لا حياة لمن -فلسطيني-

لا حياة لمن -فلسطيني-

- أفاق من غيبوبته الطويلة.. تلك التي استمرت عاماً كاملاً.. أثقل كاهله كدهر.. ناديته: أي محمد..!! الغريب أنه لم يلتفت لندائي..
أعدت النداء مرة أخرى.. أيضاً لم يلتفت.. أيقنتُ أنه فقد اسمه، كما ساقيه، ويديه، وعينه اليمنى..

- غزة اليوم.. انتصر فيها –الحق- كما يزعمون تسميته على الباطل، وأرسل أكثر من خمسمائة باطل لا يتجاوز العشرين إلى النصف الأخر من الأرض..

- غزة اليوم.. تعيش عاماً حافلاً بالانجازات والمنجزات، ومن لم يصله الإنجاز قبلاً.. حتماً سيأتيه بعداً.. فاتحاً ذراعيه..

- غزة اليوم.. ليس إلا مجمع سكني كبير يُوزّع فيها الموت بالجملة وأحياناً –مُفّرّقاً- الأهم أنه بـ –المجان-

- غزة اليوم.. تغمرها المحروقات من كل صوب وبأسعار مخفضة جداً، لم نكن نحلم بها من قبل، فلا يتجاوز لتر السولار أكثر من بضعة دولارات بسيطة لا تتجاوزه الخمسة أو ستة دولارات أكثر الأحيان، ناهيك عن اسطوانات الغاز التي تُوزع بالمجّان هنا وهناك..
في المرّة القادمة سيتم توزيع أفران غاز هدية مع كل اسطوانة..

- غزة اليوم.. تدّك إسرائيل بالصواريخ –الذرية-.. ولم يبق إلا بضع أيام ونسمع أخباراً جديدة بزوال إسرائيل ببركة الصواريخ ودعاء –الإزالة-..

- غزة اليوم.. جفّت فيها الحياة إلا من أثر على طريق لا انتهاء له.. وأُناس غير آبهين بما ينتظرهم آخر الدرب..

- غزة اليوم.. ربان سفينةٍ يثقب أرضية غرفته السفلي معللاً أنها حرية شخصية، وعليه أن يقوم بالتغيير والإصلاح الذي يريد، دون المساس بحريته الشخصية.. فلا تتجاوز حدودك يا صديقي..

- في غزة.. أنت مجردٌ من كل شيء عدا –أنت- المسلوبة أصلاً، وبعض من ذكريات جميلة طُمست بعض معالمها.. وقد لا تعود..

- في غزة.. يقولون أن لقمة "هنية" تكفي مية.. فهل اكتفيت يا صاحِ..

- في غزة.. كلمة واحدة تكفي لإغماض جفني إلى الأبد، لأرحل إلى عالم أخر ليس فيه أطماع، ليس فيها كراسي ، ولا فلوس ولا كروش.. علينا التزام الصمت إذاً..

- في غزة.. لم أجد القليل من الأخشاب لصنع برواز أضع فيها صورة إبني وشقيقي وصاحبي.. وصورتي بعدهم.. فاكتفيت بحفظها عن ظهر قلب..

- في غزة.. يموت الحُرّ ميتة الكلاب.. ويعيش الجبان عيشتها.. فلا تعجب..

- في غزة.. لا تستطيع إصلاح أخطاء من لا يُدركون معنى الخطيئة..

- في غزة.. القوي لا يبقى قوياً إذا ظَلَـم.. والضعيف لا يبقى ضعيفاً إذا ظُـلِم!!

- في غزة..
الجميع ينادي وينادي وينادي..
ولا حياة لمن -فلسطيني-

بقلم-أحمد سلامة

فتى الاحلام
انت دائما مميزا فى مواضيعك
عجزنا على ان نملك قلما سحريا كقلمك فاكتفينا باقلامنا الخشبية
مشكور اخى على طرحك الرائع
وفعلا لا حياة لمن فلسطينى

لا حياة لمن فلسطيني

ولا حياة لمن كان طيب

فتي الاحلام

كلماتك اكتر من رائعة

لك مني جزيل الشكر

تقبل مروري

روميساء