مفهوم التكيف الاجتماعي:
تناول الباحثون العلاقة بين مصطلح التكيف ومصطلحات أخرى ترتبط به ارتباطاً وثيقاً، وقد تكون مرادفة له. وقد ظهرت مصطلحات أخرى مختلفة للتكيف، وتعددت بشكل ملحوظ، وذلك انطلاقاً من الاتجاه النظري الذي ينمي إليه صاحب التعريف.
فالمعنى القاموسي للتكيف يدل على عمل الترتيبات أو التحضير لعمل ما أو السعي إلى تحقيق الانسجام والتوافق بين عناصر موضوع ما، أو إعداد الأشياء لكي تتفق مع مستوى معين، كذلك يستخدم هذا اللفظ للدلالة على التناسب والتلاؤم بين شيئين، أو عمل ارتباط بين شيئين أو توفير الراحة للناس.
والتكيف "عملية سلوكية معقدة تعكس العلاقة المرضية للإنسان مع المحيط العام للفرد وهدفها توفير التوازن أو التوافق بين الفرد والتغيرات التي تطرأ على المحيط، حيث يشمل المحيط العام، المحيط الخارجي الذي يحيط بالشخصية ويضم البيئة الاجتماعية (أسرة، جامعة...) والظروف الطبيعية (ماء، هواء....) والمحيط الداخلي للفرد نفسه، والذي ينطوي على الدوافع المختلفة والحاجات والخبرات والقيم التي نحملها والمركبات التي يمكن أن توجد عندنا، وهي جميعها تؤلف ما يسمى بالمحيط النفسي الداخلي".
ويشير التكيف إلى محاولات الفرد والنشاطات التي يقوم بها بقصد الحصول على التوازن المقبول والمنتج بين متطلبات المحيطين، من خلال سيطرة إرادية واعية تسمح له ليس بالمحافظة على كفايته وإزالة التوترات الحاصلة من اندفاعات الحاجة إلى درجة يحقق معها الرضى العقلاني المزدوج (رضاه عن ذاته ورضاه عن بيئته) فحسب، وإنما تتعدى ذلك لتوفر فرصاً لتطوير هذه الكفايات وتدعيمها بخبرات جديدة. ويتميز التكيف بديناميته وبخضوعه لمتغيرات، كالعمر والجنس والدور الاجتماعي والثقافي...الخ، وانطلاقاً من سيرة النمو والخبرة لدى الإنسان، فإن الجمود في وسائل التكيف أمر مقلق ويشير إلى تخلف في المنهج التكيفي عن مسايرة وفهم التغيرات المستمرة من حوله، تخلفاً يدفع الإنسان ثمنه عزلة واغتراباً عن بيئته وعن ذاته