تنشط مواقع مقربة من حركة حماس بجمع ما تردده وسائل إعلام اسرائيلية وتهجمها على فضائية الجزيرة القطرية ، وتقوم بنشره للقاريء العربي ، الذي اعتاد أن يحب ما يكرهه العدو الاسرائيلي ، ومن هذه البوابة ، استطاعت فضائية الجزيرة أن تخرج برأس عربي غيور ولكن بعيون ملونة .
ومن قبيل ما قاله أحد سكان مخيم الشاطيء البحري الكائن غرب مدينة غزة المحاصرة ، أذا ما أراد ضابط مخابرات اسرائيلي ، حرق مواطن من غزة زمن الانتفاضة الأولى ، جاء اليه بتجمع عام كعزاء مثلا او فرح ، وقام أمام الجميع بمد يده اليه ، وعناقه والسؤال عنه بحرارة ، ليخرج بعدها الضابط الاسرائيلي ، ويبقى المواطن في نار لهيبها حرق مستقبله وتاريخه ، وأصبح في نظر الجميع ' عميل وجاسوس وخائن ' هذه النظرية تطبقها اليوم اسرائيل معكوسة على قناة الجزيرة القطرية التي ، تثير الكثير من التساؤلات حول منطق عملها ، ولأن اسرائيل تدرك أن العرب يكرهون كل قريب منها ، ويحبون كل من تعادي ، أرادت إدخال الجزيرة الى قلوب الشعوب العربية ، من بوابة كراهيتها.
نشرت مواقع مقربة من حركة حماس ، تقريرا مطولا عن قناة الجزيرة ورأي اسرائيليين فيها ، وطبعا الجميع الاسرائيلي أكدوا على عدوانية الجزيرة للكيان المحتل ، وراحت هذه المواقع من باب الدفاع عن فضائية الجزيرة ، خاصة بعد منع بثها في مصر وعرضها لوثائق المفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية ، وهي الفضائية التي أخرجت عناصر حماس بلباس مواطنين مدنيين، في شوارع شمال غزة وتوجهوا الى منزل الشهيد حسن المدهون ، بعد ما قالت وثائق الجزيرة أن نصر يوسف وأخرين من الاجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية ، وراء عملية اغتياله ، وعند باب المدهون رحمه الله ، ارتفعت الاصوات المنددة بالرئيس عباس وحركة فتح ، رغم أن المدهون الشهيد من قيادات حركة فتح الميدانيين !!!.
يقول موقع مقرب من حماس :' السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة تسفي مازال يقود الحملة ضد الجزيرة، متنقلا من قناة لقناة ومن إذاعة لأخرى، مشددا على أن 'الجزيرة هي العدو'.
والقول هنا للموقع الإلكتروني المقرب من حماس :'وبما يشبه الشيطنة قال السفير مازال للقناة الأولى اليوم إن الجزيرة تعمل على مؤازرة محور المقاومة ( والاسرائيليون لا يستخدمون مصطلح المقاومة هنا بل الأرهاب ) في المنطقة وترعى ثورة مصر -كما رعت ثورة تونس- وتؤججها بتعبئة واسعة تشمل تغطية مفتوحة وإخراجا فنيا دراميا'.
واستشهد الموقع الإلكتروني الذي يبث من غزة بما قالته محررة الشؤون السياسية في الإذاعة العبرية أيالاه حسون التي كررت هجومها على الجزيرة ضمن برامجها وتغطيتها لثورة مصر، وشددت على أنها تشكل 'منبرا' للمقاومة وتنحاز بالكامل للثورة ضد النظام الحاكم في مصر'.
والشعوب العربية تحب المقاومة ومن يدافع عن رجالها !!! حتى ولو تحولوا وهم يرتدون ثياب المقاومة بحراس حدود للإحتلال ، ويلاحقون المقاومين الحقيقيين ويزجونهم في غياهب السجون ، بدعوى أن تسخين الساحة في قطاع غزة 'خربان بيت '.
ويزيد الموقع الإلكتروني المقرب من حماس في زاده الدفاعي عن الجزيرة مستشهدا بكراهية القناة من قبل اسرائيل :' معلق الشؤون العربية في القناة العبرية الثانية إيهود يعاري من ناحيته، وعلى غرار زميله في القناة العاشرة تسفي يحزقيلي، يتهم الجزيرة بتجاوز مهمتها الصحفية ويقول إنها طرف في الصراع بين 'محوري الاعتدال والتطرف'.
ويضيف الموقع الشاهد الإسرائيلي التالي لنفض الغبار عن الجزيرة وتقريبها من قلوب العرب :' وفي تقرير بعنوان 'الجزيرة المحطة من وراء التغطية' قال توم شارون في الموقع الإلكتروني للقناة الثانية إن الجزيرة تقود ثورة إعلامية عربية وإن بعض الأنظمة تسدد ثمن ذلك فاتورة غالية'.
وتابع 'مع السنوات وفرت الجزيرة الرأي المغاير المغّيب وكانت صوتا لمن لم يسمع صوتهم، ما دفع بعض الأنظمة العربية لإغلاق مكاتبها بعد كشفها عن فساد وبعد مزاعم بتحريضها ضد الولايات المتحدة'. ويرجح شارون اشتداد المواجهة بين الجزيرة والأنظمة العربية في المرحلة القادمة' حسب الموقع.
ويختم الموقع تقريره بما قاله بن إليعازر عن الجزيرة فجاء في تقرير الموقع :' يشار إلى أن الوزير العمالي المستقيل بنيامين بن إليعازر قد اتهم هو الآخر -أثناء زيارته مدينة شفاعمرو الشهر المنصرم- الجزيرة بإثارة القلاقل في العالم العربي'.
طبعا بعد هذا التقرير ، كل عربي مقاوم ومحب للمقاومة ، وكاره لإسرائيل سيحب الجزيرة 'المقاومة ' طالما أنها قادرة على طحن استقرار أي بلد عربي ، وتهييج الشعوب على حكامها ، بفكر مبدع ووسائل متطورة ، وكراهية إسرائيل وأمريكا لها ، وخطها الأحمر الذي لا تستطيع أن تتخطاه الأسرة الحاكمة في قطر التي ترعى أكبر قاعدة أمريكية تجسسية في الشرق الأوسط ، والتي كانت منطلقا للضربات الجوية العسكرية التي دمرت بلد الحضارة العراق، القواعد العسكرية الامريكية تم استبدالها بالكاميرا وفصاحة المراسلين والمؤثرات الصوتية ، طالما رصاص الفتنة مداه كل بيت عربي ، سواء أكان في وطنه أو في المهجر ، والرأي الاول للحبيب وهو القوي والبارز والرأي الأخر للمغلوب على أمره وهو الضعيف المرجو اسقاطه ..
Share |