بين التعبير عن الرأي وسلب الحريّات

أؤمن بأن الموت في سبيل الحريّة لأشرف من الحياة في ظلال الذل والاستغلال ولكن..

تمتاز بعض المظاهرات اليوم في مجتمعنا العربي الداخلي بمظاهرة سلبيّة كثيراَ ما تفقدها معناها الحقيقي وتبعدها كل البعد عن هدفها وهو التعبير عن الرأي.. هذه المظاهرة التي شهدنا البعض منها في مدينة الناصرة ومدن القرى الأخرى، إنما تندرج تحت إطار الرغبة في التخريب ولا تحمل أي معنى وطنياً أو مبدئياً أو حتى أخلاقياً، وإلا فما معنى الاعتداء على الممتلكات العامة وعلى الخدمات التي يستفيد منها المواطنون، فهذا ليس موقفاً وهذه ليست حرية لأن فيها مساس بحرية الآخرين وفيها اعتداء على ممتلكات الغير وهي مخالفة قانونيّة وأخلاقية لا تلامس العمل الوطني إطلاقاً.
مظاهرة أخرى تبرز من حين إلى آخر سوف أمتنع عن الخوض في معناها ولكنني لن أتردد في إبداء رأي فيها، وهي مظاهرة رفع صور للشيخ حسن نصر الله، والشيح أحمد ياسين، فهي لا تشكل استفزازا لعناصر الشرطة والأمن فحسب، وإنما برأيي ما هي إلى دعوة للاعتقال، إن من يرفع هذه الصور كمن يدعو الشرطة لاعتقاله!!
أنا أؤمن بأن الموت في سبيل الحريّة لأشرف من الحياة في ظلال الذل والاستغلال، ولكن أن يجني الشاب على نفسه وأهله بسبب تصرف غير مسؤول فهذا ظلم للنفس، خاصة في الوقت الذي تعلن فيه الشرطة مسبقاً بأنها ستضرب أولئك الشبان بيد من حديد.. وأقل أيضاً أنه إذا لم يكن للموت بُد فمن العار أن نموت جبناء، وأن نتظاهر بالجرأة والشجاعة في لحظة حماس ثم نقبّل بعدها الأيادي والأرجل ونتوسل ونضطر الأهالي لقول كلمة "يا سيدي" لمن لا قيمة له.. فهذا هو الخزي بعينه.
آمل بأن لا تمس هذه الكلمة الشرفاء وأن تكون درساً وعبرة للجبناء وكلنا أمل أن يتم الإفراج عن كافة المعتقلين من الشباب والفتيان والصبيان الذين اعتقلتهم الأيدي الغاشمة
.

يسلموووو
اللي بيعيش علي الحرية بيموت لان الظلم هوا اللي ماشي