رسالة الحب الأخيرة
يقف الواقع حائل أبديا بيننا وبين السعادة..هذه هيالحقيقة الوحيدة التي يجب أن نصدقها..مثلها مثل الموت..لأن هذا
الواقع هو الموت الذي يأخذنا ممن نحب ويأخذمنامن نحب... لقد حاولت أن أنسىأوأتناسىحقيقةالمرض الذي أصابنى
دون سابق إنذار..حاولت أن أحياحياتي ككل فتاة في مثل سني ولكني للأسف.. فشلت..فالنسيان يتطلب عوامل
مساعدة أهمها....ألا تجد من يذكرك دائماً بآلامك..ولكني وجدت...تلك الأدوية اللعينة..زياراتي المستمرة للأطباء
أوزياراتهم لي..حتى نظرات الناس باتت تؤرقني..فجأة..وجدت نفسي أفقد الأمل في كل شيء..فلماذاأحاول الخلاص
من مرض يستحيل معه الدواء....مرض متمسك بي تمسكي أنا بالحياة في الماضي.....هربت من كل شئ يذكرني
بالواقع المريرالذي أحياه...
خرجت من جدران الحقيقة الوحيدة لأجد نفسي أمامك.. نسيت معك كل آلامي...لدرجة أني من فرط نسياني نسيت
أن أنبهك لخطورة الموقف الذي صرنا إليه...لكني الآن تذكرت كيف يكون الألم..عاودني الألم من جديد بعد أن كان
قدخاصمنيلفترة..لهذا أكتب لك رسالتي الأخيرة..ربما تكون بمثابة اعتذار أخير قبل النهاية......أذكر عندما أخبرتك
حقيقة الآلام التي كانت تنتابني فجأةوأنا معك..أذكر أنك أقسمت أن لكل مرض نهاية بموته..لكنك لم تصدق أبدا أن
موت المرض بداخلي لايأت إلا بموتي معه..أعجبني إيمانك القوي بضعف المرض الساري بداخلي وقوة الجسدالذي
يسري المرض فيه وينخره كالسوس....عرفت معك كل معاني القوة فصرت أتحمل كل الآلام..وعرفت معك معنى
الأمل..فصار أملي دائماً أن أصحو من نومي في الصباح وقد شفيت من آلامي...
أكتب لك رسالتي الأخيرة قبل لحظة الوداع التي قد تواتيني فيأي لحظة..أكتب لك والألم يعتصرني فلاأقوى
حتىعلىالتنفس..أكتب لك وكلي رغبة في الإحساس بالأمل الذي فقدته....الأمل الذي هرب ولن يعود..كيف
يعودوكل الطرق الموصلةإليمسدودة...لن تصدقني إن قلت لك أني فقدت الأمل في أن تواتيني فرصة الإيمان بأمل
جديد.. فأنا على ثقة تامة أن كل آمال البشر لا يمكن أن تحقق لي الشفاء..لن أعاود التمسك بالحياةمثلمافعلت حين
لقيتك..فالأمل عندما يتحطم يكون أكثر إيلاما ًمن آلام المرض..وأنا تحطمت كل آمالي آلاف المرات.. فلماذا أتحمل آلاماً
فوق آلامي....
لا تحاول أن تخدعني و تخدع نفسك..لا أمل لي في الشفاء ولا أمل لك فىالنجاةبحبك من الموت..فلتكن
المحاولةالوحيدةهىمحاولتك الحياة بدون خداع مع النفس.. وآمن أن كل آمالنا ماهي إلا مجرد آمال من الصعب تحقيقها