جامعة الاقصى

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب بالانضمام الى اسرة الملتقى سنتشرف بتسجيلك
king
ادارة المنتدى/ jako
جامعة الاقصى

عزيزي الزائر/عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجيل الدخول ان كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب بالانضمام الى اسرة الملتقى سنتشرف بتسجيلك
king
ادارة المنتدى/ jako
جامعة الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة الاقصى



 
الرئيسية*  أحمد حمدان *أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }

اذهب الى الأسفل 
+14
عذاب فتاة
دمعة الأيام
سلطان الحب والرومنسية
أمال متفتحة
ملك فلسطين
>>>>>
الماردة الفتحاوية
فـيـروز الجـنـوب
فلسطين الرعد
وردة جورية
عاشقة وجه القمر
hana
ريجنسى
احمد حمدان
18 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
احمد حمدان
(-* رئيس الملتقى*-)
(-* رئيس الملتقى*-)
احمد حمدان


ذكر
عدد الرسائل : 5317
العمر : 36
التخصص : اعلام
الاسم الحقيقي : احمد حمدان
السكن- المدينة : غزة
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أبريل 10, 2008 11:25 am

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } W6w_w6w_2005042413390292dc4a66

قصة فسطينية لكاتب فلسطيني عجبتني كتير

ان شاء الله تعجبكم {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 11nk(2)

العربة والليل
رواية
عبد الله تايه
الطبعة الأولى : 1982
الغلاف : تصميم الكاتب

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Araba


الناشر : وكالة أبو عرفة للصحافة والنشر ـ القدس


{{مـخــــــــيم}}


انتظار ، قلق ، اضطراب ، عرق ، روائح بشرية ، أسلحة ، صور ،

النيابة العسكرية ، الشهود ، ازدحام الحاضرين ،


دخان يعبق . رشقنا الحاكم العسكري للمحكمة بأحكام قاسية ، هتفنا في

صوت واحد .... وردد الحاضرون الهتاف ..



فرقهم الحراس وسحبونا للداخل ، ثم وضعوا القيود في أيدينا ، لم يرحمنا أحد .



قـذفونا في عربـة الشرطة الخاصة بنقل المساجين والـتي ألقـتنا بدورها في بـاحة السجن .

وقـف المساجين ترحيباً بنا نحن الأربعة ، صافحونا بحرارة ، شدوا على أيدينا ، دعوا لنا من أعماقهم وأفسحوا لنا ،

أما نبيل خضر الجريح الذي بدأ يتماثل للشفاء فقد أفسحوا له مكاناً أوسع ، غمسوا جراحهم في جراحه ، وتركناه ينام بهدوء .


جلست .....،

المساجين يثرثرون عن أشياء كثيراً ما حدثني عنها ابني عزيز عندما اعتقلوه ذات مرة ، مع كثيرين من الشباب

الذين تصادف مرورهم في الشارع لحظة وقوع انفجار ، تحدثوا عن البرودة ، نقص الملابس الشتوية ،


آلام المفاصل وتحلل فقرات الظهر ، الحل السلمي والحل العسكري ، ويتناقشون في الاقتصاد ، ومعادلات

، ومعادلات القوة والضعف ، قال عزيز يومها :

ـ معظم المساجين من الفقراء يا أبي .. من سكان المخيمات ، تصوّر .. الوطن دائماً للفقراء ، عند الشدة يضحون في سبيله ، وفى الرخاء يدوسهم الانتهازيون ، ويعرفون كيف يأكلون هذا الوطن من الكتف ، ويتركون لنا الفتات .
ـ كيف وصلت إلى هنا بهذه السهولة ؟!


من الحقل والزراعة إلى الزنزانة ؟! كل ما فعلته أنني أحسست بضرورة القيام بالواجب نحو عزيز ورفاقه نبيل خضر ، وحسن رباح وفتحي الراعي ..


عبروا الصحراء ، والصخر ، والأقدار ، وأسوار الخوف ، والموت ، والمزايدات .

كنت ضمن الصدور العريضة التي تلقتهم بترحاب واحتضنتهم ، وفّرتُ لهم المخبأ ،

لم يكن غريباً أن أصبح نزيل زنزانة مع شباب في عمر عزيز ابني ، في زنزانة أعذبها وتعذبني ..

لا يهم كم أمكث هنا ، فأنا مرتاح لأني استطعت أن أتحمل الكثير لأخفف عنهم جزءاً من الأحكام ليعودوا ويأخذوا دورهم الذي بدأوه ،

تجمد دوري بعد هذا الحكم القاسي الطويل ، مع ذلك أنا واثق من أنني لن أمضي في الزنزانة فترة حكمي الطويلة ..

إذ لا بدّ أن يصل قريباً أول خيط مسافر من الشمس ، ويصبح لنا دولتنا المستقلة كما ظل عزيز يردد ..

أما هؤلاء ، فشباب مثل الورد .. مثل الورد ويقولون عني بطلاً ..

أنا لم أخطط كي أكون البطل العجوز الذي تحدثوا عنه ،

البطل لا يمكن أن يكون عجوزاً ..

عزيز علمني دائماً أن الشعب هو البطل .. وما فعلته كان واجبي لا أكثر ..

هؤلاء الشباب كلهم .. كلهم .. البطل الحقيقي .. الناس هم البطل ..

صدقت يا عزيز ..

وقف شاب يتبول في الوعاء البلاستكي الداكن الموجود في ركن الزنزانة ،

تفوح من المكان رائحة الرطوبة ، العفن ، البول ، وبقايا الخبز والبيض ،

ورائحة غزة القادمة عبر النافذة الصغيرة المرتفعة ، حيث نسمع منها صوت

فرقعة المركبات العسكرية المارة من شارع عمر المختار ،


وبعد ساعات من وصولنا فُـتحت بعنف نافذة حديدية صغيرة في الباب الحديدي الموصد ،

صوت الحارس في مكبر الصوت يتلو أسماءنا .. " نبيل خضر ، حسن رباح ، فتحي الراعي ، علي عودة "

أين سيأخذوننا ؟

وفي الباحة الخارجية كانت تنتظرنا عربة خاصة ، سمعت بين الحراس حواراً لم أفهم منه سوى اسم مدينة " بئر السبع " .


الأضواء الكاشفة ، الحراس ، الأسلحة الأوتوماتيكية ، البساطير الثقيلة ، حان وضع القيود في أيدينا ، فجأة انتصبت قامتي ،

من هذا ؟! موشيه ؟!

ما الذي أتى به هنا ! موشيه الحارس هو الذي يضع القيود في أيدينا ؟! رأسي ينفلق . لا أفهم .

صرنا جميعاً داخل العربة ، صارت العربة في داخلنا ، وموشيه يجلس في مواجهتنا ويصوب مدفعه الرشاش هو وزميله نحونا ،

غرقت العربة في الظلام ، وتحركت عبر البوابة الخارجية حيث شقت طريقها في شارع عمر المختار متجهة شرقاً .


تأملت جانبي الطريق عبر زجاج العربة التي تـنقلنا ، لم أر إلا مستنقعاً من الظلام المتصل ، الممتد في كلّ الجهات ،

تبدده بين الفينة والأخرى أضواء مصابيح العربات القادمة ، فتنكشف الرؤية لحظات ، ثم يعود الظلام مرة ثانية .

اخترقت العربة حيّ الشجاعية واتجهت شرقاً .

سنحتاج إلى خمس وأربعين دقيقة للوصول إلى سجن " بئر السبع " .
يسود الظلام ..


أسمع أصواتاً كثيرة بجواري ، صوت السلاسل والقيود حول المعاصم ، انغرز لحمي في القيود ،

أتوجع بصمت ، أسمع نحنحة وصوت تثاؤب بجواري ، حسن رباح يطلب سيجارة ،

يرفض الجندي الجالس بجوار موشيه ويهتف به أن يصمت .

ضجة ..

صمت يلتصق بلحم العربة التي تراقبنا ، الحارسان الآخران في المقدمة يدخنان بهدوء ، فوهتا المدفعين في الخلف مصوبتان وتسلخان وجوهنا ،

ووجه موشيه مخبوء في النور الشاحب الذي يسود مؤخرة العربة ، كنت أتوقع أن يصادف موشيه ابني عزيز في المخيم أما أن يصادفني أنا في عربة نقل المساجين فذلك ما لم أتوقع حدوثه .


حدثني موشيه عن حرب الأيام الستة أثناء زيارتي لوالده أبراهام صديقي في العمل ..

لم يدر موشيه يومها كيف كنا في المخيم عندما بدأت حرب حزيران ..

صمت في مخيمنا ...

صمت في كل المخيمات ...

صمت في المواقع الأمامية ، وتلة المنطار ...

صمت في المواقع الخلفية والشوارع الكبيرة والصغيرة ....

في الحواري والأزقة زحفت الأصوات في همس وتوجع وخوف ، مسامير تنزرع في الحلوق .

حفرنا خنادقنا داخل بيوتنا الرملية الأفنية ، ذلك أننا لم نقدر حجم القصف وفداحة التدمير ،

رفضنا أن نقتنع بأنّا نعيش في بيوت هشة من الصفيح والقرميد لا تقاوم القذائف .


صمت في خطوط الهاتف والطرق ، وبدأت الطائرات تخترق المخيم متجهة إلى سيناء ، مارشات عسكرية ..

عشرات البلاغات عن سقوط طائرات العدو كالذباب ،

واحتراق مئات الدبابات على ذمة الناطق العسكري في كل الجبهات حتى آخر بلاغ ، وانهزمنا في البلاغ العسكري التالي ،

سقطت غزة ، وخانيونس ، والعريش ، والجولان ، والضفة ، والقدس ،

ويُلقي عزيز عليّ عشرات الأسئلة الساخرة ..


ـ لماذا انهزمنا يا أبي ؟

سخروا منا في الإذاعات ، انتصرنا حتى آخر بلاغ ثم هزمونا في البلاغ التالي !

الناطق العسكري هو الذي حارب وانتصر وانهزمنا نحن ..

يبدو أنه كان يدير الحرب داخل الإذاعة .. الحرب الحقيقية كانت في الإذاعة بين الناطق والبلاغات ، أما حرب الصحراء فكانت وهماً ..


تصوّر يا أبي الرؤساء والملوك سخروا منا في مؤتمرات القمة ..

قالوا إن مائة مليون تهزم ثلاثة ملايين بإذن الله وشربوا نخب الكثافة السكانية ولم يهتموا للفقراء وناموا .


ـ الأفواه الجائعة تطالبني بالقوت ، والأرض التي كنت أزرعها قبل حزيران مقابل جزء من المحصول لم يعد يهتم صاحبها بها

قدر اهLaughingه بالمحافظة على حياته من الحوادث ، والإطلاق الدائم للرصاص ،

وعبرنا إلى الداخل مهزومين ، عبرنا عمالاً ، أُجراء ، عتالين ، عمال تنظيف ، وقذارة ، ولعنة ، وقهراً .



عند الفجر تململ الفراش فوقي ، الطفل الرضيع يصرخ بتواصل ، وضعت في حقيبة الطعام آلامي ، وحجابيّ الحاجز ، وأصابعي المرتعشة ،

فتنططت داخل الحقيبة ، زوجتي تتفحصني بألم .. لا بدّ من خروجي للعمل .. ركبت الحافلة الخاصة بنقل العمال فجراً ، رائحة الفلافل ،

البيض ، الزعتر ، والدخان ، البنزين ، وهدير العربات ، تسكن رأسي .


الرؤى تدق ، تدق ، تدق ، تفجّر في أعماقي هواجس كثيرة ..

لا أجد جواباً يفـشّ غلّي ، المقاعد فوق رؤوس العمال ، تتأرجح رؤوسهم ، تهتزّ أجسادهم "سكارى وما هم بسكارى"

لكنّ الجوع لعين ، وصراخ الأولاد لعين .


في قريتنا كنت أُخزّن الزيت والزيتون في الجرار ، الكرامة دائماً محفوظة للأغنياء ،

أما نحن الفقراء فلنا كرباج " سكارى وما هم بسكارى"

تدق ، تدق ، تدق ، كيف هذا ؟!

ولم ؟!

ومن ؟!

هواجس كثيرة .. لا أجد جواباً ..

يــــــتــــــبـــــ ع {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 11nk(2)

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } W6w20050421142200146872de

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } W6w20050423000725b3ab7a7c {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Bye
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد حمدان
(-* رئيس الملتقى*-)
(-* رئيس الملتقى*-)
احمد حمدان


ذكر
عدد الرسائل : 5317
العمر : 36
التخصص : اعلام
الاسم الحقيقي : احمد حمدان
السكن- المدينة : غزة
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أبريل 10, 2008 11:27 am

(الجزء الثاني )
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } W6w2005041915213957163f99

ظلّت الحافلة تؤرجحنا حتى وصلنا "إيرز " ، العمال يصطفون طوابير ،

أقدامهم في السماء ورؤوسهم على الأرض ، الجنود يتأكدون من البطاقات الشخصية ،


تفتيش للأمتعة ، بطاقات العمل ، حقائب الطعام ، تفوح الروائح أكثر ، تزكم الأنوف ، نصعد إلى الحافلة مرة ثانية ، يحتل البعض أماكن البعض الآخر ..

تسود همهمات ، ضجة ، لعَنَات ، شتائم ، تهتز المقاعد ، تهدأ الضجة ، تفوح رائحة البيض ، والفلافل ، والزعتر .

ما هذه الضجة ؟! أحد العمال يتقيأ بشدة ، يقول البعض في نعاس ..

يبدو أنه أخذ برداً .. وتتصاعد أصوات تأنيب .. البس ملابس أكثر ، "الدفا عفا" ..

تهتز الرؤوس ثانية ، تتأرجح بالمجان ، البطاقات الشخصية ، بطاقات العمل ،

نحن .. ولقمة العيال ، والهزيمة ، والصمت ، والموت ، نتأرجح .

العربة التي تنقلنا إلى " بئر السبع " تشق ظلمة الطريق ، أُضيء نور خفيف في المؤخرة ، أَنزل موشيه فوهة مدفعه بينما لا يزال الحارس الآخر يصوب نحونا ..

وينظر إلى موشيه نظرات تعنيف لأنه لا يأبه بتشديد الحراسة ، نبيل خضر وحسن رباح وفتحي الراعي يجلسون بجواري ،

الدخان يملأ العربة ، موشيه والحارس الآخر في مواجهتنا .. أعضُّ بأسناني العربة ، أهرسها من المحرك حتى آخر قطعة ..

الأفواه تطاردني ، حليمة ، عزيز ، محسن ، والطفل الصغير لا زال يحبو ،

عزيز يقلقني دائماً فهو يحرض الطلاب على التظاهر . يتركني في دوامة كلما دفع أمامي بسؤاله الكبير ..

ـ ألست صاحب حق ؟! ألم تكن ثائراً في أحداث 1936 و 1948 ؟!
فلماذا تنكر عليّ هذا الحق ؟ لماذا لا تكون لنا دولتنا مثل الجميع ؟

وفى كل مرة كنت أطلب منه الاحتراس ، وأعرّفه بأني لا أنكر عليه هذا الحق لكنّ قلب الوالدين شقي كما يقولون .

يطلب المناهيل مني ومن أبراهام زميلي في العمل أن نحفر هنا وهناك ،
ويطلب مني أبراهام بلغة عربية جيدة ليموناً ، وبرتقالاً ، وملوخية ، أُحضرها له من سوق " فراس " في غزة بأثمان رخيصة ،
ثم صار يُوكِل إليّ الأعمال الخفيفة أما إذا شاهد صاحب العمل قادماً بعربته فإنه يرسم ملامح الصرامة والجد على وجهه ،

ويطلب مني ومن العمال القيام بأعمال الحفر وحمل الطوب ، ولا يستطيع هو الآخر البقاء ساكناً ،

بل يبدأ التنقل هنا وهناك محاولاً الإصلاح والترميم حتى يغور صاحب العمل المناهيل الكبير على حد تعبير أبراهام .


انعزلت أنا وأبراهام عن بقية العمال إذ كان يفضل دائماً أن أكون قريباً منه .

بدأت أحفر وهو يساعدني ، ارتفعت حرارة الشمس وتعلقت فوق ظهرينا ، ونزلت قطرات العرق تبلل وجهينا وتتساقط مختلطة بآثار الطين .

تبلل ظهر قميصي ، وارتفع لهاثنا من الحر ، توقفت ، وبدأت في تدخين سيجارتي ، وبعد أن ناولته سيجارة قال لي :
ـ خذ نفساً .
سألته :
ـ كيف العراق يا أبراهام ؟

ـ كويس .. " توف " .

ـ ولماذا خرجت من العراق ما دام " توف " ؟!

ـ ليس بخاطري .

ـ أين سكنت عند وصولك إلى البلاد ؟

ـ أعطوني بيتاً في "يفني" .

ــ " يبنا " !!

غامت الدنيا في عينيّ ، شربت الغيم وأمطرت .

تسربت الشمس داخلي ، فتبخر العرق المتلملم على جلدي ، وترسبت الملوحة اللاذعة في عينيّ ،

والذكرى تدق ، تدق ، تدق .. اللعنة على كل الأشياء الفاسدة وليكن الفناء ..

من العراق ويسكن في "يبنا" ؟! في مسقط رأسي الذي تركته مرغماً ، ربما أقاموا بيته الصغير فوق أرضي ،

مكان الجميزات ، وربما جلس في العليّة التي بنيتها فوق بيتي ، وتنسم عبـير البرتقال ،
وزهر الليمون الآتي من وراء التـلة القريبة ، حيث ترتفع مئذنة الجامع .. هناك كنا نلعب صغاراً ،

ونقزع ثمار التين الشوكي .. سألني أبراهام:

ـ أنت مرة قلت لي إنك من "يفني" لماذا خرجت منها ؟! عرب كثيرون لم يخرجوا من اللد والرملة .

ـ طردونا بالقوة .

ـ كنت مبسوط في " يفني" ؟!

ـ بالطبع . مسقط رأسي ومسكن الآباء والأجداد ..

أيوجد أحد لا يكون مبسوطاً في أرضه وبيته وقريته وبين أهله ..

ـ وأنا كنت مبسوطاً في العراق . والآن لا مكان لي إلاّ هنا .

ـ هذا ليس معناه أن أرضك هنا .

ـ لكن أنت خرجت من " يفني " .

ـ أخرجوني منها بالقوة . بالرصاص .

ـ كل العرب الذين خرجوا من هنا يقولون إنهم أُخرجوا بالقوة .

ـ صادقون . الجميع يعرف أنهم صادقون .

كنا فقراء ولم نستطع الحصول على السلاح الكافي للدفاع عن النفس ..
أنا بعت مصاغ زوجتي واشتريت فشك ، وأعرف كثيرين باعوا دوابهم التي يعتمدون عليها في زراعة أرضهم واشتروا الفشك ..
وحين نفد لم نستطع الحصول على غيره ، والحكام العرب خذلونا .. تركونا نواجه طرف المسمار بالكف ..

والكف الأعزل حين يلطم المسمار ينزف بلا جدوى ..

ـ أنا أفهم يا أبو عزيز .. لكن لا أفهم معنى أن تُخرجني منها ..


ـ أنتم تلاحقوننا حتى في المخيمات ، تصوّر !!
عندكم يستكثرون علينا العيش في المخيمات فيريدون إخمادنا ..
كل شيء يفعلونه بالقوة ، نحن نرفض حياة المخيمات ، نريد دولتنا ، أنتم ترفضون الاعتراف بحقوقنا .
لكن سيأتي اليوم الذي تكون لنا فيه دولتنا المستقلة ..

ـ عندنا من يتصورون أنهم يمكن أن يأخذوا كل شيء بالقوة لكني لا أؤيدهم ..
كثيرون مثلي لا يؤيدونهم .. ابني موشيه جندي الاحتياط لا يؤيدهم .. أنتم تموتون .. ونحن نموت ..

فلماذا لا تكون لكم دولتكم ..

ـ تريد أن تُظهر تعاطفك معي كي تقنعني ببقائك في يبنا وبقائي في المخيم ؟

ـ أنت تعرف أن تعاطفي معك حقيقياً ، وأنا باق رغماً عنك فليس باستطاعتي العودة إلى العراق ،
ولا خيار لي سوى أن تبقى أنت وأبقى أنا ..
ثم هل بوسعك أن تطرد المناهيل الكبير الذي يسيطر على كل شيء ؟!
مئات الكبار يطردوننا متى شاءوا ويستخدموننا متى شاءوا .. رغبتي أن يطردوا ..
Laughingاً مثل رغبتك ، نحن عشنا مع العرب ونعرفهم جيداً ..

ونستطيع أن نتفاهم معهم ، ويمكن أن يتفاهموا معنا ..

أما هؤلاء الكبار فيستعرضون علينا وعليكم عضلاتهم ، إنهم لا يفهمون إلاّ لغة العنف والمال والسيطرة ..


ـ انتصار وهزيمة ، قوي وضعيف ، هذا ما يوحي به استعراض العضلات ، عندنا مثل يقول "ما يجيب الرطل إلا الرطل ونص" ..
أما أمثالي وأمثالك من الفقراء فيجب أن يكون لنا قلب واحد ويد واحدة ..

حسن رباح وفتحي الراعي ونبيل خضر يقبعون بجواري ، هم الآخرون تحدوا الصمت وعشقوا الحركة ،
احترقوا في الظلمة فبدأت التباشير تلوح ..
حاول فتحي الراعي التحدث إلى حسن رباح فصرخ فيه الحارس الجالس بجوار موشيه :

ـ " شيكت " .

بينما لم يتفوه موشيه بحرف .

سادت همهمة .

أبراهام أخبرني أنهم أٌخرجوا بالقوة ، وأنا أخرجت بالقوة ، هو يحب بغداد وأنا أعشق يبنا التي امتزجت بها ،

ولسعني نحلها ، أحب يبنا لأني عندما أقول من يبنا ولست فيها أحس بجزع ، وبأني نصف يبحث عن نصفه ،

وأخذت أسأل أبراهام أسئلة كثيرة ..

من يا أبراهام ؟ كيف ؟ متى ؟ لماذا ؟ سحب آهة من قاع قلبه ، وأخذ يحدثـني ..

المطر يسقط غزيراً فوق بغداد ، اشتدّ البرد حتى التحم بالعظم ..

أصوات طرقات عاجلة على الباب ، نهضت أفتح ، قابلتني اللكمات ، وتشقلبت مع الأثاث ،
تكسرت أشياء كثيرة ، وانتشرت عبارات التهديد والوعيد . خرج الجنود ، وفى الصباح نزل والدي إلى حانوته كالعادة فمنعوه من دخوله ، لم ننتظر أكثر .

البقاء معناه مزيد من المهانة والتنكيل ، لا بدّ من المغادرة ، ولم تمض أيام حتى كنا على متن إحدى الطائرات المغادرة إلى فرنسا ، ومن ميناء مرسيليا توجهنا إلى حيفا ..

مات والدي بعد أسابيع من وصولنا .. ثم اكتشفت أن رحيلنا ورحيل عشرات العائلات كانت خطة اشترك فيها أكثر من طرف مستهدفين تعزيز الدولة الجديدة .

صمت أبراهام . وجهه حزين للغاية ، أخبرني عن ابنته المريضة بالسرطان ، فعرفـت لمـاذا صار يكـثر من الشرود في الأيام الأخيرة .

يــــــتــــــبـــــ ع {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 11nk(2)



{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } W6w20050420130031c9571bae


{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } W6w2005042101193642cd4e87
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريجنسى
حائز على وسام الابداع
حائز على وسام الابداع
ريجنسى


ذكر
عدد الرسائل : 3556
العمر : 37
التخصص : خريج اعلام / علاقات عامة
الاسم الحقيقي : علاء
السكن- المدينة : خان يونس
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 110
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المهنة : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Unknow10
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أبريل 10, 2008 11:29 am

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 23lp3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد حمدان
(-* رئيس الملتقى*-)
(-* رئيس الملتقى*-)
احمد حمدان


ذكر
عدد الرسائل : 5317
العمر : 36
التخصص : اعلام
الاسم الحقيقي : احمد حمدان
السكن- المدينة : غزة
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أبريل 10, 2008 11:32 am

الجزء الثالث



{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } W6w_w6w_2005042413390292dc4a66


صوت بوق عربة اندق في آذاننا :

ـ المناهيل الكبير ..

قال باهLaughing .


تلفت في ساعته ، وصل المناهيل ورطن بعصبية زائدة ، امتدت يده إلى الساعة مرات كثيرة ،

احمّر وجهه فوق احمراره من الغضب حتى صار مثل حبة البندورة ، وظهر الـشر في عينيه وأنا أهتف ..

يا منجي .. يا رزق العيال ..

أولادي وأولاد أبراهام ينتظرون اللقمة والدواء ، ولم ينفع كل الدعاء فقد انصرف غاضباً بعربته


بعد أن رطن ولم أفهم شيئاً ، نظر أبراهام إلى الأفق البعيد وقال في هدوء لم أعتده :

ـ أنت يا أبو عزيز مطرود ( قمارنو ) وأنا مطرود معك .

وفي نهاية اليوم ركبت حافلة العمال مطروداً .



تتخلّع العربة بنا ، تصطدم قيودنا ، تتلاقى أكتافنا ، يلسعنا البرد ،
تضيّق العربة حتى تكاد تعصرنا ، وتتسع حتى نكاد نتساقط منها ، حسن رباح يطلب لفافة ، أشعلها له موشيه ،

وعندما أشعل نار الولاعة ظهر نصف وجهه أكثر وضوحاً ، والنصف الآخر كان باهتاً ،
وصوت احتكاك خطواته على الدرج وهو يرتدي ملابسه العسكرية تتردد في أذنيّ يوم أن زرتهم وجلس والده يحدثني .

احتكاك عجلات الحافلة بالأسفلت في طريق عودتي مطروداً يضطرب بشدة في أذنيّ ، يثيرني ،
أغلقت زجاج النافذة ، انخفض صوت الاحتكاك ، وفلق رأسي ضجيج العمال المتكومين والمعلقين على الماسورة المثبتة في سقف الحافلة

يثرثرون ، يدخنون ، يبصقون آلامهم ..

الرغبة في الصمت تجتاحني ، يا رزق العيال ، يا قاطع رزق العيال ، يا مزود العيال ..

يا لعنة العيال .. قمارنو ، وأنا مطرود مثلك ..

صدقت يا عزيز .. الأغنياء يطاردوننا ، ويمتصون دمنا ولحمنا قبل أن يقذفوا لنا بلقمة الخبز ..

هنا وفى الداخل .. ماذا نفعل يا عزيز ولقمة الخبز صعبة ..


ـ النضال ضدهم يجب أن يكون في كل مكان ، وهو نضال شاق وطويل

وهؤلاء الذين يقذفون لكم بلقمة الخبز سيتوقفون عن ذلك حالما يعرفون أنه لم يبق فيكم ما يُمتص .


صدقت يا عزيز ، جميل أن يخرج من صلبي رجال أكثر وعياً مني ..

ماذا سيقول عزيز إذا عرف أني طردت من عملي ؟

ومع أبراهام ؟!

سيعود يؤكد أقواله لي . كيف سأطعم الأفواه المفتوحة ، سأعود للبحث عن عمل من جديد ..

لا أحد يموت من الجوع .. سأشقى وتحفى قدماي وأنا أراجع مكتب تشغيل العمال

وأبراهام ماذا سيفعل بابنته المريضة ، سيبحث هو الآخر عن عمل جديد مع مقاول آخر ..

سنشقى .. ونعاني .. حتى نحصل على حقوقنا . أفقت على صوت جاري في المقعد :

ـ مالك يا أبوعزيز اليوم ؟

ـ الهم بيسَكِّت اللي أجعص مني .. طردني المناهيل .

ـ أبراهام ؟

ـ لا , المناهيل الكبير ، طردني وطرد أبراهام .

ـ أن يطردك فأمر عادي .. لكن أبراهام .. إنه يهودي مثله .


ـ وماذا يعني طرد أبراهام عند المناهيل الكبير ، إنه قادر عليّ وعلى أبراهام وعلى كل العمال ، ثم إن أبراهام ليس من طينـة ذلك المتعجرف .. إنه فقير مثلنا ، مظلوم مثـلنا ، ومضطهد وإلا لما استطاع طرده .


ـ بفرجها الله والشـغل كثـير ..

ـ طول عمرنا نقول بـيفرجها الله . الفرج يحتاج عمل ، وحركة ، الفرج يأتي بالعرق والتعب .


دس جارى يده في جيب سترته الكالحة الألوان ، وأخرج بطاقته الشخصية استعداداً للتفتيش اليومي في منطقة التفتيش "إيرز" .


طرقت الباب ، فتحت أم عزيز ، حملت عني السّلة التي تحوي ثياب العمل وبقايا الطعام ..


ـ الله Question يا أبو عزيز .

ـ .........

صمت طويل .

تطلعت في وجهي ، أم عزيز معتادة أن تسمع رد تحيتها بأحسن منها كلما عدت من عملي ..
تطلعت إليّ بنظرات متسائلة .. صحوت من همومي وشرودي ..

ـ الله يعافيك يا أم عزيز .

بدأت ألتهم الطعام بنهم على غير العادة .. وحين بدأت أرتشف الشاي :

ـ لست مثل عوايدك يا أبو عزيز!

ـ المناهيل طردني من الشغل .

ـ طردك ..

أرعدت الدنيا في عينيّ ، اهتزت مفاصلي ..

ـ لا شيء يذل الرجال إلا الجوع والمرض يا أم عزيز .

ـ ولا يهمك .. الشغل كثير .. والرزق أكثر .. هوّن عليك ..

ـ عزيز في غرفته ؟

ـ خرج من الظهر .

تزحف الأصوات في الليل زحفاً ، يتمزق الصمت من نباح الكلاب على أطراف المخيم حيث تـنـتـشر بـيارات البرتقال والليمون ، انصرفت حليمة ومحسن للدراسة في الحجرة المجاورة ، امتدت اللحظات الليلية ، يركبني القلق والتوتر ، ماذا سأفعل غداً ؟

لابدّ من الذهاب إلى مكتب تشغيل العمال .. ألهث من جديد وراء العمل .. صاحب الأرض التي كنت أزرعها لا يزال يرفض زراعتها .

يطلب مني أن أتريث .

ظلت الأرض بوراً وأنا أبحث عن العمل في الداخل وتُهان كرامتي ، قررت أن أقابل صاحب الأرض في الصباح في محاولة لإقناعه بضرورة زراعة الأرض ، أعرفه جشعاً قد يفكر في بيعها .. ولقمة الخبز صارت مغمسة بالذل والمهانة هنا وهناك ، كلهم جشعون .. أنانيون .. ولابدّ من التصدي لهم .


طلقات نارية بعيدة على أطراف المخيم ، أين عزيز الآن ؟ ما باله تأخر ؟ عزيز يُكثر من الخروج في الآونة الأخيرة .. أخشى أن يبدأ في إهمال دروسه .

عزيز كثير غلبة ، ولسانه طويل في السياسة هذه الأيام ، وأنا لم يعد بإمكاني دفع غرامات ضخمة إذا ما اعتقلوه في مظاهرة .

ـ سنظل نتظاهر يا والدي حتى ننال حقوقنا ..

ـ كن حذراً .. أنا فقير لا أستطيع دفع غرامات ..

دقات على الباب الخارجي .. فتحت ، وقف عزيز منتصباً في فراغ الباب المعتم .. أطلق التحية ، دخل وأغلق وراءه ..

ـ أين كنت يا عزيز ما أنت شايف الأحوال زفت في الخارج ؟

ـ كنت مع حسن رباح وفتحي الراعي .. زرنا نبيل خضر .

قفز صوت الأم :

ـ شايف يا عزيز المناهيل اليوم طرد أبوك من الشغل .

ـ أجالك كلامي .. يا الله ولا يهمك الشغل كثير ..

ـ وطرد أبراهام ..

ـ أبراهام صديقك ؟!

ـ يهودي مثله وطرده .

ـ صاحب العمل لا يعرف يهودي ولا عربي ، ولا يعرف حتى ربه ، همه الربح والمصاري ..

انخفض ضوء لمبة الجاز ، وساد ظلام شاحب .

مكثت أسبوعين عاطلاً عن العمل ، أراجع مكتب تشغيل العمال يومياً ..
أصفّ في الطابور انتظاراً لتصريح العمل ، وأسأل بعض الأصدقاء والجيران عن عمل مناسب ..
لم يكن أمامي إلا الانتظار ، أو العمل تهريباً في الداخل ..
غرامة العمل في الداخل تهريباً كبيرة ، والذين يعملون بهذه الطريقة مجبرون على البقاء في الداخل ليل نهار أسابيع أو شهوراً ، لم أكن قادراً على تحمل مثل هذه الحياة .. وهذا التشريد ..

وفى اليوم الذي حصلت فيه على تصريح جديد للعمل لم أكن سعيداً ، ولم أكن حزيناً ، كل ما شعرت به راحة عميقة للحظة ، ثم بدأت أتنفس بعمق ..
فالعمل الجديد مواجهة أخرى مع مناهيل آخر .. وصدق ظني فقد أوشكت على الاشتباك مع مناهيل العمل الجديد حينما لاحظت أنه يستفزني برفع صوته عليّ آمراً أكثر مما ينبغي ، وبطريقة سمجة وقذرة .


يـــــــــتـــــبـــــــع {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Read


{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } W6w_200505201626245997a2369958


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد حمدان
(-* رئيس الملتقى*-)
(-* رئيس الملتقى*-)
احمد حمدان


ذكر
عدد الرسائل : 5317
العمر : 36
التخصص : اعلام
الاسم الحقيقي : احمد حمدان
السكن- المدينة : غزة
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أبريل 10, 2008 11:34 am


عدت من العمل بعد العصر لأجد عزيز ، وحسن رباح ، وفتحي الراعي ، يحتسون الشّاي ، تركتهم وذهبت إلى حجرتي ، وبعد المغرب لم أشعر بوجود حسن وفتحي فعرفت بخروجهما ..


ـ عزيز عندك يا محسن ؟


ناديت .

لم أتلق رداً .

يبدو أنه لم يسمعني .. تحركت من مكاني متجهاً إلى الحجرة حيث ابني محسن وابنتي حليمة ، دفعات كثيفة من الطلقات فاجأتني ، تخشبت في مكاني ، الطلقات تزداد كثافة في الزقاق أمام بيتنا ..

ما الذي يحدث في الخارج ؟ عزيز أين أنت ؟

وتحرك لسان أم عزيز يدعو بالستر ويستنجد بالقوي ، الطلقات تحطم القرميد فوق رؤوسنا ..

ينهزم القرميد ويتساقط ، طرقات عنيفة على الباب الخارجي ، ظل الباب يئِن تحت وقع الضربات والأقدام الثقيلة حتى ارتمى

وأُضيء فناء الدار بأنوار كاشفة ، هدير عربات تتحرك في الخارج ، ضجيج ، أصوات أقدام ، نداءات ، عنف ، اهتزاز ، تمزق ، ضرب ، ركل ، لعنات ، صراخ ، أسئلة ، أجوبة ، واجهوني ، لم يرحموني ..

ـ أين عزيز ؟

ـ لا أعرف .

فتشوا الحقائب ، الصرر ، مخدات النوم ، الحطب ، صندوق القمامة ، صندوق ملابس الطفل ، لم يجدوا شيئاً .

اهتزت الأصوات فوق محسن حتى همد ، لم يرحموا تراب الدار ، ثم أخذوا محسن معهم رهينة ..

تحركت العجلات ، عاد الاهتزاز يشتد ، والطلقات تشتد ، واللعنات تشتد ، ومواجعنا تشتد ، ثم هدأت الأصوات دفعة واحدة وصارت جثة

هبط سكون الجثث الثقيل الموحش ، وغرز أنيابه فيّ فتقلصت أمعائي ، والأسئلة تتدافع في رأسي ، تدق ، تدق ، تدق

كيف حدث هذا ؟ ماذا فعل عزيز ؟ لماذا تأخر ؟ لماذا يريدونه ؟ هل انضم إليهم ؟ هل .. هل .. ومحسن ما ذنبه ؟ كيف أنت يا محسن الآن ؟ وأين أنت يا عزيز ؟

انفقدت أخبار عزيز عدة أيام استطعت خلالها إقناع صاحب الأرض بآرائي ، وعدت أزرع الأرض

مزقت بطاقة العمل وصرت حراً من غطرسة المناهيل ، الحاجة إلى لقمة العيش تفرض علينا العمل في أي مكان ، أحسست براحة ، كثيرون مضطرون لحمل هذه البطاقة سعياً وراء رزق العيال .

بدأنا نتعسس على أخبار عزيز وفهمنا كل شيء .. توقعت ذلك يا عزيز .. نحن فقراء نبحث عن اللقمة ..

كنت أود أن أرسلك إلى الجامعة لتصبح طبيباً أو مهندساً ، لكنك لم تكترث . هذا قدرنا ، أنت لست أفضل من غيرك ..

كثيرون هم الذين واجهوا طرف المخرز بالكف ، يدميهم الالتحام لكنّ الأمل يظل في تحطيم أسطورة هذا المخرز المدبب الذي ينفذ في اللحم والدم والعظم ..

لا بدّ من كثرة ثقب المخرز للّحم والدم والعظم أن يصير غير مدبب ، عاجزاً عن الثقب والنفاذ ، عندها سيسهل تحطيمه والبصق عليه ..

الله يرضى عليك ويوقّـِف لك أولاد الحلال يا عزيز ..

عرفت أين يلتجئ عزيز ورفاقه ، حسن رباح ، وفتحي الراعي ، وآخرون ، وعرفت أن عزيز سيكون في الزقاق القريب من المنعطف المؤدي للحارة هذا المساء ويريد رؤيتي..

في ساعات الليل الأولى كان الصمت .

انطلقتُ بلهفة إلى الزقاق .

الظلام يغيِّر ألوان الموجودات ، ويصبغها بلون واحد ، عربات الدورية العسكرية سوداء الصوت ، نباح الكلاب ، والسكون موحش أسود ، التفت حواليّ في حذر ويقظة ، أخشى أن يتبعني أحد .. صمت .

أحسست بحركة قريبة ، وصوت أعرفه يهتف بلهفة :

ـ أبي ..

انبعث الدفء في جسدي . احتضنته .

اعتصرته بقوة .. لأول مرة شعرت أن عزيز صار رجلاً ..

ـ كيف حالك يا عزيز ؟ كيف أحوالكم جميعاً ؟

ـ الحمد لله .. كيف أخبار أخي محسن ؟

ـ كويـس . والمخبأ ؟

ـ نريد تغيـيره .

ـ سأوفر لكم مخبأً آخر .

تحدثنا كثيراً . عانقته . وراح في الظلام .

نبيل خضر يشتم ويلعن ، جلس حسن رباح وفتحي الراعي صامتين ، العربة تنطلق إلى السجن
أشجار الكينيا على جانبي الطريق متشربة بالظلام ، وداخل العربة لا يسمع سوى اختلاط الأصوات المبتورة المعبأة بالأمل
والمدفع الرشاش الذي يحمله موشيه منكساً ، في حين أن المدفع الرشاش في يد الحارس الآخر مشرعاً باتجاهنا وعينيه كانتا أكثر حقداً من عين المدفع التي تراقبنا .
انـتـقلوا إلى المخبأ .

حليمة كانت تعد الطعام وتأتيهم به عند الظهيرة ، وذات يوم وصلت مخطوفة اللون ، زائغة النظرات ، تركتُ الطورية ، فتدفق الماء من المجرى .

ـ خير يا حليمة ؟

ـ شفت بقعة دم ورصاصات متناثرة ..

وأشارت إلى مكان قريب .

ـ رصاصات !!

ـ خذها .

ـ شـافـك أحد .

ـ لا .

ـ أنت متأكدة أنها بقعة دم .

ـ متأكدة .

وضعت سلّة الطعام وعادت من حيث أتت ، أخفيت الرصاصات ، وبدأت أرتدي ملابسي فتفاجأت بعزيز يقف فوق رأسي . قـبـَّلتـه .

سألته عن سبب حضوره ..

ـ نريد طبيباً .

ـ خير ؟ ماذا حدث ؟

ـ نبيل خضر .

ـ ما له ؟

ـ .........

صمت .

ـ أقلقـتـني .

ـ أصيب في كتفه .

ـ أصيب !!

ـ خرجنا في مهمة وعندما أصيب استطعنا نقله .

ـ لاحظت حليمة بقعة دم ورصاصات .. ها هي .. يجب أن تحذروا .. سأحضر لكم ممرضاً .

ـ إذاً قابلني عند الجامع بعد العشاء .

حملنا نبيل خضر ، وتوجهنا إلى دار أبو خليل الجوراني الممرض ، يضغط نبـيل آلامه، أقدامنا تتواثب في حذر ، ضجة الدوريات المتحركة تصلنا ، وهج طلقات الإشارة الحمراء تشق الفراغ الليلي ، اقتربنا من دار أبو خليل الجوراني ، أنزلنا نبيل خضر الذي أخذت الحمّى تعبث في جسده ، انتبه الجميع وأحاطوا بالدار ..

صمت ، صمت الحركة في الصمت . الرجال في الصمت . آلام نبيل في الصمت .

حركة راجفة في الدار، انبعاث ضوء شاحب ، دخلنا .. بدأت أصابع أبو خليل تفحص الثقب الّلحمي المدمي ، عالج الجرح بأدواته مرات ، امتلأ وجهه بالعرق ، وانتفض عندما أُخرجت الرصاصة ، نزف الدم ، ضمد أبو خليل الثقب ، ثم خرجنا ..

في الصباح شعرت بآلام حّادة في ظهري ، لم أستطع مغادرة الفراش ، وعند الظهر خرجت حليمة بالطعام ..

ـ سلمي عليهم جميعاً ، لا تنسي أن تستفسري عن صحة نبيل ، بلغيه تحياتي وتمنياتي له بالصحة والعافية ، قولي له إننا ننتظره فلا داعي لأن يتمارض .

استرحت أكثر ، وأخذت أم عزيز تدلّك ظهري بزيت الزيتون .

شعرت بالحرارة ، اتسعت آلامي .

أشعلت سيجارة .. كيف ينام نبيل خضر وحسن رباح ، وفتحي الراعي؟

وعزيز كيف حاله ؟ هل هو بخير ؟ ومحسن ؟ لقد صاروا في فكري ..

كيف اندمجت بهم !! كيف ارتاحوا لي !!

من يصدق أنني الفقير العاجز قادر على مساعدتهم !!

لم أفكر في يوم أني مهم بهذا القدر .. أأنا أشارك في الثورة من جديد !!

حبهم يسكن أعماقي .. حبي معهم حيث يرحلون ، وأينما يقيمون ، بهمتهم ستزول العتمة ، حبي معهم حين يسهرون ، وحين يتشردون ، حبي معهم فهم مني ، من طينتي ، فليتراجع الصمت ، ولتكن الحركة ..


دقات عنيفة تماوج لها باب الدار المصنوع من الصفيح ، فتردد الصدى في جنبات الدار ، واخترق الصدى عضلاتي المنهكة ، تحفزت ، وقفزت من مكاني سمعاً ورؤية ولهفة..

ـ عجلي يا أم عزيز .

الدق الملهوف يتوالى ..

ـ انتظر .. قامت الدنيا ؟

غرست ذراعي في قلبي ، في صدري ، في روحي .. ماذا حدث ؟ عزيز ، نبيل ، حسن رباح ، فتحي ، هل بشأن ..

ـ أبو عزيز .. أين أبو عزيز يا خالتي ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد حمدان
(-* رئيس الملتقى*-)
(-* رئيس الملتقى*-)
احمد حمدان


ذكر
عدد الرسائل : 5317
العمر : 36
التخصص : اعلام
الاسم الحقيقي : احمد حمدان
السكن- المدينة : غزة
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أبريل 10, 2008 11:37 am

الجزء الخامس


ـ ماذا جرى .. احكي يا حسن .. عزيز .. ابني ..
ـ عزيز بخير .. أريد أبو عزيز .. أسرعي .

أشارت إلى مكاني .. قفز إليّ .. مملوء بالعرق ، والزبد ، واللهاث ، والحذر ، واللعنة ، والخوف ، وكوّم أمامي كل مواجعه ...

ـ إنهم سيسرعون إلى هناك يا عمي ، يجب أن نفعل شيئاً ، أنا لا أستطيع الذهاب .. لديّ مهمات لا بدّ أن أنجزها ..

ـ أين ؟ وما الأمر ؟ لا تلهث ..

ـ رأيتهم يمرون على الطريق الترابية ويقفون طويلاً ، يبدو أنهم لاحظوا شيـئاً ..

وغادر حسن رباح الدار غير منتظر .

توثبت .

انطلقت أعدو بجنون في الأزقة والحواري ، سرت في أقصر الطرق الموصلة إلى حيث يختفي عزيز ونبيل وفتحي ..

ما الذي سيحدث إن لم ألحق بهم ؟ ربما نسيت حليمة رصاصات أخرى عند بقعة الدم ..

أوصلت عندهم حليمة الآن ؟ هل بدؤوا يتناولون الطعام ؟ ما عساهم يفعلون ؟

أيمكن أن يصل العسكر إلى المنطقة ويحاصرونها قبلي ؟ هل ينطلقون الآن صوب المخبأ ؟

أكلت الحواري ، والأزقة ، والطرقات . تتواثب قدماي قبل أن تصل فوهات الموت والخمود ، تعفّرت ، عرقت ، لهثت ، تبلّلت ، نسيم يتعبأ في أنفي ، يفلق رأسي ، وطنين النحل والحشرات يتسلل في مفاصلي .

رائحة الأزهار وتعب الشمس تنسكب في عينيّ ، والعرق المالح يتسرّب فيّ ..
أحك عينيّ بقوة ، وأحك الشمس بأظافري ، وتحتك قدماي بالطريق الزراعية ، تتكسر الأعواد اليابسة ، تزهر البراعم الخضراء تحت حذائي ، أُسرع ، أُسرع ، أُسرع ، سياط تلهب ظهري ورقبتي ، الحك في عيني يتتابع ، أظافري تدمي وجه الشمس ، الأزيز يتصاعد ، أهف الحشرات عن وجهي ولا تبتعد ، تقرض جلد وجهي ، أهف الغبار واللسعات ، ولا أستطيع إبعاد الخيالات الحلوة للأولاد ، حليمة تحمل السلّة ، الطفل يحبو ، أبراهام ، المناهيل الكبير ، موشيه جندي الاحتياط ، وعزيز يشدني إلى قامته ، أتحسس عضلاته النامية ، ونبيل الجريح ..

كيف سننقله ؟ أين سنضعه ؟ الأماكن كثيرة .. المهم الوصول .

تلوح أشجار البرتقال ، الجميزة الكبيرة والصفيح الصدئ ..

وراء الصفيح ينام نبيل خضر ، لا بدّ أن الأولاد حوله ، سأحس فرحتهم عندما يرونني ، سيقبلونني قبل أن يتجهوا إلى أي مكان ، لن أجعلهم يقبلونني أكثر من قـبلة واحدة ، وبعدها لينـطلقوا إلى حيث لا يصلهم أحد ..

طخ .. طخ .. طخ ..

انبطحت ، غصت بين الأعواد اليابسة فصارت خضراء ، وطهرتني المياه والطين والوحل ، انصدع ظهري ، عرقي ينز بغزارة ..
تبلّل الطين من عرقي ، التصقت بالأرض ..
صرنا طيناً واحداً .. اللعنة .. اللعنة

.. طخ .. طخ .. طخ ..

مزقت قميصي بأسناني .. أكلت ثيابي .. عضضت شفتيّ وأكلتها .. سال الدم ..
اكتشفوني .. كادوا يطلقون الرصاص عليّ ، لم أستطع الفرار ..

أسرعوا إليّ .. تصالبت يداي فوق رأسي بمذلة ، نتفوا ريشي عندما شاهدوا بطاقتي الشخصية ..

صمت .. صمت .. صمت ..

انساب لحمي من حرّ الشمس دافئاً ، وتكوّم تحت قدميّ فانتصبت

هيكلاً عظمياً ، لم يبق سوى لحم الرأس ..

هل استشهدوا جميعاً ؟ وحليمة .. هل غادرت المكان قبل وصولهم ؟ الله يرحمك يا عزيز .. وأنت يا نبيل .. الله يرحمكم جميعاً ..

حبي معكم أينما تصعد أرواحكم ، لن تنزل دموعي .. لن تنزل دموعي ..

أوقفوني في الشمس ، وفجأة رأيتهم يصورون جثة ، اقتربوا أكثر .. اقتربوا ..
غير ممكن .. حليمة ؟ .. انفجرتُ .. تركتُ مكاني وسقطت فوق حليمة ، الدم ينز بهدوء ، تبلّلت بالدم .. حليمة !!

غير ممكن .. لم يستطيعوا رفعي عن جسدها .. صرنا عظماً ولحماً واحداً ، ممزوجين بطين الأرض وبالدم ..

غطتنا الشمس .. أين عزيز يا حليمة ؟

أين الأولاد الطيبون ؟ كيف لم تـنتبهي ؟ كيف ؟ كيف ؟

غثيان ، دوار ، لم أشعر بنفسي إلا وأنا في حجرة المحقق ومعي فتحي الراعي ، وحسن رباح ، وعرفت أن نبيل خضر يعالج من إصابته .

العربة التي تقلنا نحن الأربعة من سجن غزة المركزي إلى سجن بئر السبع وصلت نقطة التفتيش - ناحال عوز - عند حدود مدينة غزة من الشرق ، توقفت العربة لحظة ثم اندفعت شرقاً ، مدفع موشيه لا يزال منكساً ، والحراس في المقدمة يدخنون ، المذياع يغني ، والدخان يتمدد في العربة ، القيود تصطك ببعضها ، صفيح العربة يبحلق فينا ، يتفحصنا ، والحارس المرافق لموشيه لا يفارقنا ..

له ثلاثة عيون .. عيناه وعين المدفع الرشاش .. لست مرتاحاً لنظرات هذا الحارس ، في حين يتهرب موشيه من النظر إلينا بالنظر إلى مقدمة العربة ، متحاشياً نظرات زميله الذي يهاجمه ويهاجمنا بها بين الحين والحين ..



* * *


عـــَــربـــــــــــــــَة


يلاصقني أبو عزيز ، وحسن رباح ، وفتحي الراعي ، جنديا الحراسة في المقدمة لا يهتمان بنا ، يبدو أنهما واثقان من أننا لن نستطيع القيام بما يزعجهما ، في الجزء الخلفي من العربة أحد الحارسيْن اللذين يواجهاننا يتشاغل بتتبع خيوط الدخان المنبعث من سيجارته ، متحاشياً النظر جهتنا منذ بداية الانطلاق ، حتى مدفــعه غـير مصـوب نحــونا ..

في حين كان الحارس الجــالس بجواره يتشرّب مــلامح وجوهنا بين الفينة والفينة ، واحداً بعد الآخر ، نظراته العميقة لا تريحني ، يبدو أنه ليس مجرد حارس يؤدي واجباً ثقيلاً على نفسه ، نظراته العدائية التي يصوبها نحونا تفصح عما يعتمل في داخله كلما حاول أحدنا أن يطلب شيئاً ، يهدأ حين نصمت ، ويتحفز حين نثرثر أو نحاول مضايقته برفع أصواتنا محدثين ضجة مفتعلة ..

يبدو أن أبو عزيز متعب فهو يلازم الصمت من فترة .. أمر عزيز يشغله ..
ومحسن الذي أخذوه رهينة ، عزيز استطاع اختراق الحصار واختفى في اللحظات الأخيرة ..

لماذا أمعن الحارس المستهتر بحراستنا النظر في أبو عزيز عندما صعدنا العربة لأول مرة !!

أكاد أقول إن أبو عزيز هو الآخر تصمّغ والتصق بأنظار الحارس ، منذ تلك اللحظات وأبو عزيز شارد الفكر ..

إلى أين ؟

لا أعرف .

عرفت عزيز لأول مرة في مظاهرات أعياد النصر في مارس ، في ذلك الوقت كان في نهاية المرحلة الإعدادية يقود مظاهرة نظمها هو وزملائه في المدرسة ، ساروا على الأقدام من المخيم إلى ساحة اليرموك في غزة ..

كيلومترات عدة دون أن يملوا الهتاف ، وإطلاق الشعارات المعادية والمؤيدة ، قدرة عزيز على تنظيم الطلبة دفعتني لاحترامه ، تعرفت عليه أكثر حتى لم أعد أذكر مظاهرة لم أشاهده فيها منطلقاً ، هاتفاً ، منظماً ، وعندما نشبت حرب حزيران شاهدته يحطم باب مدخل مركز التدريب الشعبي في المخيم ، ويشعل النيران في الوثائق والأوراق ..

يقول لي دائماً .. ماذا لو تحول القرميد بنادق ؟

العربة عند توقفت نقطة التفتيش ـ ناحال عوز ـ عربات كثيرة تنتظر إجراءات التدقيق والتفتيش في حين لم تنتظر العربة التي تنقلنا سوى لحظات قصيرة لفتح طريق العبور لها .


هدوء مشبوه يسود العربة ، القيود تنغرز في يديّ ، تشل حركتهما ، بينما ماسورة المدفع المصوب نحونا تضغطنا داخلها مرات وتلفظنا ، الأشجار مغموسة في الظلام على جانبي الطريق ، وممتدة في عظامنا وعظام العربة ..

كل الموجودات تتحرك .. سقطت العربة من فكري فلم تعد تشغلني باندفاعها نحو السجن ، تعلق الزمان من عرقوبه كشاة ، وفرت الساعات من عقاربها ..

فالسجن ليس شيئاً جديداً عليّ ..

طالعني وجه الضابط في مركز المباحث العامة قبل حزيران ..

تتمركز الذكرى في كرات الدم الحمراء ..

زحف الليل . القلق يتواثب . لمع البرق .

أصوات الرعد حادة مزعجة ففتقت الصمت ، هطلت الأمطار بغزارة فجرفت تراب الأزقة والحواري ، ونفذت رشقات المطر عبر فرجات قرميد السطوح وبللت الثياب ..

ظللت ألتصق بزاوية جدار حتى توقف المطر ، انطلقت إلى الدار عدواً .

دلفت إلى الداخل ففاجأني شخص لا أعرفه ، لم تظهر ملامحه جيداً ، وظهر من داخل الحجرة عدد من المعاونين .. كانوا رجال المباحث العامة .

شتموني بقذارة ، وضعوا القيد في يديّ ، وساقوني إلى مكتب المباحث العامة في غزة .

سمعت الليلة الماضية عن مضايقات للشيوعيين وللإخوان المسلمين ، ركلوني مرات وهم يسوقونني من حجرة إلى حجرة حتى أدخلوني إحدى الحجرات المظلمة وأغلقوا عليَّ الباب ..

الحجرة ضيقة ، دائرة تحركي ضيقة ، تحركت للأمام متوجساً ، لم أسمع أدنى صوت ، تقدمت داخل الظلام ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد حمدان
(-* رئيس الملتقى*-)
(-* رئيس الملتقى*-)
احمد حمدان


ذكر
عدد الرسائل : 5317
العمر : 36
التخصص : اعلام
الاسم الحقيقي : احمد حمدان
السكن- المدينة : غزة
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 24/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أبريل 10, 2008 11:38 am


خطوة ثالثة ، رابعة ، صوت يتمدد في أنحاء الصمت ، أسمع شخيراً ، لهاثاً ، أنفاس إنسان متعب ، صوت كلب بوليسي ..

لا أدري .. توقفت مكاني ، اخترقت بأنظاري الظلمة فارتدت خائبة ، اصطدم بي جسم طري ..

أُضيء النور .. انسحق جسدي تحت وطأة الركل ، والصفع ، والخبط المجنون ، حتى ارتميت على أرضية الحجرة ، وشيء ساخن يسيل من جسدي ، انبثقت نار ولاعة ، أحدهم اقترب مني ، النار لسعتني ، حرقتني ، صرخت ..

ظل يشتمني حتى لم تبق لديه كلمة واحدة قذرة ، أطفأ الولاعة ، باب يُفتح ، يُغلق ، عواء كلب يخترق أذنيّ ورأسي ويديّ وروحي ، سكن العواء داخلي ، دخل أحدهم لم أدر من أين ..

طاولة ، مقعدان ، وقف أمامي ، طويلاً ، سمين الرقبة ، منفوخاً ، على شفتيه ابتسامة خبيثة ، أشار إليّ ، جلست لاهثاً أتصبب عرقاً ، واجهني ، إصبعاه امتدا حتى اقتربا من عينيّ ، أغلقت عينيّ ..

ضغطهما للداخل بإصبعيه وقال بهدوء :

ـ سأطلع عينيك إن لم تتحدث يا نبيل الزفت .

ـ ماذا تريد أن أقول ؟

ـ أين كنت بالأمس

ـ بحثت عن عمل في غزة ولم أجد ، وفى المساء جلست في مقهى المخيم ..

ـ ماذا تفعل في المقهى ؟

ـ كما يفعل الكثيرون .. ممنوع أن أذهب إلى المقهى ؟ لا يوجد في مخيمنا مكتبة ، ولا دار للسينما ، لا مسرح ، ولا حتى شارع نظيف مرصوف . مقاهي .. مشردون ونبحث قضايانا في المقاهي ..


ـ اخرس . لم أسألك عما يوجد وعما لا يوجد . أنت تجلس في المقهى للحديث .. مع من تلتقي في المقهى ؟ مع من تتحدث ؟

ـ كثيرون .. رجال المخيم العاطلون عن العمل جميعهم يجلسون في المقهى ، والذين يعودون من أعمالهم يقضون أوقات فراغهم في المقهى ، ألتقي أصدقاء دراسة ، جيران ، معارف ، عمال .

ـ وأصدقاء توزيع .

ـ توزيع ماذا ؟

ـ منشورات يا كلب .

صفعني حتى خِلت أن أسناني سقطت .

ـ نحن نعرف نواياكم ، سأطلع عينيك .

وامتدت أصابعه مرة ثانية ، وضغط أكثر فوق عينيّ .

ـ أنتم الشيوعيون كلاب ، تريدون الاستيلاء على السلطة ونشر الفوضى .

ـ أنا لا أعرف الفوضى .. أعرف أن لي قضية .

ـ تريدون معسكرات تدريب ؟ وتطالبون بأن تخوض مصــر الحرب ضد إسرائيل ؟

ـ نحن لا نريد الحرب إلا من أجل حقوقنا ولا نطالب مصر وحدها .

ـ ليس الآن .. أنت مثقف وتفهم ما معنى الحرب ..

الأعوام في حياة الشعوب لا تذكر .

ـ لكنها أعواماً بدون عمل .

ـ اسمع .
لا أريد كلاماً كثيراً .. أغلق فمك ، وإذا جئت بك المرة القادمة سأطلع عينيك .. سأسحقك .. فكر كما تشاء .. لكن يجب أن تتصرف بما يريحنا نحن .

ـ ...

ـ سمعنا أنك تريد السفر للخارج ؟

ـ لا أملك نفقات السفر .

ـ أتريد أن تظهر لي أنك لا تعرف طرقاً غير مشروعة للسفر ؟

ـ أنا أُفضل الطرق المشروعة .

ـ سلّم وثيقتك غداً .


ـ وكيف أُسافر إن أردت ؟


ـ أنت تقول إنك لا تملك نفقات السفر !! ثم لماذا تريد السفر ؟

وإلى أين ؟


ـ ربما استدنت وحاولت السفر للسعودية للبحث عن عمل وزيارة بعض الأقارب .

ـ أتريد الذهاب للعمل أم للزيارة ؟

ـ للعمل .

ـ والزيارة ؟

ـ والزيارة .

ـ تزور من ؟


ـ أقاربي .. نحن موزعون ، بعضهم في شرق الأردن ، وبعضهم في السعودية ، وبعض المسافرين قالوا إنهم صادفوا أقارب لي في سوريا .. العائلة مشتتة كما ترى ..

ـ أنا لم أطلب تحقيقاً عن أماكن وجود عائلتك القذرة ، نحن نعرفكم فرداً فرداً .. أنا أسألك تريد زيارة من بالضبط ؟ وأين يسكن الذي تنوي زيارته بالضبط ؟

ـ لم أقرر بعد حتى أجد المال .

لكن أليس من حقي زيارتهم .. إنهم في بلاد عربية ..

ـ ومن حقك التسلل إلى بلاد أخرى كما تسللت إلى القاهرة قبل شهور بدون تصريح .

ـ ماذا تعني ؟ أنا لا أتسلل .. هذه أرض عربية .. أنتم حجزتم وثيقة سفري .. ذهبت أبحث عن الخبز ..

ـ تبحث عن الخبز عندنا .. في المرة القادمة عندما آتي بك إلى هنا لن تر النور بعدها.

لذا أنصحك بالمحافظة على نفسك فالأحزاب والمنشورات والكلام في السياسة ممنوع.

ـ أعرف .

ـ السهر في المقاهي بدون لعب ولمجرد الحديث في النظريات ممنوع .

ـ وقضيتنا .. ألا نتحدث عنها ؟

ـ إنها بيد زعماء أفهم منك فاهم يا وسخ ؟

ـ زعماء ..

ـ فاهم ؟!

وهوى بكفه فوق صدغي فسطلني ..

خرجت من باب الحجرة مفتوقاً من الغيظ ، عدت إلى الدار ، قابلتني زوجتي بفرحة ، وبعد أسابيع من هذه الحادثة كان عليّ أن أغادر القطاع .

الوثيقة ليست معي فقد سلمتها مرغماً في مركز المباحث العامة ، اقترح الرفاق عليّ التسلل عبر الأراضي المحتلة إلى الضفة الغربية ، وفجعتني الحقيقة المُرة ..

مضطر أنا للتسلل عبر الحدود العربية وغير العربية على السواء ، وتهمتي إن ضُبطت في أي مكان هي التسلل ، وربما أُلـصقت بي تهم الخيانة والتجسس والعمالة كالعادة ، حزنت ، لم يكن لدي وقت لمزيد من الأحزان ..

انتشر الهدوء ، خرجت إلى حيث ينتظرني صديق سيتسلل معي إلى ما بعد خط الهدنة ، يطمئن عليّ ثم يتركني ويعود .. توقفنا فوق تلـة عالية تـشرف على خط الهدنة لعام 1948 ، تركنا المخيم وراءنا ، كتلة من السكون الظاهر ، والأضواء الشاحبة ، دخلنا أرضاً مكشوفة ..

همس الصديق وأنا مبطوح على الأرض بجواره عندما لاحظ توقـفي:

ـ هل أحسست بشيء ..

ـ انظر .. هناك أنوار قادمة ..

ـ هذه دورية من قوة الطوارئ .

ـ التصق بالأرض . لا تتحرك .

دخل الشوك جسدينا ، تعفرنا بالطين ، يلازمني مسدسي ، صُرة طعام ، وبعض الماء ، تلاشت الأنوار ، قبلني الصديق بحرارة ، وعاد إلى المخيم ، وانطلقت نحو الداخل ..
عضني الظلام ، حتى تسرّبت مواجعي من مسامي ، تطهرت برائحة الأرض ، ذبت فيها وذابت فيّ .. ذبت في الطلقات المحشوة في المسدس ، الأشياء تـنتـفض في قسوة ، وبكاء ، والظلام يضغط أسنانه أكثر فأكثر ..
رغم العتمة كنت أرى الأشياء بألوانها .. الطين ، السماء الزرقاء الصافية ، شمس تسطع ، أعواد القمح الخضراء تهفهف مع النسيم . تعبت ، التجأت إلى منطقة منخفضة ، اختبأت بين المزروعات للراحة ، المنطقة تقع على حافة واد ، تفوح في المكان رائحة كريهة تشق الرأس ، عفن ، نتانة ، لم أطق صبراً ..

بقايا جثث ، حيوانات ، بدأت أشعر بالرغبة في التقيؤ ..

توجعت ، تحسست قدميّ ، حشرة صغيرة قرصتني ، دخلت الحشرة من ثقب وتسللت بين اللحم والعظم ، لملمت أشيائي ، وانطلقت مثقلاً بالهموم والآمال والحشرة تقرض اللحم في داخلي .. فتفور مواجعي ، وتندلق في الوديان .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريجنسى
حائز على وسام الابداع
حائز على وسام الابداع
ريجنسى


ذكر
عدد الرسائل : 3556
العمر : 37
التخصص : خريج اعلام / علاقات عامة
الاسم الحقيقي : علاء
السكن- المدينة : خان يونس
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 110
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المهنة : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Unknow10
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أبريل 10, 2008 11:44 am

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 21to0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
hana
حائز على وسام الابداع
حائز على وسام الابداع
hana


انثى
عدد الرسائل : 1935
العمر : 37
التخصص : فيزياء
السكن- المدينة : الجنوب
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 2210
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المهنة : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Unknow10
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 08/05/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الأربعاء أغسطس 13, 2008 8:03 am

مين اله بال يقرا هدا كله والله كسلت عن نصها وانعميت وانا مركزة

عالعموم مشكور اخ جاك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة وجه القمر
أميـــرة الملــــتقي
أميـــرة الملــــتقي
عاشقة وجه القمر


انثى
عدد الرسائل : 719
العمر : 34
التخصص : الدراسات الاسلامية وأساليب تدريسها
الاسم الحقيقي : مممممممممممممم
السكن- المدينة : خانيونس
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 23/04/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الأربعاء أغسطس 20, 2008 12:01 pm

جاك كثيرة القصة وتعبت وانا بقرأ بالقصة بس طلع بفائدة القصة كثير رائعة وحلوة تسلم ايديك......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة جورية
حائز على وسام الابداع
حائز على وسام الابداع
وردة جورية


انثى
عدد الرسائل : 3028
العمر : 34
التخصص : الاحياء واساليب تدريسها
الاسم الحقيقي : من قلب فلسطين
السكن- المدينة : خان يونس الحبيبة
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أغسطس 21, 2008 12:00 pm

يسلمووووووووووووكتير اخي جاكو على القصة الحلوةاللي بتحسرنا على بلادنا

اللي كانت جنة
قال سبناها واجينا نعيش بخانيونس
صحيح بنفتخر اننا عايشين بخانيونس بس بلدنا الاصلية اولى فينا
يعطيك العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فلسطين الرعد
حائز على وسام الابداع
حائز على وسام الابداع
فلسطين الرعد


ذكر
عدد الرسائل : 1471
العمر : 36
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 19/10/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11السبت أكتوبر 25, 2008 8:32 am

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 23lp3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فـيـروز الجـنـوب
اقصاوي ماشي بالراحة
اقصاوي ماشي بالراحة
avatar


انثى
عدد الرسائل : 26
العمر : 34
التخصص : نربية رياضية
الاسم الحقيقي : فيروز
السكن- المدينة : فيروز والمساء والمطر
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 30/10/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 8:25 am

بسم الله الرحمن يسلموووو وQuestion مدير ومنشىء الملتقى جـ،ـاك احلى مشرف تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فـيـروز الجـنـوب
اقصاوي ماشي بالراحة
اقصاوي ماشي بالراحة
avatar


انثى
عدد الرسائل : 26
العمر : 34
التخصص : نربية رياضية
الاسم الحقيقي : فيروز
السكن- المدينة : فيروز والمساء والمطر
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 30/10/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 8:29 am

رَمَيْتُ في الهَوَى{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Icon26 ذاتي

وَاقتنيتُ مِنها سُمُوُّها {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Rolleyes
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 58
هِيَ في الدُّنيا حَيَاتي
وَفي المَمَاتِ عُلوُّها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فـيـروز الجـنـوب
اقصاوي ماشي بالراحة
اقصاوي ماشي بالراحة
avatar


انثى
عدد الرسائل : 26
العمر : 34
التخصص : نربية رياضية
الاسم الحقيقي : فيروز
السكن- المدينة : فيروز والمساء والمطر
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 30/10/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الثلاثاء ديسمبر 09, 2008 8:29 am

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Vio7qsimhnkz
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 052694f91a
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الماردة الفتحاوية
اقصاوي طاير معانا
اقصاوي طاير معانا
الماردة الفتحاوية


انثى
عدد الرسائل : 869
العمر : 32
التخصص : لا شي
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 1610
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المهنة : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Collec10
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 06/12/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس ديسمبر 11, 2008 12:54 pm

مشكور مدير ومنشىء الملتقى جـ،ـاك..........................................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
>>>>>
اقصاوي مع مرتبة الشرف
اقصاوي مع مرتبة الشرف
avatar


ذكر
عدد الرسائل : 18025
العمر : 37
التخصص : تربية رياضية
الاسم الحقيقي : A B D U L L A H
السكن- المدينة : قلعة الشمال
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 25/03/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الإثنين مارس 30, 2009 2:11 pm


يسلموا ايديك

على القصة[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11السبت أبريل 18, 2009 3:39 am

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Post-20628-1188455062

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 563330475
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملك فلسطين
اقصواي خارج عن السيطرة
اقصواي خارج عن السيطرة
ملك فلسطين


ذكر
عدد الرسائل : 148
العمر : 35
التخصص : معلم صف
الاسم الحقيقي : طير في السما
السكن- المدينة : دنيا الاحلام
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 19/03/2009

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الإثنين يوليو 06, 2009 5:52 am

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 99801138oz2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أمال متفتحة
اقصاوي يستعد للاقلاع
اقصاوي يستعد للاقلاع
أمال متفتحة


انثى
عدد الرسائل : 208
العمر : 31
التخصص : رياضيات
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 12/07/2009

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الأربعاء أغسطس 05, 2009 10:59 am

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 23lp3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلطان الحب والرومنسية
اقصواي خارج عن السيطرة
اقصواي خارج عن السيطرة
سلطان الحب والرومنسية


ذكر
عدد الرسائل : 122
العمر : 37
التخصص : Business administration
الاسم الحقيقي : أبو سامي
السكن- المدينة : غزة
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 24/10/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أغسطس 13, 2009 2:02 am


يسلموووووووووووووووو
مدير ومنشىء الملتقى جـ،ـاكوووووووووووووو
تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دمعة الأيام
اقصاوي مع مرتبة الشرف
اقصاوي مع مرتبة الشرف
دمعة الأيام


انثى
عدد الرسائل : 7335
العمر : 34
التخصص : مجاذفة الأيام
الاسم الحقيقي : دمعة الأيام
السكن- المدينة : بحر الدموع
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 16210
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المهنة : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Collec10
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 07/03/2009

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس سبتمبر 10, 2009 3:39 am

سلمت يمينك حلوة بس طويلة كتيييييييييييييير

تقبل مروري واحترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عذاب فتاة
حائز على وسام الابداع
حائز على وسام الابداع
عذاب فتاة


انثى
عدد الرسائل : 4842
العمر : 34
التخصص : علم اجتماع
الاسم الحقيقي : همسات المطر
السكن- المدينة : السحاب
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Dalo3y-12314055980
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 14/09/2008

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الخميس أكتوبر 15, 2009 2:00 am

يسلموا مدير ومنشي الملتقي مدير ومنشىء الملتقى جـ،ـاك


كتير حلوة Question


Exclamation
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دمعه حزن
اقصاوي يستعد للاقلاع
اقصاوي يستعد للاقلاع
دمعه حزن


انثى
عدد الرسائل : 227
العمر : 37
التخصص : الحياه اليوميه
الاسم الحقيقي : ملاك
السكن- المدينة : خانيونس
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 210
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المهنة : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Collec10
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 28/03/2010

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11الثلاثاء مارس 30, 2010 3:41 pm

Exclamation يسلموا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ساحر العيون
اقصاوي محدش طايل راسه
اقصاوي محدش طايل راسه
ساحر العيون


ذكر
عدد الرسائل : 116
العمر : 36
التخصص : عربى
بلدي : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Male_p10
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 110
احترام قوانين الملتقى : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } 69583210
المهنة : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Collec10
المرح يجمعنا : {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Eywejnrqig6r
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Xxxxww10
تاريخ التسجيل : 19/06/2010

{العربة والليل }{ قصة فلسطينية } Empty
مُساهمةموضوع: رد: {العربة والليل }{ قصة فلسطينية }   {العربة والليل }{ قصة فلسطينية } I_icon11السبت يونيو 19, 2010 12:30 pm

يسلموووووووووووووووووووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
{العربة والليل }{ قصة فلسطينية }
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» انا والليل والحب
» صور مدن فلسطينية مهم جدا
» انا فلسطينية
» زغرودة فلسطينية
» احاسيس فلسطينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جامعة الاقصى :: ღ.. االقسم الثقافي..ღ :: ..{ مِن أروِقة الحيـآة ~-
انتقل الى: