في غمرة الفرحة التي اجتاحت كل بيت فلسطيني فور سماع خبر ، اتفاق تبادل
الأسرى بين حماس والاحتلال ، ذابت معها آثار الانقسام البغيض ، وبدا
الفلسطينيون كلهم موحدون خلف "صفقة الوفاء للأحرار "، كما يسمونها خاصة
وأنها كانت وطنية بامتياز شملت أسرى من كافة ألوان الطيف الفلسطيني .
كما
ضمت "الصفقة التاريخية" ، أسرى من غزة والضفة والداخل الفلسطيني والقدس
والشتات (الجولان) في إشارة واضحة إلى أن فلسطين وحدة واحدة لا يمكن
تقسيمها أو التنازل عنها وأينما تواجد الفلسطيني فلا ينسى.
وأولى
بوادر المصالحة الاجتماعية بين العائلات المنتمية لفتح ونظيراتها المؤيدة
لحماس ، كانت في رفح والتي كان نصيبها ما يقارب 16 أسيرا فلسطينيا من مختلف
التيارات السياسية.
وجاء أن الأسير القائد الفتحاوي تيسير البرديني
، دعا عائلته الكائنة في مخيم الشعوب قرب الحدود المصرية إلى تزيين بيته
برايات حماس الخضراء ، في إطار الاستعدادات التي تجري لاستقباله فور وصوله.
كما
أن عائلة الأسير الفتحاوي نزار دهليز المشمول بصفقة التبادل ، هي الأخرى
قامت بتزيين بيتها بالرايات الخضراء استعدادا لاستقبال ابنها.
وإن
كان من إشارة في هذا ، فهي أننا فلسطينيون موحدون خارج السجون كما كنا
داخلها ، وأن الصفقة التي جمعت كافة أطياف اللون السياسي ، ستبقينا كذلك
إلى أن يحين وقت الصلح السياسي ونطوي صفحة الخلاف التي دامت طيلة فترة أسر
شاليط أو يقل.
وفي هذا اعتراف بجميل حماس التي أسرت شاليط ، وفاوضت عليه حتى خرجت بصفقة مشرفة ، شملت أسرى عجزت سنوات التفاوض العقيمة عن اخراجهم.
تيسير البرديني
نزار دهليز