[size=18]لقد عملت بنصيحة الاصدقاء واقمت غريبة فى هذا المكان ,متعللة بالامل فى الشفاء , ولو فرضنا ان طيب الهواء سينعش القلب ويخفف الالم , فهل يعقل ان الهواء يخمد نيران الحب فى القلوب او انه يزيدها اشتعالا, ولذلك احس ان هذه الغربة طلبا للنسيان مجرد عبث لا فائدة منه , فقد جمعت بين الالم والشوق فأضافت الى علة الالم علة الحب والشوق وعذاب القلب فأنا اعانى شوقا وحزنا والاما لا مثيل لها
وفى هذا المساء وقفت على شاطئ البحر وشكوت له حزنى واضطراب نفسي وافكارى .........
فأجابنى بما يدل على اضطرابه هو ايضا, فزاد حيرتى وألمى ...... وجلست على صخرة من صخور الشاطئ متمنية ان يكون قلبى قاسيا مثلها ولا يتأثر بعواطف الحب والشوق ولا يحس بالالم والعذاب , فوجدت الصخرة ضعيفة !!!
معذبة مثلى ؛ فالامواج تتوالى عليها كما تتوالى المصائب على قلبى فتضعف وتتناثر اجزاؤها .
يضيق صدرى من الحزن فى المساء والكون كله مغلف بالسواد كأن الاحزان السوداء التى تملأ نفسي صعدت الى عينى فجعلتنى ارى كل شئ يغطيه السواد, حتى الافق الممتد مظلم سواده بحمرة الشفق , فكأنه شخص مهموم توالت عليه الشدائد فأصبح يغضى على الالام والاهوان.
عجبا لهذا الغروب وما يحمل من معانى مختلفة فهو يحرك الحزن في نفس العاشق فيبكي, ويوحي للمتأمل معاني وعظات بالغة فهو نهاية للنهار ويقبل المساء, فيخطلط اليأس بالأمل والخوف بالرجاء وخواطري الحزينة تظهر أمام عيني جريحة كالسحاب الأحمر الذي أراه أمامي ودمعي يسيل من جفني ممزوجا بحمرة الأشعة الغاربة والشمس الغارقة في الشفق ثم انحدرت الشمس بين غمامتين نحو الغرب كأنها دمعة حمراء بين جفنين فتخيلت قرب نهايتي في تلك الصورة الحزينة التي عرضها علي البحر والمساء[/size]