الأمة
الإسلامية والعرب في مقدمتها أمة عزيزة، كريمة، تأبى الضيم طبعا،ولا
تستنيم للخسف خلقا ودينا، وما كان لليهود والصليبيين أن يطمعوا في عزتها
على هذا الوجه الشائه لولا اطمئنان هؤلاء المجرمين إلى فاعلية القوانين
الجائرة في أمتنا، وخور الساسة وسوء طوياتهم تجاهنا.
تُرى هل كانت تستطيع إسرائيل أو غيرها أن تقدم على هذه الجريمة الشنعاء في
غزة لو أن المساجد في مصر وفي غيرها كانت على حالها الذي كانت عليه مُذْ
أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، تؤي الغيارى، وتستجيب لنداء الحيارى،
وتفتح أبوابها بحكم شرع الله للمتظاهرين المكلومين كما كانت تفعل من قبل
حتى في أيام المستعمر الغشوم، بغير تجريمٍ ولا مطاردة، ولا تأثيم، كما
فُعل بها اليوم من تلك الحكومات الوطنية، فوقعت الواقعة بعد أن رسخ في
الضمائر واستقر في الأذهان أنَّ الجهاد والنداء له بالمساجد بعد الصلوات
الجامعة جريمة من الجرائم وإثم من الآثام،
فاللهم اقبل شهداءنا، ودمِّر على أعدائنا، واهتك أستار المتآمرين، وافضح
أسرار الخائنين، واربط على قلوب المرابطين ،وأنر بصائر سادتنا وأئمتنا لما
تحب وترضى.
منقول