
المصادر

وأنقل إليكم ما جاء في مقدمة البحث:

مقدمة البحث:
يشكل
هذا البحث حصيلة جهد سنتين من البحث ودراسة الموضوع، على المستوى النظري
أو التطبيقي. وقد واجه البحث خلال هذه المدة عوائق وعقبات، بداية من
اختيار أسلوب البحث وحتى التحقق من مضامينه.
وأصطدم البحث بمجموعتين من العوائق والعقبات، المجموعة الأولى يمكن تسميتها بالعوائق الذاتية والمجموعة الثانية العوائق الموضوعية.
وتلخصت أولى
العوائق الذاتية بمحاولة فهم سياق فترة البحث، وهي فترة الستينات
والسبعينات وبداية الثمانينات. وهي فترات لم يدركها الوعي الأكاديمي
للباحث، وهو العائق الثاني من مجموعة العوائق الذاتية. فقد كان على الباحث
دراسة السياق التاريخي للبحث أولاً، أي فهم الأحداث وتطورها، وإدراك
الخطاب والسلوك السياسي من خلال وعي وعقلية السبعينات، وليس تحليل الأحداث
وقراءتها من خلال عقلية سنوات 2001-2002. وهو مجهود خاص وهو بالنهاية الخط
الفاصل بين الباحث المتمرس وغير المتمرس. مع الحاجة في نفس الوقت لإعطاء
تقييم للحدث التاريخي بأثر رجعي، وهو أمر شرعي ومطلوب في الأبحاث العلمية
عامة والتاريخية خاصة. فالحدث ليس"ذاتا مستقلة"، بل هو نتاج ثمرة تراكم
تاريخي يتحول في لحظة تاريخية الى نقطة تفاعل مع سائر التراكمات المشار
اليها، بحيث يصبح جزء من سلسلة تراكمية، وهو بدوره يتحول الى جزء من هذا
التراكم ليفرز أحداث أخرى، يراها الباحث من بعيد وبأثر رجعي، ولا يراها
صانع الحدث أو من حوله في تلك اللحظات. فيكون تقييم الباحث وتحليله للحدث
شاملاً، بينما يبقى تحليل صانع الحدث أو من حوله ضيقاً في نقطة انتهاء
الحدث. وهو ما أسميه السياق البحثي، فالخطر أن يقوم الباحث بتقييم الحدث
اخلاقياً بأثر رجعي ويوزع العلامات الأخلاقية على صانع الحدث من وجهة نظره
وفترته، وليس من وجهة نظر الحدث، حيث هما مختلفات بالضرورة، وفي النهاية
فكتابة أحداث التاريخ هي رؤية وتحليل الباحث لها وليس كما هي من حيث
الموضوعية بالضرورة. وهي ليست نظرة "ما بعد حداثية" في البحث العلمي، بل
تجسيداً لعدم موضوعية الباحث، فالباحث في النهاية غير موضوعي، ومن غير
الموضوعية أن يكون موضوعياً.
يقول عبد الله العروي في كتابه "مفهوم
التاريخ" ان التاريخ "هو تاريخ البشر للبشر وبالبشر" ويضيف العروي أن
"العقيدة الأولية في مفهوم التاريخ هي اثبات تطابق ضروري بين التاريخ
العام (الواقع) والتاريخ المعلوم (الاخبار)لان الاول محفوظ كله، في
وعي لا بشري طبعاً، ولكن في متناول البشر… ولم تعد معرفة احوال الماضي
نتيجة كشف بل حصيلة بحث واستقصاء من جانب البشر، وبما انه استقصاء فانه
(أي الاستقصاء) لا يدرك أبداً مجموع التاريخ الكوني في شموليته وكماله.
لكن هذا التاريخ المحدود لا يمكن أن يكون الا من البشر"(1).
ومن
هذا الاقتباس في بحث عبد الله العروي حول مفهوم التاريخ , ننطلق لنشير الى
مجموعة من العوائق الموضوعية , واقصد هنا عملية اختيار أسلوب البحث ,
والتحقق من مضمون البحث.
في
بداية المشوار البحثي, اخترنا أسلوب التوثيق الشفوي لكتابة البحث, وكان
أساس التوثيق هو المقابلات مع شخصيات عاصرت الحركة الطلابية, ونشطت من
خلالها, وابتدأنا بمجموعة من المقابلات, سرعان ما اكتشفنا مجموعة من
الإشكاليات في معادلة تطابق بين التاريخ العام والتاريخ المعلوم, كما أشار
اليها العروي. فأولا: كانت إشكالية النسيان وعدم الدقة في سرد الأحداث وفي
بعض الأحيان المبالغة فيها او الانتقاص منها, مما يعطي صورة مشوهة ناقصة
عن الحدث وتطوره، أما الإشكالية الثانية والأكثر أهمية، فكانت رؤية
المبحوث وعرضه للأحداث في سياق موقعه الأن، وليس في سياق الحدث نفسه، مما
يغيب الديناميكية الداخلية التي أدت الى فهم تطور الأحداث. أما الإشكالية
الثالثة فكانت الخلفية السياسية للمبحوث التي أثرت على شمولية الصورة
التاريخية إما بالمبالغة في دور الذات أو بالانتقاص من دور الآخر.
على
ضوء ذلك آثرنا التركيز أكثر على أدبيات الحركة الطلابية بشكل أساسي، مقابل
التقليل من عنصر المقابلات -رغم أهميتها في بعض المواقع والحالات- وتضمنت
أدبيات الحركة الطلابية: الكراسات الطلابية، البرامج السياسية، المنشورات،
البيانات، المقالات التي كتبها عناصر الحركة الطلابية، طبعاً مع الحاجة
للمتابعة الصحفية لإيجاد التواصل بين هذه الأدبيات، واستغلالها في نقد
التوثيق الشفوي.
اشتمل
البحث على فصل نظري، وهو الفصل الاول، وكان الهدف من عرض هذا الفصل، هو
التعرف على الظاهرة التي تسمى"حركة طلابية"، وسياقها التاريخي والأبحاث
التي تطرقت إليها وعالجتها واتجاهاتها، وفي نفس الوقت أيجاد مواقع التشابه
والاختلاف بين حركتنا الطلابية، كحركة تتبع لأقلية وبين باقي الحركات
الطلابية، وفي نفس الوقت معالجة الموضوع من خلال أرضية صلبة، نظرية
وتطبيقية، حول الموضوع من جهة، وإغناء المكتبة العربية بتأصيل نظري حول
الموضوع من جهة أخرى. فالمكتبة العربية عامة فقيرة نسبياً بدراسة هذه
الظاهرة، رغم حصولها وتواجدها في عدة مواقع من محيطنا العربي (على سبيل
المثال حركة ومظاهرات الطلاب في مصر في فبراير ونوفمبر 1968).
ورأينا
من المناسب تقسيم البحث الى قسمين، يشمل كل قسم منهما عدة فصول، القسم
الأول، تضمن الفصل النظري، والفصل الثاني حول جذور الحركة الطلابية في
فلسطين. أما القسم الثاني من البحث، فكانت كل فصوله حول الحركة الطلابية
العربية الفلسطينية في الجامعات الاسرائيلية. كما وشمل البحث ملاحق خاصة،
الملحق الأول، وهو ملحق وثائقي شمل أهم الأدبيات المنتقاة من تاريخ الحركة
الطلابية عبرت عن فترات هامة في مسيرة الحركة الطلابية، أما الآخر فشمل
أسماء أعضاء لجان الطلاب العرب في الجامعات الاسرائيلية التي تمكن الباحث
من الوصول إليها.
إعتمد
البحث بالأساس على وثائق الحركة الطلابية وأدبياتها، ورغم الأولوية التي
أوليتها للكتب والابحاث والدراسات حول الموضوع، فإنني أعتبر أن هذا البحث
قائم في الدرجة الاولى على الوثائق الطلابية الأولية.
ورغم
قلة تركيزنا على مصدر المقابلات الشخصية، فقد قمنا بتوظيفها خلال البحث،
ولا بد من الإشارة ان أهميتها في البحث تفوق كثيرا نسبة وجودها في
الحواشي، فأهميتها لم ترتكز على تسجيل المعلومات بقدر ما أرتكزت على
الإرشاد الى المصادر والمراجع الاخرى وكذلك التعليق على بعض الوثائق.
ومن
أجل تسهيل مهمة القارىء في العودة الى المراجع حين يشاء، فقد إتبعت طريقة
تدوين كل مصدر وكل مرجع بشكل كامل في الحواشي حيث يرد أول مرة في كل فصل.
هذا
البحث هو البحث الأول الذي درس موضوع الطلاب الجامعيين، ليس من زاوية
مشاكلهم التعليمية ونسبتهم العددية، بل بحث بالأساس موضوع الحركة الطلابية
وبالذات في بعدها التنظيمي، السياسي والنضالي، وقد نكون أخطأنا هنا وهناك،
ونسينا شيئاً هنا وهناك، وهو مشروع كبير وثمة مجال للتحسين فيه مستقبلا،
من خلال التركيز على جوانب معينه في الحركة الطلابية، أو اتباع أسلوب بحثي
آخر في دراسة الموضوع.
وسيجد القارئ في خلاصة الكتاب تبيانا لتطور الحركة الطلابية بمغازيها السياسية, وربما كان مفيدا ان يبدأ بها…
وأخيرا أوجه شكري الى كافة الزملاء
العاملين في مركز الدراسات المعاصرة وجمعية "إقرأ"، خاصة صالح لطفي الذي
دفعني دائما الى الامام وبالذات في تلك اللحظات التي تحول فيها البحث الى
مغامرة غير مضمونة النتائج. والى د. سعيد محمد محاجنة رئيس جمعية "إقرأ"
الذي سهّل ومهّد الطريق وأزال العثرات في مشوار الكتاب وكان منارةً أضاءت
الطريق دائماً. والى الشيخ رائد فتحي الذي بذل جهداً دؤوباً ومخلصاً في
مراجعة جميع الفصول. والى الدكتور جمال زحالقة الذي زودني بدون تردد بكل
ما طلبته من وثائق ونشرات وملاحظات. والشيخ خالد حمدان الذي أرشدني للوصول
الى جوانب غير معروفة من العمل الطلابي الاسلامي.
كما أتوجه
بالتقدير لكل من رافق مسيرة الكتاب على كافة مستوياته: د. ابراهيم ابو
جابر مدير مركز الدراسات المعاصرة، والأخ نضال محمود اغبارية، د. اسعد
غانم، د. محمود محارب، ولكل زملائي الطلاب الجامعيين على اختلاف مشاربهم
الفكرية والسياسية الذين ما بخلوا من جهد ووقت في سبيل إخراج هذا الكتاب
الى حيّز الوجود. وأخيرا الى زوجتي التي وقفت الى جانبي وساندتني، وكانت
ملاحظاتها حول فصول الكتاب نبراسا في الوصول الى النهاية المرجوة لهذا
الكتاب.
ومع ذلك فلا بد من القول انني أتحمل وحدي مسؤولية الأخطاء الواردة في هذا الكتاب...
وآخر قولنا أن الحمد لله رب العالمين الذي أعاننا على إ Laughing