باليه

منذ تعلمت الوقوف مستندة إلى الكراسي وهي تعشق الموسيقى وتندمج معها. سنها الآن ثلاثة سنوات، وتطلب سماع الأوركسترا.. بحيرة البجع لتشايكوفسكي هي الأقرب لقلبها..


تذهب إلى خزانتها وتتخير لنفسها ثوبا منفوشا، وتأتي أمها لتلبسها إياه.
تبدأ في الدوران .. تحاول حتى تتمكن منه.. تشب على أطراف أصابعها.. تتمايل وتحرك ذراعيها في تناسق.. يا الله كم هي جميلة متحدة مع النغم.. تحاول الدوران على قدمٍ واحدة ، فتقع.. تبتسم لها وتشجعها أن تقوم وتكمل..

نادته ليراها، ابتسم للطفلة بحب..
- ايه رأيك نوديها الجيم اللي على أول الشارع تتمرن باليه؟ منه رياضة ومنه بدل الحضانه وبتحبه فهتتبسط..
ابتسم بسخرية، ولم يعلق.
بعد أيام سألته مجددا..
- البنت بتطور نفسها.. بص بقت بتلف ازاي على رجل واحده وتوازنها ممتاز
علا صوته قليلا واتخذ حديثه ذلك المأخذ الخشن الذي يقطع الطريق سريعا..
- هتروح تتعلم ترقص..
ردت في إحباط:
- دي طفلة!
- ولو
- أجيب لك فتوى ان مافيهاش حاجة
- عارف ان مافيهاش حاجة على قد البيت مش تروح تترقص بره
- ......
- قلت لأ وانتهت
- هو يعني الباليه يفرق ايه عن السباحه وللا الجمباز؟
بتهكم قال:
- آه .. لا الرقص أحسن حتى بيجيب فلوس

خرجت من الحجرة لتجد ابنتها تجذبها من يدها
- ماما عايزة الموسيقى اللي بتجيبيها (تقصد بحيرة البجع)

تديرها .. تتأمل طفلتها قليلا.. ثم تقوم لتدور معها.. تتسع ابتسامة الطفلة فرحة بمشاركة أمها وتدور أسرع وأسرع.. والأم معها.

يغلق باب الحجرة بعنف، ويفتح المصحف.