بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
خطابٌ من الله لكم, يعطيكم فيه الدواء والعلاج لهذه الغمامة السوداء الزائلةِ بقدرته وحده ومشيئته, فهو وحده الذي يعلم ضخامة الجهد الذي تقتضيه الاستقامة على الطريق, والقيام على دعوة الله في الأرض بين شتى الصراعات والعقبات؛ ولعلمه بأن الصبر والجهد قد يضعف أو ينفذ قرنه بالصلاة؛ لأنها المعين الذي يجدد الطاقة، والزاد الذي يزود القلب, والصلة المباشرة بين الإنسان الفاني والقوة الباقية، والانطلاقة من حدود الواقع الأرضي الصغير إلى مجال الواقع الكوني الكبير واللمسة الحانية للقلب المتعب المكدود، ومن هنا كان يقول رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم: "أرحنا بها يا بلال".
وانطلاقاً من حِرصنا على أهلنا الذين صبروا في طريق ذات الشوكة؛ ومن بابِ تقديرنا لصمودكم الأسطوري, الذي حطَّم غطرسة آلة الحرب الصهيونية؛ نهيب بكم يا أيها الأطهار الكرام, ونناشدكم في ظل الحرب الدائرة عليكم أن تتَّبعوا الإرشادات والنصائح الأخوية التالية:
عند القصف:
- نرجوكم عدم التجمهر في الأماكن التي يتم قصفها؛ حتى لا يعاود العدو الحاقد قصفها من جديد.
- تسهيل عمل الكوادر الطبية ورجال الإسعاف؛ فالازدحام قد يؤثر على عملهم.
- التعاون مع رجال الشرطة والمرور وتنفيذ تعليماتهم، لتمكين سيارات الإسعاف من أداء عملها بسهولة ويُسر.
هناك عُملاء:
- عدم الخوض في الأمور العسكرية التي نجهلها- خاصة في التجمعات الكبيرة- فالعملاء يتصيَّدون الكلمة.
- إخراس المرجفين والمثبطين والمنافقين بكل الوسائل وأفضلها تذكيرهم بـ "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
- عدم التعاطي مع الاتصالات الهاتفية التي تسأل عن المقاومة؛ لأنها من المخابرات الصهيونية.
أطفالنا.. جندُ المستقبل:
- نناشد الأهل بتشجيع أبنائهم أثناء القصف ورفع معنوياتهم، (فإن اجتمعت العائلة بجلسة ذكر تحفها الملائكة؛ سيشغلها ذلك عن استقاء التهديدات والنظر إلى الدمار وبالتالي الاضطراب أو الخوف, وستتنزِّل عليهم صلاة من الله ورحمة).
- ليتابع الأهل دارسة الأبناء؛ لأنَّ عدونا يهدف إلى تجهيلنا وإبعاد الجيل القادم عن حياض العلم.
- إبعاد الأطفال عن تفاصيل الأحداث, واختصار الصورة لديهم بمفهوم يؤكد أن النصر آتٍ لا محالة.
- حين يرى طفلك في عينك القوة والثبات, سيثبُت معك وسيزيدك ثباتاً.
الدُعاة والشيوخ:
- اجعلوا من منبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيلةً لبثِّ المعاني الجهادية التي تحفِّز النفوس وتنهض بالعزائم.
- تعزيز معاني الثقة بالله عز وجل, وقدرة المقاومة على الصمود والرد.
- دعوة المخاتير والوجهاء- كُل في منطقته- إلى تفقُّد أخبار العوائل وتشجيع التكافل بين أبناء المجتمع, وتولي مسئولية تقديم المعونة.
- مخاطبة التُجَّار ومناشدتهم بأن يتقوا الله في أبناء شعبهم.
- حث الناس على الإقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم في تصرفهم في الأزمات وصومهم أثنائها.
نصائح لا بدَّ منها:
- نرجو منكم النوم في غرف آمنة -ما أمكن- والبعد عن النوافذ الزجاجية ومصادر الكهرباء، والتأكد من إغلاق أمان الكهرباء أثناء النوم.
- البعد عن ترديد الإشاعات المغرضة من مثل: سيضرب المكان كذا والمكان كذا، والتعرف على مصدر الإشاعة وإبلاغ الجهات المعنية بذلك.
- عدم التهويل لحجم الدمار في المقرات والمباني فكل شيء سيعود- بإذن الله وعونه- أحسن مما كان.
- سماع الأخبار الصادقة والتعليمات المتجددة من الإعلام الصادق والإذاعات الحريصة على مصلحة الشعب الفلسطيني, والابتعاد عن وسائل الاعلام التي تثير الفتنة وتحاول إضعاف الروح المعنوية لدى شعبنا.
- الاقتصاد في استهلاك المياه، وكذلك الاقتصاد في استهلاك المواد الغذائية ما أمكن، مع عدم التخزين لفترات طويلة لتمكين الجميع من شراء حاجياتهم.
- الله يُخاطبكم في هذه الآيات فتدبَّروها: (البقرة 153-157 وآل عمران 165-180) ولكم في سورة الأحزاب والأنفال والتوبة خيرٌ كثير، فأكثروا من قراءة وتدبر القرآن في هذه الأوقات.
"وبشِّر عِـباد":
{أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} خاطب بها أيوب عليه السلام ربَّه ليشكو إليه سوء حاله وعِظم بلائه ثم تلاها بـ {وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} ولم يدعو بتغيير حاله، صبراً منه على البلاء، ولم يقترح شيئاً على ربه تأدباً معه، وتوقيراً، فهو أنموذج للعبد الصابر الذي لا يضيق صدره بالبلاء، ولا يتململ من الضر، بل إنه ليتحرج أن يطلب إلى ربه رفع البلاء عنه، فيدَع الأمر كله إليه اطمئناناً إلى علمه بالحال، وغناه عن السؤال؛ وفي اللحظة التي توجه فيها أيوب عليه السلام إلى ربه بهذه الثقة، وبذلك الأدب كانت الاستجابة، وكانت الرحمة، وكانت نهاية الابتلاء، قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ} رفع عنه الضر في بدنه فإذا هو معافى صحيح، ورفع عنه الضر في أهله فعوضه عمن فقد منهم {رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا} فكل نعمة هي من عند الله منة {وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} تذكرهم بالله وبلائـه ورحمته في البلاء وبعـد البلاء، وإن في بلاء أيوب عليه السلام لمثلاً للبشرية كلها.
الحرب تأتي في السياق الطبيعي لحياة الفلسطيني على مر التاريخ، فعلينا عدم الاكتراث بها وبموعد انتهاء العملية العسكرية, فهذا قدرُ الله الذي اختارنا إليه، وإن كانت المقاومة تُثخن في العدو وتنال منه بقوّة الله فإن في ثباتكم جهاد تغيظون به الصهاينة, وتستحقون عليه أجر المحسنين ولا يجزي الله الإحسان بغير الإحسان, فصدق القائل سبحانه: "وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أجر المحسنين".
جهاز العمل الجماهيري - حركة المقاومة الإسلامية حماس