ثقافة فتح والطريق إلى الدولة

المرأة
الفلسطينية كانت ولازالت جزءا لا يتجزأ من مسيرة النضال والثورة
الفلسطينية فسجلات وتاريخ الثورة الفلسطينية حافل بصفحات من نور بسيرة
المناضلات ..

فإن
أبحرنا في البدايات الأولى نجد الأخت المناضلة ' زكية شموط ' الزوجة
الوحيدة بين السجينات والتي أطلق سراحها ضمن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل
في العام 1983م .. لقد كان محكوما عليها بالسجن المؤبد ولقد أنجبت مولودة
في السجن .. وكان زوجها سجينا هو الآخر وقد أصيب باضطراب عصبي نتيجة لقسوة
الحياة وراء الأسوار ..

كان
حب ' زكية ' لفلسطين بلدها حبا فطريا راسخا وعميقا .. وفور إطلاق سراحها
كانت تقوم بجولات مع وفود نسائية فلسطينية وعربية حيث تزور بلدانا كثيرة
وتحضر مؤتمرات تخاطب المشاركين فيها بمنطقها البسيط واسلونها العفوي لعرض
قضيتنا العادلة ، قضية فلسطين .. كانت تتحدث بلسان فلسطيني لا يعرف
الحزبية .. وكانت تنقل رسالة الأسرى إلى العالم المغيب عن الحقيقة ..
رسالة القضية المنسية .. وشكلت بذلك اختراقا للعقل العربي في أن الفلسطيني
هو الفلسطيني الثائر والمقاوم والذي لا تذيبه المعتقلات أو تثني عزيمته
ويلات الظلم وطول سنوات السجن والتشريد وعذاب المنافي ..

لم
يكن الفعل الفلسطيني الثائر والمناضل يهدف إلى نشر الإرهاب أو القتل
المدمر .. بل كان كما قالت الأخت المناضلة أمينة دحبور هو لأجل طرح القضية
الفلسطينية علي الرأي العام العالمي .. وأمينة دحبور شاركت بخطف طائرة
العال الإسرائيلية في الثامن عشر من فبراير شباط عام 1969 وحيث كانت أول
فلسطينية تشارك في الهجوم على طائرة .. ولقد مهمتها في العمل الميداني
ليست بالسهلة فالأخت المناضلة أمينة دحبور وهي في خان يونس قد اشتهرت في
بدايات الثورة بأنها كانت تقوم بتجميع الفتيات وتشرح لهن كيفية تصنيع
القنابل اليدوية وإلقاءها على الدوريات الإسرائيلية وتنظم لهن دورات
للتدريب على السلاح .. وأمينة مثلها مثل أي فلسطيني وفلسطينية عاش التشريد
والمنافي والتهجير لم تنس أبدا أن والديها قد تم تشريدهما وطردهما بقوة
الإرهاب الصهيوني والتواطؤ والتآمر العالمي على أرضنا وشعبنا الفلسطيني
منذ بدايات القرن الماضي .. نعم لقد ولدت أمينة في خان يونس حيث قطاع غزة
من أبوين لاجئين كانا قد تم تشريدهما من منطقة عسقلان عام 1947 ..

من
هنا يمكننا القول بأن المرأة الفلسطينية وجيل بعد جيل حملت لواء الكفاح
المسلح ولواء الكفاح السلمي وكانت صاحبة المبادرات المجتمعية وفوق كل هذا
فلقد أذهلت المحققين والسجانين الإسرائيليين .. لعبت المرأة الفلسطينية
فيه دور القائد والمقاتل وحملت الهم الوطني مثلها مثل الرجل ، لم تردعها
التقاليد الاجتماعية ، ولم تثنها أساليب الجلادين اللاإنسانية والقمعية ،
بل انطلقت بكرامته وشرفها وصلابة عزيمتها تشق دورها الريادي لاجل مستقبل
أجمل وخال من الظلم والاستعباد .. فسجون النساء أعطت المجتمع الفلسطيني
المبدعات فنياً وثقافياً والقائدات في مجالات العمل المختلفة ..

وظلت
المرأة الفلسطينية الأسيرة شوكة تنغص معيشة المحتلين. وجميعنا يذكر دور
المرأة أبان الانتفاضة الأولى .. فهي الأم والزوجة والأخت والمناضلة
والشهيدة والأسيرة .. انه امتداد لخطوط العمل الفلسطيني الثائر المقاوم
... إنها ثقافة حق المقاومة المشروع حتى تحرير فلسطين .. حق المقاومة
والثورة المشروع حتى تحقيق حلمنا في العودة .. انه مشوار الأجداد والأباء
يمتد ليصل إلى الأحفاد .. قدرنا أننا هنا في فلسطين .. فلسطين بوابة
الكرامة العربية وعنوان الصمود الأسطوري ..

ولربما
يتساءل القارئ الكريم .. من أين جاءت كل هذه المعنويات الفولاذية والقوة
الثورية .. ويمكنني أن أجيبه بان أعيده إلى لقاء جمع بين الشهيد الرمز
القائد أبو عمار وبين الزعيم والقائد المصري الراحل الرئيس جمال عبد
الناصر .. فعندما سأل الرئيس المصري جمال عبد الناصر الأخ قائد الثورة
الشهيد أبو عمار عن صمود المقاتلين في معركة الكرامة وصد العدوان
الإسرائيلي، أجابه أبو عمار قائلاً: 'نطعم لحومنا لجنازير الدبابات ولا
نركع'. مما دفع الزعيم جمال عبد الناصر إلى إطلاق عبارته الشهيرة بصدد
الثورة الفلسطينية: إنها 'وجدت لتبقى وهي أنبل ظاهرة عرفها التاريخ'.

ولكي
تتواصل الأجيال في العطاء الثوري يجب علينا الاه Laughing

كل الاه

بمؤسسة
الأشبال والزهرات في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح .. هذه المؤسسة
التي كان لها الدور الملحوظ أبان الاجتياح الإسرائيلي لــ لبنان في العام
1982 .. هذه الوجوه البريئة والمضيئة تحتاج إلى رعاية حقيقية وتوجيه سليم
وقيادة تؤمن بأن فتح هي مسيرة الأجيال .. فتح هي الإبداع والعلم والمساهمة
في بناء الوطن كل الوطن .. يجب جميعا أن نفخر بتاريخنا الفلسطيني وأن نفخر
بالانتماء إلى مسيرة العطاء والثورة وأن نذكر شهداء الوطن الأكرم منا
جميعا وأن نكرم الباقيين بيننا شاهدين على مسيرة اسمها ثورة وعطاء وصمود
..

وبين
الأخوات والمناضلات الماجدات وبين الأطفال في مؤسسة الأشبال والزهرات جسر
يجب أن يمتد ويصل بنا إلى واقع دولتنا الفلسطينية المستقلة .. إنها وكبل
بساطة ثقافة فتح حيث الطريق إلى الدولة الفلسطينية .. حيث الثوابت وحق
العودة وأجيال لا تعرف وجهتها الحقيقية حيث القدس عاصمة دولتنا القادمة إن
شاء الله .. ثقافة فتح في كل بيت .. في عقل المرأة الفلسطينية وفي إبداع
الزهرات والأشبال وفي حكمة القادة وعزيمة الكوادر .. إنها فتح .