منذ زمن لم نلتقي ..
قررت اليوم .. وأنا بكامل جنوني .. وعبثي الطفولي معك ..
أن أدعوكي للرقص ..
في حفلةٍ ساخرة ..
الوجوه فيها مقنعة ..
والشموع فيها ... مغروسةٌ في قلوبٍ نضرة ..
تحتضر أشتعالاً ..وتنزف قربً..
منذ زمن ..
لم تحط يداكي خصري ..
ولم تتزين السماء .. بفراشات حبي ..
لكني .. بعدُ قررت ..
أن احتفل بغيابك معك ..
وأن أشعل موسيقي .. قلبي ..
سأضع رأسي على صدرك ..
وأسمع نبضات قلبك ..
وأغمض عيناي .. فأنا أعلم أني أراقص سرابكي ..
وأنكي هناك في البعيد ..
تحتفلي مع آخر ..
منذ زمن ..
لم تتشابك الأيادي ..
ولم نعرف طعم الدفء ..
ولم نعرف كيف يتبلور الحب سطور .. من بعد ..
لكني ..
سأمسك عناقيد الأمل ..
وأنثر على أرضي .. كرات العنب ..
لتتدحرج .. ويتتدحرجُ معها شوقي إليكي ..
ها أنا .. أدعوكي ...
من بين سطور غامضه .. وحروفٍ خائفة ..
أن تضيئي من بعيد ..
وأن لاتقتربي ..
فقربك كالبحر مخيف ..
وأنا قد تعبت من الغرق ..
راقصيني هناك ..
على صوت سيمفونية محمومه ..
فوق أرض ثامنة ..
روحك .. و روحي ..
و النجوم شهود ..
هي دعوة ..
لرقصةٍ مجنونه ...
تتناثر فيها حباتِ اللؤلؤ ...
ليعلن القمر حينها ..
موعداُ للإنشقاق !!
سُكرٌ و سكر ..
ذاك الذي يتساقط من شفاه الغياب ..
السنة محمومة .. تطلق آهات .. وآهات ..
تغيب في المدى ..
تخترق حاجز الضوء ..
ترتعش المسامات .. ويبكي الزهر ..
ويتساقط الشوق حمماً من بركان .. تشعليه أنتي !
في حفلي الراقص معكي ..
سأغزل في عين قمري ضفيرتين ..
وأسوق غمامةً ... بيضاء ...
هي قلبي ..
أجلس .. فأنتي المختارة المنتظرة ...
سأحمل إليكي كأساُ من عاج قلبي ...
وعطراً ... من ثكنات روحي ...
وشرباً ... تلوت فيه ندائاتي إليكي ...
هاهنا ... ستتطاير أنغام الموسيقي ...
وسيحفر البلور ..
اخر مشهدٍ لقبلة ٍ ... لم يشهدها الغياب !
وسأرقص .. بكي .. بعيداً .. بعيداً !
على عرش جنونٍ تخيرته لكي !